من هو عبد الرحمن الصوفي؟

هو عالم فلك، ومن كبار علماء الفلك المسلمين في القرن العاشر الميلادي.


وهو أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن سهل الصوفي الرازي، يُعد من كبار العلماء والفلكيين المسلمين في عصره، كما وصفه المؤرخ سارطون، كما زاد من شهرته وذاع صيته بين مُنجمي عصره بسبب اتصاله بعضد الدولة، فقد كان عبد الرحمن الصوفي صديقًا مُقربًا للخليفة البويهي عضد الدولة، والذي اتخذه بدوره مُعلمًا له ساعده في معرفة مواضع النجوم الثابتة والمُتحركة. [١][٢]


مولد عبد الرحمن الصوفي

وُلد عبد الرحمن في مدينة الريّ في عام 291هـ/ 903 م، ولم يُقدم المؤرخون الكثير من المعلومات الموثوقة حول نشأته وأسرته، إلا أنه كان من أهل الري، واستقر فيها كما أنه كان من المُتقدمين في علوم الفلك.[٢][٣]


مساهمات عبد الرحمن الصوفي

قدم عبد الرحمن الصوفي العديد من المساهمات في علم الفلك، وأبرزها ما يأتي:[١][٢][٣]

  • رَصَدَ النجوم، وأحصى عددها، وحدد أبعادها عرضًا وطولًا في السماء، كما اكتشف العديد من النجوم الجديدة الثابتة لم يسبقه إليها أحد من علماء الفلك.
  • رسم خريطة للسماء حسب فيها مواضع النجوم الثابتة، وأحجامها، ودرجة إشعاع كل منها، كما وضع فهرسًا للنجوم لتصحيح الفلكيين السابقين، ونال اعتراف الغرب والأوربيين حول ملاحظاته الفلكية فوصفه المؤرخ ألدوميلي بأنه فلكي عظيم يُدان له بالكثير من الملاحظات المباشرة في هذا المجال.
  • لم يقتصر عمل عبد الرحمن الصوفي على تعيين الكواكب التي لم توجد عند بطليموس، بل صحح الكثير من الملاحظات التي أخطأ فيها، فساعد الفلكيين المحدثين على من التعرف على الكواكب التي لم يُحدد لها الفلكي اليوناني بطليموس مراكز دقيقة.


أبرز مؤلفات عبد الرحمن الصوفي

من أبرز مؤلفات عبد الرحمن الصوفي ما يأتي:[٢][٣]

  • كتاب العمل بالأسطرلاب.
  • كتاب مطارح الشعاعات.
  • أرجوزة في الفلك باسم صور الكواكب السماوية.


كتاب الكواكب الثابتة

يُعد هذا الكتاب الذي يعود تاريخه إلى حوالي عام 964 بعد الميلاد من أبرز وأهم الأطروحات العربية في علم الفلك في العصور الوسطى، فهو يضم كتالوجًا شاملًا للنجوم يسرد فيه الفلكي عبد الرحمن الصوف إحداثيات النجوم، وتقديرات أحجامها، ومخططاتها التفصيلية، بالإضافة إلى جملة من الموضوعات الأخرى التي تحمل أوصاف السدم، وألوان النجوم، وعلم الفلك الشعبي العربي، ويستند عبد الرحمن الصوفي فيه إلى عمل الفلكي القديم بطليموس الكلاسيكي المعروف بكتاب المجسطي، والذي حدَّث فيه عبد الرحمن خطوط الطول النجمية من 137 إلى 964 وأضاف 12 درجة و42 دقيقة على قيم خط الطول لبطليموس، لكن الأمر المدهش أنه في الوقت الحاضر لا توجد ترجمة إنجليزية لهذه الأطروحة، والتي تحتوي أيضًا على سيرة موجزة عن عالم الفلك عبد الرحمن الصوفي والمخطوطات المتبقية له، وهيكل الكتاب، وكتالوج النجوم، إضافةً لخرائط النجوم والرسوم البيانية، وابتكارات العالم الصوفي المميزة الأخرى التي تجلت في رسم النجوم، والتي أنتج منها رسومات توضيحية مزدوجة لأبراج بطليموس، وقد صور أحدها بمثابة كرة سماوية.[٤]


وفاة عبد الرحمن الصوفي

توفي عبد الرحمن الصوفي في مدينة الري في تاريخ 14-محرم-291 هـ الموافق 25-5-986م، وكان يبلغ من العمر 83 عامًا.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب حليمة الغراري ، بناة الفكر العلمي في الحضارة الإسلامية، صفحة 12. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث خير الدين الزركلي، كتاب الأعلام للزركلي، صفحة 319. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، صفحة 92. بتصرّف.
  4. "Abd al-Rahman al-Sufi and his book of the fixed stars: a journey of re-discovery", ui.adsabs.harvard, Retrieved 27-6-2021. Edited.
  5. جمال الدين ابي حسين القفطي، إخبار العلماء بأخبار الحكماء، صفحة 175-174. بتصرّف.