من هو سكنر؟

هو طبيب، وأخصائي في علم النفس، ومُدرس، ومخترع من رواد القرن العشرين.


وهو بورهوس فريدريك سكينر، أخصائي أمريكي الأصل في مجال علم النفس، ويعد والد علم النفس السلوكي الحديث، وأحد مؤسسيه البارزين؛ فقد ساهم في العديد من الأبحاث الهامة التي أجريت على الحيوانات وعززت سلوكها، وأثبت من بعدها بجدارة أن السلوك البشري يمكن أن يحدث بناءً على الانعكاسات الداخلية للأحداث السابقة للشخص، ومن هنا تمكّن من التفسير، والتنبؤ، والتحكّم في السلوك البشري والحيواني بعد خوض العديد من الأبحاث والتجارب الهامة، التي أسفرت عن اختراعات غريبة ومميزة خلدت اسمه كعالم، وطبيب، ومُخترع، ومؤسس لعلم النفس السلوكي الحديث.[١]

مولد سكنر ونشأته

ولد سكنر في بلدة سسكويهانا التي تقع بولاية بنسلفانيا في تاريخ 20-3-1904 م، وكان ينتمي لأسرة بروتستانتية متوسطة، فوالده يعمل محاميًا، وكان له شقيق يدعى إدوارد، لكنه توفي وعمره 16 عامًا إثر نزيفٍ في الدماغ، ومن جهة أخرى حظي سكنر بطفولة هادئة، وكان طفلًا نشيطًا وذكيًا يُحب اختراع الأدوات المميزة.[٢][١]


ثقافة سكنر ومسيرته الأكاديمية

حصل سكنر على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي عام 1926م من كلية هاميلتون، وكان يُخطط لأن يُصبح كاتبًا مشهورًا، لكنه عدل عن رأيه بعد أن اطلع على أعمال العالميْن بافلوف وواتسون، ومن هنا تحول ميوله لعلم النفس، فالتحق في برنامج الدراسات العليا في علم النفس في جامعة هارفارد التي حصل منها على شهادة الدكتوراه في عام 1931م، وعمل فيها 5 سنوات متتالية بحث خلالها حول السلوك الفعال والتكييف الفعال، وفي عام 1936م انتقل إلى مينيابوليس وعمل مُدرسًا في جامعة مينيسوتا، كما تزوج من إيفون بلو، وأنجب منها ابنتيه جولي وديبورا، وفي عام 1945م شغل منصب رئيس قسم علم النفس في جامعة إنديانا، ولكنه عاد إلى جامعة هارفارد عام 1948م، التي أمضى فيها ما تبقى من مسيرته المهنية.[١]


أبرز مساهمات سكنر العلمية

قدّم العالم سكنر العديد من المساهمات والاختراعات والنظريات المميزة، وأبرز أعماله ما يأتي:


صندوق سكنر

وهو جهاز تكييف فعال يُمثل غرفة تحتوي على قضيب أو مفتاح يحصل الحيوان على الطعام، أو الماء، أو عنصر آخر من عناصر التعزيز في حال الضغط عليه، وقد اعتمد هذا الاختراع في الأبحاث الصيدلانية لاحقًا لمراقبة كيف يمكن للأدوية تعديل سلوك الحيوانات.[٣][٤]


المسجل التراكمي

وهو جهاز يسجل الاستجابات على شكل خط مائل، ومُنحدر الخط يشير إلى معدل الاستجابة الذي يعتمد على ما حدث بعد أن ضغط الحيوان على الشريط.[٤]


تطوير مفاهيم التكيف الفعال وقانون التأثير والعقوبة

اكتشف سكنر أن السلوك لا يعتمد على الحافز السابق، كما أكد واطسون وبافلوف من قبله، بل إنه يعتمد على ما يحدث بعد الاستجابة، وهو ما عرّفه بالسلوك الفعال، الذي صقل من خلاله مفهوم التكييف الفعال وقانون التأثير بعد أن قارن السلوكيات الفعالة القابلة للسيطرة، والسلوكيات التلقائية والانعكاسية المفاجئة، وأشار إلى أن التعزيز يقوي السلوك الفعّال في حال كانت تعزيزًا إيجابيًا، وفي حال كان التعزيز سلبيًا فإنه يُزيل النتائج غير المواتية، ووضح أيضًا دور العقوبة في عملية التكيف الفعال والتي تقلل أو تُضعف السلوك المتبع وتمثل نتيجة عكسية، وقد تتضمن هذه العقوبة معززًا سلبيًّا، وهنا تمثل عقوبة إيجابية؛ كالتوبيخ أو السجن أو غيره، أو أن تتضمن مُعززًا إيجابيًا كمصادرة لعبة مُفضلة مثلًا وهنا تُعتبر عقوبة سلبية.[٢][٤]


التعلم المبرمج وآلات التدريس

ساهمت خبرة سكنر في التدريب التدريجي لحيوانات الأبحاث إلى صياغة مبادئ التعلم المبرمج، والذي أشار لإمكانية تحقيقه باستخدام آلات التدريس، ويقوم نهج هذا التعليم على محور أساسي، وهو مفهوم التعزيز أو المكافأة، أي أن الطالب الذي يتعلم باستخدام الآلة بحسب سرعته الخاصة يُكافأ على الرد بشكل صحيح على الأسئلة حول المادة التي يسعى لإتقانها، الأمر الذي يُسهل التعليم، ويُعززه، ويُكسب الطالب مهارات جديدة.[٣]


سرير الطفل

وهو سرير هوائي آمن مكوّن من صندوق كبير مُغلق، عازل للصوت، وخالٍ من الجراثيم، وميكانيكي، ومكيف، ويحتوي نافذة زجاجية، وهو مصمم لتوفير بيئة مثالية لنمو الطفل خلال العامين الأولين من عمره، وقد استخدمه سكنر لطفلته بطلب من زوجته، لكنه تعرّض لهجوم وانتقاد شديدين بسببه.[٤][٣][٢]


تدريب الحمام في المجال العسكري

نجح سكنر وتلاميذه في مهمة تعليم الحيوانات البسيطة القيام بأشياء ومهمات غير عادية، ومن ضمنها كان تعليم الحمام النقر على المفتاح، فقدّم نظام توجيه صاروخي من حقبة الحرب العالمية الثانية، لكنه لم يُنشر إطلاقًا، ويقوم عمله بنقر الحمام المدرب في مخروط الصاروخ لتوجيهه نحو الهدف باستمرار.


الجوائز التي كرم بها العالم سكنر

حصل سكنر على العديد من الجوائز التي كرمت مجهوده ومساهماته، منها:[٤]

  • جائزة إدوارد لي ثورندايك من الجمعية الأمريكية لعلم النفس في عام 1966م.
  • الميدالية الوطنية للعلوم من الرئيس ليندون جونسون في عام 1968م.
  • الميدالية الذهبية لمؤسسة علم النفس الأمريكية في عام 1971م.
  • جائزة إنساني العام سنة 1972م.
  • جائزة المساهمة المتميزة مدى الحياة في علم النفس من الجمعية الأمريكية لعلم النفس في عام 1990م.


كتاب تكنولوجيا السلوك الإنساني

يتناول هذا الكتاب السلوك الإنساني من منظور جديد، وصنفه سكنر ضمن عشرة فصول متنوعة، أولها يُناقش تكنولوجيا السلوك، والتالي يناقش الحرية، والآخر يركز على الكرامة، بينما يتحدث الفصل الرابع عن العقاب، والفصل الذي يليه يسلط الضوء على بدائل العقاب، ومن ثم يتناول سكنر موضوع تغيير العقول ثم القيم، ويتحدث في الفصل الثامن عن تطور الثقافة، ومن بعده تصميمها، أما الفصل الأخير فيتساءل فيه ما هو الإنسان؟ ومن جهة أخرى يُعتبر هذا الكتاب من أهم المؤلفات التي تدور حول السلوك الإنساني.[٥]


أشهر أقوال سكنر

من أشهر أقوال سكنر ما يأتي:[٦]

  • الفشل ليس خطأ دائمًا، فقد يكون ببساطة أفضل ما يمكن أن يفعله المرء في ظل هذه الظروف، الخطأ الحقيقي هو التوقف عن المحاولة.
  • التعليم هو ما يبقى عندما يُنسى ما تم تَعلمه.
  • الرجال يبنون المجتمع والمجتمع يبني الرجال.
  • إنها حقيقة مدهشة أن أولئك الذين يعترضون بشدة على التلاعب بالسلوك يبذلون مع ذلك أقصى جهد للتلاعب بالعقول.


وفاة سكنر

توفي سكنر في مدينة كامبريج التي تقع في ولاية ماساتشوستس في تاريخ 18-8-1990م، وكان يبلغ من العمر 86 عامًا.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Rodger K Bufford, Burrhus Frederic Skinner, Page 2. Edited.
  2. ^ أ ب ت "B. F. Skinner"، psychology.fas.harvard، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "B.F. Skinner", britannica, Retrieved 8-6-2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج Kendra Cherry (27-4-2020)، "B. F. Skinner Biography"، verywellmind، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2021. Edited.
  5. سكنر، tarbawi/alam el ma3rifa/techno suluk insani.pdf "كتاب تكنولوجيا السلوك الإنساني"، منظمة أورينتاشن، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2021. بتصرّف.
  6. "B.F. Skinner Quotes", goodreads, Retrieved 7-6-2021. Edited.