من هو مخترع الطباعة؟

هو يوهان غوتنبرغ، ومخترع، وطابع حروف.


ويوهان غوتنبرغ ، أو هانز غتزفليش، ألماني الجنسية، كان يوهان يشتغل صائغً للمجوهرات والحلي، إذ كانت طبيعة عمله تحتم عليه نقش أسماء أو شارات الناس على حِّليهم، فأصبح ماهرًا في النقش، ومن هنا جاءته فكرة النقش على الخشب، من ثم وضع الحبر عليه وختمه على الورق، أي "الطباعة".[١]

مولد يوهان غوتنبرغ

ولد في الفترة ما بين عامي 1395-1399، لوالدين من النبلاء، وذلك في مدينة ماينز، ارتحل مع أسرته إلى مدينة ستراسبورغ، بعد خلاف وقع مع حاكم مدينة ماينز، ومن هنا أطلقت الأسرة على نفسها لقب "غوتنبرغ" خوفًا من بطش حاكم ماينز، وأصبح اسم هانز يوحنا "يوهان"، أما غوتنبرغ فتعني "الجبل الطيب" نسبة إلى مكان ضيعة كانت تملكها العائلة سابقًا.[١]


اختراع الطباعة

عرفت الطباعة قبيل عصر يوهان عند الفراعنة والبابليين والصينيين وعرب الأندلس، فهي فن قديم استخدمه الغابرون عن طريق نسخ الأحرف أو الرسومات على قوالب من خشب، في الأندلس وتحديدًا في القرن الرابع عشر، ظهرت صناعة الورق، وتم نسخ الكتب عليها بالاعتماد على نساخين لهذه المهمة، مما جعل هذه المهنة من أثرى الوظائف، والكتب ذات أسعار باهظة جداً[٢].


أما الكتب العربية المنسوخة، فقد ظهرت لأول مرة في أوروبا، إذ وجد أول كتاب عربي مطبوع في مدينة فانو الإيطالية عام 1514م، أما عن أول كتاب عربي في البلاد الإسلامية فكان التوراة، عام 1551 من ترجمة سعيد الفيومي، وأول مطبعة أدخلت إلى الوطن العربي، هي التي جاءت مع نابليون عام 1798م، وذلك في حملته على مصر، منذ ذاك الوقت، انتشرت الطباعة في البلاد العربية، على الرغم من انتشار وظهور المطابع في تركيا منذ عام 1723م. [٣]


غلو أسعار الكتب؛ دفع غوتنبرغ لحث الخطى نحو اختراع الطباعة، إلا أنه واجه مشكلة الحروف المقلوبة في بادئ الأمر؛ إذ إن الحروف المنقوشة، تظهر عند طباعتها على الورق مقلوبة، فقرر نقشها بالعكس لتظهر صحيحة على الورق، ولكن طباعة الكتب بهذه الطريقة استهلكت منه وقتًا وجهدًا كبيرًا، الأمر الذي دفعه للتفكير بطريقة أخرى؛ وذلك بقطع الحروف وتشكيلها من الخشب بطريقة منفصلة، ليصنح حروف الهجاء كاملة، من ثم تكوين الكلمات من خلالها بتجميعها مع بعضها البعض، المشكلة الوحيدة هنا، هي تشقق هذه الحروف أو تكسرها، فقرر حفرها ونقشها هذه المرة باستخدام المعدن، ولكنه يكلف الكثير من المال، فاستعان بشريك له في ذلك، وهو دريتزن عام 1438، وجان ريف، وهايلمان. [٤]


لم تفضِ هذه الشراكة بغوتنبرغ إلى أي سبيل، بسبب وفاة دريتزن وحرمان غوتنبرغ من حقوقه قضائيًا، فعاد إلى مسقط رأسه واحتجب هناك، حتى عام 1450، حينما شارك رجل من الطبقة البرجوازية اسمه فوست، وبدأ مشروعه يرى النور أخيرًا، فقام بطباعة الإنجيل "المزامير 1457".[٥]


أصل اختراع الطابعة

هنالك تشكيك حول أسبقية يوهان غوتنبرغ في اختراع الطابعة؛ وكونه مخترعها فعلًا أم لا، إذ إن أولى إشارات اختراع الطابعة وأقدمها تعود إلى تاريخ 1472م، في خطاب لأستاذ من جامعة السوربون اسمه "جييوم فيشيه" لأحد أصدقائه يقول فيه "أن هنالك من يدعى يوهان لقبه جوتنبرغ هو أول من فكر بالطباعة على الكتب دون قصبة أو قلم، بل بحروف معدنية"، وهنالك إشارات أخرى تقول أن موطن فكرة الطباعة هو مدينة ستراسبورغ، عدا عن رواية أن عامل في مجال الطباعة يدعى يوهان مينتلين هو من اخترع الطابعة.


ولكن من الأمور التي أثرت الحقيقة وبينتها أكثر؛ هو وجود وثيقتين قضائيتين في أفينون فرنسا تعودان لعقدين تاريخهما منذ عام 1446م، حول صائغ فضة يدعى "بروكوبيوس فالدفوجل" عمل على تدريس الكتابة الاصطناعية بحروف فولاذية وأخرى من القصدير، ومن الممكن أن تكون هذه الحروف نماذج للطباعة على طريقة غوتنبرغ، هنالك تقرير آخر يفيد بثبوتية فكرة الطابعة إلى "لورانس كوستيه" عام 1440، الذي كان غوتنبرغ أحد مساعديه والذي سرق منه الحروف والمعدات، ولكن هذه الرواية فندت بسبب قصر الوقت اللازم لصنع الحروف ما بين الفكرة ومن ثم سرقتها، أما عن "فوست" وهو الشريك المالي لغوتنبرغ في مشروع الطباعة، فهنالك العديد من الروايات التي تقول بأنه وبعد استيلائه على المطبعة؛ هو من نسخ إنجيل المزامير وله الفضل في إكمال فكرة الطابعة، ولكن التواريخ تقول عكس ذلك لتظهر أن الفكرة وحق الشهرة تعود ليوهان غوتنبرغ. [٦]

المراجع

  1. ^ أ ب حسن احمد جغام، يوحنا غوتنبرغ مخترع الطباعة، صفحة 8-11. بتصرّف.
  2. حسن احمد جغام، يوحنا غوتنبرغ مخترع الطباعة، صفحة 4-6. بتصرّف.
  3. ندوة مركز جمعة الماجد لليقالة والتراث دبي، تاريخ ااطباعة العربية حتى انتهاء القرن التايع عذر، صفحة 4. بتصرّف.
  4. حسن احمد جغام، يوحنا غوتنبرغ مخترع الطباعة، صفحة 14-17. بتصرّف.
  5. حسن احمد جغام، يوحنا غوتنبرغ مخترع الطباعة، صفحة 18-20. بتصرّف.
  6. بول أرون، ألغاز تاريخية محيرة، صفحة 109-115. بتصرّف.