من هو غاليليو غاليلي؟

هو فيلسوف، وأستاذ رياضيات، وعالم فلك وفيزيائي من رواد القرن السابع عشر.


وهو غاليليو فينتشينزو غاليلي، فيلسوف وفيزيائي وفلكي إيطالي الأصل، من مؤسسي الثورة العلمية في القرن السابع عشر؛ إذ إن منهجه العلمي ومساهماته في علوم الفيزياء، والفلك، والفلسفة الطبيعية لا تزال تحظى باهتمام العلماء حتى عصرنا هذا، فضلًا عن مساهماته العلمية المميزة واختراعاته الأخرى.[١]


مولد غاليليو غاليلي ونشأته

ولد غاليليو في مدينة بيزا في فلورنسا في إيطاليا في 15-2-1564م، وكان الابن الأكبر لوالده فينشنزو غاليلي الموسيقي المشهور، ولوالدته جوليا أماناتي، وكان له 6 أشقاء آخرين، وانتقل في عام 1574م مع عائلته إلى فلورنسا.[١]


ثقافة غاليليو غاليلي وتعليمه

التحق غاليليو بجامعة بيزا عام 1580م لنيل شهادة الطب، ولم يكمل دراسته في هذا المجال فأبدله بدراسة الرياضيات، وبعد ترك الجامعة عمل مُدرسًا خصوصيًا للرياضيات، وحصل بعد مدّة على فرصة للعمل كأستاذ للرياضيات في جامعة بيزا، ومن ثم عمل كأستاذ في جامعة بادوفا في جمهورية البندقية، وهناك عمل على عدة اختراعات، منها آلة حسابية من تصميمه، وزاد شغفه وميوله إلى علم الفلك بعد أن تعرف على التيليسكوب، فاخترع أجهزة مُحسنة منه، وقدم اكتشافاته الفلكية المميزة، وفي عام 1611 قُبل كعضو في أكاديمية دي لينسي العلمية، ولكن في عام 1612م، وبعد انتقاله إلى فلورونسا بصفته أمير علماء الرياضيات والفيلسوف الكبير، وبعد حصوله على درجة الأستاذية في جامعة بيزا.[١][٢]


الفلسفة الطبيعية لغاليليو غاليلي

اجتهد غاليليو في محاولة تجديد مفاهيم الفلسفة الطبيعية والمناهج التي كانت تُدرس من خلالها، فعندما انتقل إلى قصر مديتشي في فلورنسا، وكان رياضي الدوق طلب منه شرف نيل لقب الفيلسوف، ولم يكن السبب في ذلك تعزيز مكانته ومنصبه، وإنما في سبيل دعمه لاستبدال المفاهيم التقليدية المرتبطة بالمفهوم والفلسفة الطبيعية الأرسطية التراث، وتقديم مفاهيم ميكانيكية حديثة، وتطوير العلم الحديث الذي بات من سمات الفلسفة الحديثة، فكان منهج جاليليو المُستحدث في التفكير هو منهج الثورة العلمية، والتي اعتبرها البعض فاتحة نماذج عقلية جديدة أو نموذجًا جيدًا للفهم، فقد استبدل الأفكار الأرسطية بطرق جديدة تصف خصائص المادة وحركتها مُستخدمًا الرياضيات، والتناسب، وآلات أرخميدس القديمة؛ كالميزان، والسطح المائل، والرافعة، والبندول الخاص بجاليليو، وجميعها أدوات رغم بساطتها إلا أنها غيرت الطريقة التي يُنظر فيها ويتم الحديث ووصف المواد وحركتها من خلالها.


أبرز مساهمات غاليليو غاليلي العلمية

من أبرز مساهمات غاليليو العلمية ما يأتي:


في مجال الفلك

قدّم جاليليو مجموعة من الاختراعات والدراسات التي دعمت علم الفلك، ورغم أن بعض الاختراعات كانت موجودة من قبل، لكنه طوّره وعمل على تحديثه ليتناسب مع احتياجات العلم وتطوّره، ومن مساهماته في هذا المجال ما يأتي:[٣]

  • صنع التلسكوب ثلاثي القوة من العدسات، وعلم نفسه فن طحن العدسة فأنتج تلسكوبات قوية، وقدم أداة بثماني آلات إلى مجلس الشيوخ الفينيسي الذي كافأه بدوره.
  • استخدم تيليسكوبًا يُقرب له السماء بمقدار 20 ضعفًا، ومن خلاله رسم مراحل القمر، ووضح أن سطح القمر خشن وغير متساوٍ، وليس أملسًا كما كان معتقدًا حينها، ورأى الكثير من النجوم في السماء أكثر مما كان يُرى بالعين المجردة.
  • اكتشف أربعة أقمار تدور حول كوكب المشتري، أطلق عليها اسم عائلة ميديشي أو النجوم الطيبة، واكتشف أنه يجب أن يكون هناك أكثر من مركز واحد للحركة في الكون.
  • اكتشف المظهر المحير لكوكب زحل ووجود حلقات تحيط به، كما كشف أن كوكب الزهرة يمر بمراحل كالقمر.
  • اكتشف البقع الشمسية، وجادل بأن الشمس هي مركز الكون وأن الأرض كوكب وهي النظرية التي جادل فيها كوبرنيكوس، وبذلك أصبح تحول جاليليو إلى الكوبرنيكية نقطة رئيسية ساهمت في الثورة العلمية، والتي كانت سببًا لمعارضته لنظرية أرسطو وسببًا آخر كبير لخلافه مع الكنيسة ورجال الدين المؤمنين بالنظريات اليونانية القديمة.


في مجال الفيزياء والرياضيات

أخطأ غاليليو في نظريته للحركة التي طرحها، والتي اعتقد فيها أن القوة المؤثرة على الجسم هي الفرق النسبي بين جاذبيته النوعية وثقل المادة التي يتحرك من خلالها، ولكنه عاد بعد أن أدرك خطأه وأعاد النظر في نظريته من خلال دراسته للطائرات المائلة والبندول، وصاغ القانون الصحيح للأجسام المتساقطة أي تساقط الجسم في السقوط الحر، وتوصل إلى أن القذيفة تتبع مسارًا مكافئًا، واستنتج بأن المسافة التي يتحركها الجسم من السكون في ظل تسارع منتظم تتناسب مع مربع الوقت الذي يستغرقه، كما قدم في خطاباته التي تم تهريبها ونشرها في إيطاليا مواضيع رياضية هامة ناقش وعالج من خلالها المشاكل التي تتعلق بالزخم ومراكز الجاذبية.[٤][٢]


مُحاكمة الكنيسة لغاليليو غاليلي

لا يُمكن إهمال قصة غاليليو غاليي ومتاعبه مع الكنيسة ومحاكمتها له، فعلى الرغم من محاولاته تجنب الجدل وتقديم تصريحات معارضة ضد الكنيسة إلا أنه في أواخر عام 1632م عندما نشر كتابه الذي حمل اسم حوار حول النظامين الرئيسيين للكون، تعرض لانتقاد شديد وخضع للتحقيق في روما بأمر من المكتب المقدس التابع لمحكمة التفتيش، وطُلب من كاستيلي تلميذ وخليفة جاليليو في كرسي الرياضيات في بيزا أن يُقدم شرحًا للتناقضات الظاهرة بين نظرية كوبرنيكوس ومعتقدات الكنيسة، والذي قدم العديد من الحجج والبراهين، إلا أنها لم تُنصف غاليليلو على الأقل بحسب رأي الكنيسة ومكتب التفتيش فأدانه المكتب في عام 1633 بتهمة التدريس والدفاع عن نظرية كوبرنيكوس والتي تنص على أن الشمس هي محور الكون وأن الأرض تدور حولها، والتي لم يُعترف بها من قبل الكنيسة وتم تجريمها، فحظر كتاب غاليليو واعتبر كلامه خرافات وهرطقة لا أساس لها، وأُمر بالتراجع عن كلامه، وجلس أربع جلسات ليتم الاستماع إلى أقواله، وسيق إلى كنيسة سانتا ماريا سوبر مينرفا، وهناك حكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكن خفف حكمه إلى الإقامة الجبرية ومُنع من الكتابة والنشر حول هذه النظريات، وتمكن في شهر ديسمبر من عام 1633م من العودة إلى منزله في أرستيري في إيطاليا.[٥]


أشهر أساتذة غاليليو غاليلي

تتلمذ غاليليو على يد نخبة من المعلمين، أبرزهم:[٤]

  • جاكوبو بورغيني.
  • أوستيليو ريتشي.


أبرز مؤلفات غاليليو غاليلي

من أبرز مؤلفات غاليليو ما يأتي:[٢]

  • حوار حول النظامين الرئيسيين للكون: يشرح غاليليو في هذا الكتاب نظرية كوبرنيكوس المتعلقة بمركزية الشمس للكون.
  • كتاب الخطابات والعروض الرياضية المتعلقة بالعلوم الجديدة: عالج الكتاب المشاكل الرياضية، كالزخم، واللحظات، ومراكز الجاذبية، وجمع أفكار غاليليو الفيزيائية والرياضية كحركة الأجسام على مستوى مائل، وتسارعها أثناء السقوط الحر، وحركة البندول.
  • أطروحة بعنوان التوازن الصغير (La Balancitta): وصف فيها طريقة أرخميدس لإيجاد الثقل النوعي للمواد باستخدام الميزان.


أشهر أقوال غاليليو غاليلي

من أشهر أقوال غاليليو غاليلي ما يأتي:[٦]

  • كل الحقائق يسهل فهمها بمجرد اكتشافها، الهدف هو اكتشافها.
  • قم بقياس ما يمكن قياسه، واجعل ما لا يمكن قياسه قابلاً للقياس.
  • فيما يتعلق بالمسائل التي تتطلب التفكير، كلما قل وعي وفهم الناس لها كلما حاولوا بشكل إيجابي الجدال بشأنها.


وفاة غاليليو غاليلي

توفي غاليليو الفيلسوف في مدينة أرسيتري قرب فلورنسا في تاريخ 8-1-1642م وكان يبلغ من العمر 77 عامًا، وعلى الرغم من أنه طلب في وصيته أن يُدفن في قبر العائلة في بازيليك سانتا كروس لكن خشي أقاربه من معارضة الكنيسة، وفي عام 1737م وُضع في قبر جديد في الكنيسة بأمر من السلطات المدنية، وفي عام 1992م ألقى البابا يوحنا بولس الثاني خطابًا نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية أغلق فيه قضية غاليليو بعد الاعتراف بأخطاء المُستشارين اللاهوتيين في محاكمته وإدانته.[٧][٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Galileo Galilei", plato.stanford, 4-6-2021, Retrieved 4-6-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Br J Sports Med..، "Galileo Galilei (1564‐1642)"، ncbi.nlm.nih، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2021. Edited.
  3. Albert Van Helden, "Galileo", britannica, Retrieved 4-6-2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت J J O'Connor and E F Robertson, "Galileo Galilei", mathshistory.st-andrews, Retrieved 4-6-2021. Edited.
  5. موسوعة ستانفورد للفلسفة، جاليليو جاليلي، صفحة 16-17. بتصرّف.
  6. "Galileo Galilei Quotes", goodreads, Retrieved 2-6-2021. Edited.