ألساندرو فولتا مخترع البطارية

من هو مُخترع البطاريّة؟

هو أليساندرو جيوسيبي أنتونيو أناستاسيو فولتا، عالم وفيزيائي، وأول مُخترع للبطارية الكهربائيّة والتيار الكهربائي في القرن الثامن عشر.

يُصنف ألساندرو فولتا كأحد قادة الفكر في مُختلف أقسام العلوم الفيزيائية، وقد أفاد العالم بفكره وإنجازاته ليغدو ممن كرسوا حياتهم للكهرباء والعلوم الفيزيائية مُستغلًا كل الإمكانيات البسيطة المُتاحة، ومُتمردًا على المصاعب التي واجهته، ليُخلد اسمه في التاريخ ويرتبط بوحدة قياس فرق الجهد للتيار الكهربائي كاعتراف بفضله ومكانته العلمية، وتكريمًا لسنوات عمله الدؤوب في علم القياسات، والفيزياء، والكهرباء.^[١][٢]

مولد ألساندرو فولتا ونشأته

ولد ألساندرو فولتا في كومو لومباردي (إيطاليا) في تاريخ 18-2-1745 م، وكان ينتمي لعائلة نبيلة، ووالداه هو فيليبو، أما والدته فهي ماريا ماديلينا دي كونتي إنزاجي، وعندما كان فولتا صغيرًا تأخر بالكلام حتى سن الرابعة، فاعتقد والداه أنه يعاني من تأخر ذهني، إلا أنه كان شديد الذكاء، ومتفوقًا على زملائه في المدرسة، لكن بينما كان في السابعة من عمره توفي والده وتولى عمه تعليمه والعناية به.^[٣]

ثقافة ألساندرو فولتا ومسيرته العلميّة

درس ألساندرو فولتا في مدرسة الجيزويت، واستمر في تعليمه بها حتى سن الثالثة عشرة، ثم التحق بعدها بالكلية الإكلرييكية في كومو، وأثناء هذه المرحلة من حياته تعرض لضغوطات كبيرة من القسيس جريولامو بونيسي في محاولة إقناعه حتى يُصبح كاهنًا، إلا أنه رفض ذلك، كما رفض دراسة القانون كما أوصاه عمه، وترك الدراسة بعد إنهائه المرحلة الثانوية، ليجتهد في الدراسة الذاتية للظواهر الكهربائية، وقراءة الكتب والاطلاع عليها، راغبًا بشدة أن يصبح عالمًا فيزيائيٍّا، فقرأ مؤلفات مُتخصصة في مجال الكهرباء لجمباتيستا بيكاريا، وبيتر فان موستشينبروك، والأب جان أنطوان نوليه الذي اشتهر بتجاربه العامة حول الكهرباء السكونية، فقام ألساتدرو بمراسلته، وبدءَ الخوض في التجارب والاختراعات الناجحة التي مهدت له الطريق نحو مهنة التدريس ليحصل على منصب أستاذ الفيزياء بثانوية كوم، ومن ثم عُيّن أستاذًا في جامعة بافي (إيطاليا)، والتي استكمل فيها أبحاثه حول الكهرباء السكونية قبل قيامه بالسفر والتنقل في سبيل الحصول على المعرفة، فزار المتحف الملكي للفيزياء والعلوم الطبيعية في فلورنسا، وتنقل خلال سويسرا، وغرب ألمانيا، وهولندا، وبلجيكا، وصولًا إلى مدينة باريس، وفي عام 1794 م تزوّج من ماريا تريسا برييجريني، وأصبح له ثلاثة أطفال منها، توفي أحدهم، ولكن لم يعقه ذلك عن مواصلة بحوثه حول الكهرباء والتطبيقات الفيزيائيّة المُختلفة.^[٤][٥]

أبرز اختراعات وإنجازات ألساندرو فولتا

من أبرز اختراعات ألساندرو فولتا ما يأتي

اختراع أول بطارية كهربائيّة

طوّر الفيزيائي فولتا أول بطارية كهربائية في عام 1800 م، دون الحاجة لاستخدام الأنسجة الحيوانية التي تبنّى تجاربها الأولية صديقه العالم لويجي جلفاني، وعُرفت بطاريته باسم (الخلية الفولتية)، أو (الكومة الفولتية) أو (العمود الفولتي) نسبةً له، والتي مثلت أول مصدر مستمر وعملي وقابل للتكرار للتيار الكهربائي المعدني، وغدت الركيزة الأساسية في دراسة الكهرومغناطيسية، وتطوير المكونات الكهربائية، وإنتاج الكهرباء في السنوات اللاحقة بعد جدل كبير بين دعاة الكهرباء الحيوانية والمعدنية، إذ استخدم لصنعها لوحين من معدني الزنك والفضة، أو القصدير والنحاس اللذين تفصل بينهما قطعة قماش منقوعة في محلول ملحي أو هيدروكسيد الصوديوم، والتي تُوجد تيارًا كهربائيًّا بسيطًا لا يحتاج للشحن، مُخلفًا بذلك ثورة علميّة كبيرة في مجال التجارب الكهربائيّة.^[٦][٧]

ابتكار المُسدس الفولتي للتفجير الهوائي وعزل غاز الميثان

أدت تجارب فولتا بعد ملاحظته ارتفاع الفقاعات إلى أسطح المستنقعات لاكتشاف وعزل غاز الميثان، كما جرب أيضًا التسبب في انفجار الغازات المتفاعلة داخل غرفة مغلقة، وابتكر من خلالها جهازًا تجريبيًّا لتفجير الغاز يُعرف باسم (Voltaic pistol)، والذي استُشهد به في العديد من التقنيات والابتكارات اللاحقة، وأبرزها جهاز التلغراف، ومحرك الاحتراق الداخلي.^[٨]

اختراع مولد الإلكتروفور

في عام 1775 م ابتكر ألساندرو جهاز الإلكتروفور، وهو بمثابة مولد للكهرباء الساكنة أو الكهرباء السكونية بطريقة الحث، أي أنه يُحوّل الجهد الميكانيكي الذي يعتمد على مصدر كهربائي إلى شحنة كهروستاتيكية، ومَثل هذا الابتكار نموذجًا للآلات الدوارة، وكان بوابةً ساعدته للحصول على منصب أستاذ الفيزياء بثانوية كوم ومزاولة مهنة التدريس.^[٤]

تحسين نظام القياسات الفيزيائيّة

اكتشف فولتا العلاقة الكمية التي تربط بين كل من القدرة، والطاقة، والشحنة الكهربائية الموجودة داخل موصل معزول، كما اقترح وضع تنظيم مُوحد للقياسات الكهربائية، واقترح تحديد وحدة لقياس الفروق في الجهد الكهربي، كما ابتكر طريقة لقياسها، وبالتالي عمل على تحسين نظام القياسات الكهربائية، وأثمرت جهوده باختراع مُكثّف كهربائي، بالإضافة لاستنتاجه بأن التمدد يكون متساويًا في حالة ثبات ضغط الهواء لكل درجات الحرارة بالمقياس الزئبقي لرينيه فريشو دي ريومري ما بين درجة حرارة ذوبان الثلج ودرجة غليان الماء، وذلك في عام 1973 م.^[٤]

الجوائز والمناصب التي حظي بها ألساندرو فولتا

حصد فولتا العديد من التكريمات والجوائز تقديرًا لجهوده وإنجازاته العظيمة، ومنها:^[٨]

• منحه نابليون وسام جوقة الشرف برتبة فارس مع معاش تقاعدي في عام 1805 م.
• عينه إمبراطور النمسا مديرًا للكلية الفلسفية في جامعة بادوفا في عام 1815 م.
• نُشرت أعماله في خمسة مجلدات في فلورنسا في عام 1816 م.
• أطلق على وحدة قياس فرق الجهد الكهربائي اسم (فولت) في عام 1881 م تكريمًا له.
• شغل عدة مناصب سياسية في إيطاليا خلال الأعوام 1801-1812 م، ومن ضمنها أن كان عضوًا في مجلس الشيوخ الإيطالي للمملكة لومباردي.^[٦][٨]
• حصل على وسام كوبلي من قبل الجمعية الملكيّة عام 1794 م.^[٦]

أشهر أقوال أليساندرو فولتا

من أشهر مقولات أليساندرو فولتا هي أن "لغة التجربة أكثر موثوقية من أي منطق، فالحقائق يمكن أن تدمر تصديقنا وليس العكس".^[٩]

وفاة ألساندرو فولتا

 تقاعد ألساندرو فولتا عن عمله في عام 1819 م، واستقر في منزل العائلة في كامناغو، بالقرب من كومو (إيطاليا)، وعاش حياة هادئة حتى توفي في تاريخ 5-3-1827 م عن عمر يُناهز 82 عامًا.^[٨]