من هو توماس إديسون؟

هو مُخترع من مخترعي العصر الحديث.


وهو توماس ألفا إديسون، وكان لقبه (آل)، اخترع العديد من الأجهزة المفيدة التي تركت أثرًا كبيرًا وجذريًا على ألتكنولوجيا المعاصرة حول العالم، وساهمت لاحقًا في رفاهية الجنس البشري ومُتعته، ويرجع السبب وراء تميزه وإنجازاته إلى فضوله اللامتناهين وصبره، وعمله الدؤوب، وإدراكه قيمة تكرار الاختراع رغم الفشل، وكانت أهم مساهماته هي طريقة الاختراع، لذا أطلق عليه اسم "ساحر مينلو بارك"، على الرغم من أنه لم يكن ساحرًا، وإنما عاقلًا يستفيد من فرص التعلّم المتاحة له قدر الإمكان بغض النظر عن العقبات والصعوبات التي راودته أثناء مسيرته الشاقة، والتي تكللت بالنجاح الباهر بعد عناء وإصرار عظيم ليمتد تأثيرها الواسع الذي لا يُقاس على العلم وتكنولوجيا القرن العشرين وما بعده.[١][٢]


مولد توماس إديسون

ولد توماس إديسون بتاريخ 11-2-1847 م في مدينة ميلانو في ولاية أوهايو، اسم والده صموئيل، وكان مُفكرًا حرًا مُتشددًا نُفي إلى كندا، أما والدته نانسي فهي مُعلمة سابقة، وكان ترتيب إديسون الابن السابع والأخير في العائلة، والتي انتقلت لاحقًا إلى مدينة بورت هورون الواقعة في ولاية ميشيغان في الولايات المُتحدة، كان يُعاني أثناء دراسته مع معلمه المُتشدد الذي كان يصفه بالفاشل، الأمر الذي جعله يتتلمذ على يد والدته في المنزل ويتعلم من الكتب الموجودة في مكتبة والده أكثر مما تعلمه في المدرسة، فأصبحت القراءة وإجراء تجارب الكيمياء في معمله الخاص الذي يقع في الطابق السفلي لمنزله هوايته المُفضلة خلال سنوات الدراسة في طفولته.[٣]


نشأة توماس إديسون ومسيرته المهنيّة

عمل توماس إديسون عندما بدأ يفقد السمع تدريجيًا كبائع مُتنقل للحلوى والصُحف في نظام السكك الحديدية الجديد في الغرب الأوسط، ثم حصل على وظيفته الأولى القائمة على تشغيل منصة جديدة على خط السكة الحديدية الذي يمتد من ولاية بورت هورون إلى ديترويت، وأثناء أداء وظيفته وحتى لا يشعر بالملل أضاف مطبعة وصنع معمل كيمياء صغير له في عربة نقل، ومن ثم تعلم بعدها كيفية استخدام تلغراف السكك الحديدية، وعمل كمشغل للتلغراف لسنوات عديدة أمضاها بإجراء تجاربه العلميّة الخاصة في وقت الفراغ أثناء سفره حول كندا والولايات المتحدة، وخلال 5 سنوات أصبح خبيرًا بالتلغراف، وبعد تعلمه ما يكفي عنه وُظف كمشغل في مكتب محلي، وسافر عبر الغرب الأوسط كعامل تلغراف متجول مُستغلًا كل الإمكانيات والفرص المتاحة في القراءة والدراسة، وتجريب تكنولوجيا التلغراف، والتعرّف بشكل عام على العلوم الكهربائية، واتخذ قراره الحاسم بأن يُصبح مخترعًا متفرغًا ومُستقلًا في بوسطن، ثم انتقل بعد عام إلى مدينة نيويورك ليبدأ فيها عمله الناجح في شركات التلغراف الكبرى ويحصل على تمويل ضخم ساعده على إنشاء سلسلة من متاجر التصنيع في نيويورك ونيوجيرسي، مُستعينًا بخبرة موظفيه من الميكانيكيين التجريبيين ومساعدتهم لتنمية عمله الإبداعي وتطويره، واكتسب بعدها لقب مخترع مرموق من الدرجة الأولى بالإضافة إلى نجاحه في ريادة الأعمال.[٣][٤]


أبرز اختراعات توماس إديسون

ساهم إديسون بالعديد من الاختراعات العظيمة التي خدمت البشرية على مر السنين، والتي كان عددها يفوق الألف تجربة، ومن أبرز اختراعاته ما يأتي:


الفونوغراف

عمل إديسون على تطوير التلغراف، وقام بتحسين تقنية مؤشر الأسهم، وطور نظامًا للتلغراف الآلي، كما اخترع رباعي الإرسال؛ لإرسال أربع رسائل عبر سلك واحد، وصمم قلمه الكهربائي لعمل نسخ من المستندات، وأخيرًا عمل على اختراع الفونوغراف، باعتبار أن الهاتف نوعًا مُختلفًا من جهاز التلغراف الصوتي، وبحكم خبرة إديسون وابتكاراته في مجال التلغراف والهاتف فقد عمل في عام 1977 على ابتكار آلة تنسخ الإشارات بعد تلقيها على شكل صوت بشري، ومن ثم يتم تسليمها كرسائل التلغراف، واجتهد إديسون لتجسيد هذا المفهوم من خلال استخدام جهاز إرسال كربوني ذي رأس على شكل قلم يُحدث انطباعات على شريط من الورق المقوى، ليُكتشف بعدها الفونوغراف المصنوع من أورق القصدير، إذ استبدل الشريط الورقي بأسطوانة ملفوفة برقائق القصدير، وحظي إديسون حينها بمكانة بارزة في جميع أنحاء العالم وأطلق عليه لقب ساحر مينلو بارك نسبة لمعمله في متنزه مينلو، ومع مرور السنوات تحول الفونوغراف إلى مُنتج تجاري واسع الانتشار.[٥][١][٤][٦]


الضوء الكهربائي

عمل إديسون على ابتكار مصباح كهربائي متوهج وعملي، رغم أن فكرة الإضاءة الكهربائية ليست بجديدة حينها، إلا أنه لم يتم تطوير مصباح عملي وآمن للاستخدام المنزلي، وهذا كان الإنجاز لأديسون، وهو اختراع نظام إضاءة كهربائي يشمل جميع العناصر اللازمة لجعل الضوء المتوهج عمليًا وآمنًا واقتصاديًا، إذ حرق مصباحًا وهاجًا فيه خيوط متفحمة استمرت مدة ثلاث عشرة ساعة ونصف، ثم أضاء مجمع مختبر مينلو بارك كهربائيًا، وكان هذا أول عرض عام لنظام الإضاءة المتوهج خاصته، ثم شغل أول محطة طاقة تجارية في شارع بيرل في مانهاتن السفلى ساعيًا بذلك إلى توفير الإضاءة والطاقة للعملاء في منطقة ميل بمعدل مربع واحد، ومن هنا بدأ العصر الكهربائي ينمو ويزدهر، فقد واصل إديسون تجاربه، وابتكر نظامًا كاملاً للإضاءة الكهربائية يشمل مولدات الكهرباء والأسلاك لتوصيل الكهرباء من محطة الطاقة إلى المنازل وتركيبات الإضاءة بما فيها المفاتيح والمصابيح والمقابس الكهربائية.[٧][٨]

 

زر الإرسال الكروبني للهاتف

ابتكر ألكسندر جراهام بيل الهاتف وحصل على براءة اختراع له، بينما ساعد إديسون وتشارلز باتشلورعلى تحسين نقل صوت المُتحدث عبر أسلاك الهاتف من خلال زر الإرسال الكربوني، وذلك بطلب شركة ويسترن يونيون، ليُنتج إديسون جهاز الإرسال الخاص به والذي يجعل الصوت في الهاتف أقوى وأوضح، ولا يزال يُستخدم في مُعظم الهواتف حتى الآن.[٢]


المساهمة في التعدين وصناعة الإسمنت

طوّر إديسون فُرنًا لتحميص ومُعالجة الإسمنت البورتلاندي بعد أن فشل التعدين، ليُصبح هذا الفرن معيارًا صناعيًا عريقًا، ومن ثم بات اسمنته يُستخدم للمباني والسدود وحتى لبناء ملعب يانكي، وذلك بعد أن فشل مشروعه في معالجة الحديد في مصنعه بنيوجيرسي، والقائم على الفصل الكهرومغناطيسي وتركيز الحديد منخفض الدرجة وخامات الذهب.[٤]


فحص وحل المشاكل العسكرية

ترأس توماس إديسون مجلس الاستشارات البحرية لفحص الاختراعات المُقدمة للاستخدام العسكري خلال الفترة الزمنية التي قامت بها الحرب العالمية الأولى بطلبٍ من الحكومة الفيدراليّة، ليعمل على تقنيات عسكرية مُختلفة، منها: تقنيات تحديد مواقع بندقيات العدو، وأجهزة الكشف عن الغواصات، وغيرها.[٤]


بطاريات السيارات

كانت السيارات الكهربائيّة ذات مبيعات عاليّة تفوق السيارات التي تعمل على احتراق الغاز، لكن بطارياتها عانت من سلبيات عديدة، فهي ثقيلة جدًا وقابلة للتآكل الداخلي لهيكلها في حال تسرب الحمض من البطارية، مما دفع إديسون إلى تطوير بديل لها، على أمل المساهمة في صناعة سيارة كهربائيّة ذات مزايا أفضل، ورغم قصور بطاريته إلا أنها استخدمت على نطاق واسع في الصناعة، وكانت اختراعًا مربحًا، ومهدت الطريق للبطارية القلوية الحديثة ليتم الاستعانة بها من قبل علماء جامعة أكسفورد وتطوير نسخة مُنخفضة التكلفة من بطارية إديسون من النيكل والحديد.[٤][٨]


أشهر مقولات توماس إديسون

هناك عدّة مقولات مشهورة لثوماس أديسون، ومنها:[٩]

  • لم أفشل، لقد وجدت للتو 10000 طريقة لن تعمل.
  • العديد من حالات الفشل في الحياة هم أشخاص لم يدركوا مدى قربهم من النجاح عندما استسلموا.
  • الأساسيات الثلاثة العظيمة لتحقيق أي شيء يستحق العناء، هي: أولاً العمل الجاد، ثانيًا التمسك به، وثالثًا الحس السليم.
  • إذا فعلنا جميعًا الأشياء التي يمكننا فعلها حقًا، فسنذهل أنفسنا حرفيًا.
  • أكبر ضعفنا يكمن في التخلي، الطريقة الأكثر تأكيدًا للنجاح هي دائمًا المحاولة مرة أخرى.
  • لكي تخترع، أنت بحاجة إلى خيال جيد وكومة من القمامة.


وفاة توماس إديسون

قبل وفاة توماس إديسون سجل له ما يُعادل 1093 براءة اختراع أمريكيّة، ولم يسبق أن وصل مُخترع سابق من قبله لهذا الإنجاز، فكان إديسون السبب وراء ابتكار نموذج جديد للبحوثات الصناعيّة الحديثة، لكنه عانى بعدها من تدهور حالته الصحيّة، وفي تاريخ 18-10-1931 توفي في منزله في ويست أورانج في مدينة نيو جيرسي، عن عمر يُناهز 84 عامًا مُخلفًا وراءه اختراعات لا يُمكن تجاهلها أو نسيانها.[٤][٦]

المراجع

  1. ^ أ ب "CASE FILES: THOMALS A. EDISON", fi, Retrieved 22-4-2021. Edited.
  2. ^ أ ب JOYCE BEDI (18-4-2004), "Thomas Edison's Inventive Life", invention.si, Retrieved 22-4-2021. Edited.
  3. ^ أ ب "THOMAS EDISON", lemelson.mit, Retrieved 22-4-2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح " Thomas A. Edison Papers"، edison.rutgers، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2021. Edited.
  5. Matthew Josephson , "Thomas Edison", britannica, Retrieved 22-4-2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Life of Thomas Alva Edison", loc, Retrieved 22-4-2021. Edited.
  7. "Top 8 Things You Didn’t Know About Thomas Alva Edison", energy, 18-11-2013, Retrieved 22-4-2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Edison Biography", nps, Retrieved 22-4-2021. Edited.
  9. "Thomas A. Edison > Quotes", goodreads, Retrieved 22-4-2021. Edited.