ألبرت أينشتاين

من هو أينشتاين؟

هو فيلسوف، وعبقري فيزيائي شهير.

هو ألبرت أينشتاين، يُعد من العباقرة الفيزيائيين المشهورين حول العالم، وقد خلّف وراءه بصمةً واضحة أحدثت ثورة في مجال الفيزياء النظرية، بسبب عبقريته الفذّة، وتفكيره العميق، وفضوله الشديد الذي قاده للتثقّف وتطبيق معرفته الخاصة على أفكاره وأسئلته الداخليّة حول طبيعة الكون، ليظفر باكتشافاته في مجال العلوم الطبيعيّة والفيزيائيّة، وهو صاحب نظرية النسبيّة، ومُعادلة الكتلة والطاقة، ولم تقتصر شهرته على تلك الأعمال، فقد كان يُسرد أفكاره البليغة حول حقوق الإنسان والعلم والدين في كتاباته، وكانت مغمورة بالتأملات المُعقدة التي ألهمته بها خبرته التي اكتسبها من رؤيته للأحداث من حوله، بما فيها الحرب العالمية الأولى والثانية التي شهدهما، وتوقعه المُسبق لاختراع القنبلة الذرية، فانخرط باختراعات علميّة كبيرة صورت له مدى تأثير التطورات العلميّة على المُجتمع.^[١][٢]

مولد آينشتاين ونشأته

وُلد آينشتاين في تاريخ (1879-3-14) في مدينة أولم الواقعة في ولاية فورتمبيرغ الألمانيّة، ويرجع أصله لعائلة يهودية ألمانية متوسطة الطبقة، وكانت طفولته هادئة، وُصف فيها بأنه قليل الكلام، لكنه كان مفتونًا بكتب الهندسة في سن الثانية عشرة، وعندما وصل سن 15 عامًا ترك مدرسته الثانويّة، وكان يكره التعليم القائم على الحفظ عن ظهر قلب فيها، وانتقل مع عائلته إلى إيطاليا، ومن ثم التحق بمدرسة سويسريّة، وفي عامه التالي التحق بالمعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في مدينة زيورخ السويسرية.^[٣][٤][٥]

ثقافة آينشتاين ومسيرته الأكاديميّة والسياسيّة

بعد معاناة طويلة مع التعليم الصارم الذي يكبح طموح وحريّة آينشتاين كما كان يرى، ومع محاولاته الجادة أثناء عمله في مُختبر المعهد الفيدرالي تخرج منه بسجل غير استثنائي، لكنه لم يجد وظيفة مُناسبة على مدار عامين، وفي النهاية حصل على وظيفة مُمتحن براءة اختراع، ومن بعد الصبر والإصرار حظي بأول وظيفة فيزيائيّة له بدوام كامل ليُصبح أستاذًا مساعدًا في جامعة زيورخ، لكنه انتقل بعدها إلى الجامعة الألمانية في براغ ليُتابع حلمه ونشاطه العلمي، وينشر بحوثه الفيزيائيّة العامة مع زملائه، ومن ثم عاد ليواصل أداء وظيفته كمعلم في جامعة زيورخ، ولا تقتصر مسيرته الأكاديميّة والثقافيّة على هذا فقد عُين مديرًا لمعهد قيصر فيلهلم للفيزياء في برلين، وعمل أستاذًا في مدرسة الرياضيات في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون، ومن جهة أخرى كان له دور سياسي واضح، إذ دافع عن الحكومة الجمهورية الألمانية الناشئة والعديد من القضايا الليبرالية، وعلى الرغم من تسبب نشاطه السياسي بالعديد من المتاعب له، وأبرزها ان قوبل ونظرية النسبيّة خاصته بهجوم شرس من قبل معاداة السامية، إلا أن نضاله لم يتوقف واستمر في مسيرته العلميّة والإنسانيّة، حتى أنه حذر من اكتشاف الانشطار النووي وقيام تجارب لقنابل نووية ذات خطر كبير على الدول، وكان مناصرًا لقرارات نزع السلاح النووي، واحترام الحريات المدنية.^[٣][٤]

المنهج الفيزيائي والعلمي لآينشتاين

يعتمد آينشتاين في إنجازاته العلميّة ودراساته على فصل المبادئ الأساسية التي تقوم خلفها أي ظاهرة جديدة، ثم التركيز على الصورة الجوهرية لها، دون إغراق نفسه بالتعقيدات الرياضيّة، وإنما بالتفكير بالصور الفيزيائيّة البسيطة، ومن الصور التي ساعدته على الخروج في أفكار ونظريات؛ القطارات المُسرعة، والمصاعد الهابطة، والصواريخ، وحركة عقارب الساعة، والتي رافقته منذ أن كان طفلًا صغيرًا، وكان مؤمنًا بأن رياح التغيير يُمكن أن تهب على عالم الفيزياء وتلهمه في أي وقت،^[٦] وعلى الرغم من نظرة التقدير التي يُكنها له من حوله وإشادتهم بأنه من عباقرة المجتمع الحديث إلا أن منهجه في التفكير كان بعيدًا كل البعد عن غالبية العلماء الآخرين، وظهر ذلك بشكل جليّ عندما قدم أشهر نظرياته، فكان ينظر إلى الفيزياء النظرية على أنها قيمة مهمة جدًا، وأنها تقوده لاستنباط الأساسيات والابتعاد عما يُشوش عقله فتوصله للجوهر، وينظر للعالم الضخم المُستقل عن البشر بمثابة لغز عظيم. ^[١]

أشهر نظريات آينشتاين

قدّم آينشتاين العديد من الأعمال العلميّة والفيزيائيّة، وساهم باكتشاف نظريات شكّلت طفرة في تاريخ العلم، أبزرها ما يأتي:

نظرية النسبيّة الخاصّة

يُشير مفهوم النسبيّة الذي كان جاليليو أول من صاغه إلى ثبات القوانين الفيزيائيّة (الميكانيكا والحركة) وعدم تغيرها، رغم إمكانيّة تغير حالة الشيء من الحركة أو السكون، وقد ابتكر آينشتاين نظرية النسبيّة الخاصة عام 1905 ميلاديًّا، وسميت بذلك لأنها لا تنطبق إلا على حالات خاصة، وهي عندما تكون سرعة أحد المشاهدين ثابتة بالنسبة للآخر، ويتحرك في خط مُستقيم بسرعة مُنتظمة بنظام يُعرف بنظام التوجيه الذاتي، وهنا لا توجد طريقة لتحديد أي الشخصين في حالة حركة وأيهما في حالة سكون، وكل ما يُمكن استنتاجه عندها أن أحدهما يتحرك بالنسبة للآخر، وتجدر الإشارة إلى أن هذه النظرية فيما بعد كشفت الطاقة النووية.^[٧][٨]

نظرية النسبيّة العامّة

أدرك آينشتاين أن نظريته النسبيّة الأولى لم تكن كاملة، إذ إن التفاعل الفيزيائي لا يُمكنه الانتشار بسرعة أكبر من سرعة الضوء، مما يتعارض مع نظرية نيوتن عن الجاذبيّة، والأمر الآخر أن النسبيّة الخاصة لا تنطبق إلا في حال الحركة بسرعة مُنتظمة، مما دفعه للبحث حول الحركة المُتسارعة (بسرعة غير مُنتظمة)، وبعد سلسلة من التخيلات الفيزيائيّة والدراسات وضع مبدأ التكافؤ الذي ساعده على تعميم نظرية النسبيّة، وفي اكتشافه لنظرية الجاذبيّة،^[٩] وحاول في هذه النظرية أن في يُفسّر فكرة أن الجاذبية تنبع من انحناء المكان والزمان، وبفعلها أسقط نظرية نيوتن للقوة واعتبر أن القوة التي افترضها نيوتن ليست إلا وهمًا سببه انحناء المكان نفسه.^[٨]

معادلة تكافؤ الكتلة والطاقة

ساهمت مُعادلة أينشتاين الشهيرة هذه حل لغز النجوم، وأفاد فيها أن الطاقة تساوي حاصل ضرب الكتلة في مربع سرعة الضوء، واستنتجها من خلال البحث في طبيعة سكون موجات الضوء بعد اكتشافه لنظرية النسبيّة، وصيغة هذه المُعادلة هي (E = mc ²).^[١]

التأثير الكهروضوئي

طرح أينشتاين هذا البحث عام 1905 وزعم في أول أجزائه أن الضوء يجب أن يتصرف أحيانًا مثل تيار من الجسيمات مُنفصلة الطاقة أسماها (كوانتا الضوء) والتي تُعرف الآن بالفوتونات، وكل كوانتا خفيفة تحمل كميّة معينة من ضوء، وبالتالي فإن مجموع الطاقات الفرديّة لكوانتا الضوء يُشكل الطاقة الكليّة للحزمة الضوئيّة، وساعدت نظريته على تفسير جزء من سلوكات الضوء المرئي التي عجز العلماء عن تفسيرها، وذلك عندما يكون الضوء المرئي موجودًا على شكل موجة وليس جسيمات مفردة صغيرة، فعند اصطدام الضوء بالمعدن تنطلق الإلكترونات من سطح المعدن، وهنا يُمكن أن تقذفها الفوتونات (وهي حزم صغيرة من الطاقة) من سطحه وتُغير طاقتها عند الاصطدام بها، ليبعث الإلكترون الطاقة التي امتصها عند الاصطدام على شكل ضوء، وهو ما يُعرف بالتأثير الكهروضوئي^[١] وتقديرًا لخدماته في مجال الفيزياء النظرية، وتكريمًا لاكتشافه قانون التأثير الكهروضوئي نال جائزة نوبل عام 1921 م.^[٢]

نظرية المجال الموحد

اجتهد آينشتاين لتطوير نظرية توحد بين القوة الكهربائيّة، والقوة المغناطيسيّة، وقوة الجاذبيّة، وميكانيكا الكم، وكان ذلك تحت أمل تطوير معادلات مجال الجاذبيّة للنسبة العامة بحيث يُمكنها من وصف المجال الكهرومغناطيسي أيضًا، إضافةً إلى أن وجود معادلة كهذه قد تكون قادرة على توحيد ميكانيكا الكم ونظرية النسبيّة خاصته.^[١٠]

إنجازات ألبرت آينشتاين

حصد العالم الفيزيائي العظيم العديد من الجوائز، ومنها:^[١]

• جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1921.
• ميدالية كوبلي الجمعية الملكية لعام 1925.
• ميدالية ماكس بلانك لعام 1929.
• ميدالية فرانكلين عام 1935 من قبل معهد فرانكلين كتقدير لمساهماته في الفيزياء النظرية، خاصةً نظريتا النسبية والتأثير الكهروضوئي.
• درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم والطب والفلسفة من العديد من الجامعات الأوروبية والأمريكية.
• حصل على زمالات (عضوية) من جميع الأكاديميات العلمية الرائدة في مُختلف أنحاء العالم.

أساتذة أينشتاين

تتلمذ أينشتاين على أيدي أساتذة من مختلف المجالات، منهم:

• جوزيف ديجنهارت: وهو معلم اللغة اليونانية في مدرسة لويتبولد في ميونيخ.^[١١]
• هاينريش فيبر: وكان رئيس قسم الفيزياء بمعهد البوليتكنيك الشهير في زيورخ.^[١٢]
• طالب الطب البولندي ماكس تلمود: كان المعلم غير الرسمي لأينشتاين في الرياضيات والفلسفة أثناء زياراته المُتتابعة لمنزله.^[١٣]

أشهر مقولات أينشتاين

هناك عدّة مقولات مشهورة لأينشتاين، منها:^[١٤]

• كم أتمنى أن توجد في مكان ما جزيرة لمن يتمتعون بالحكمة وحسن النية! في مثل هذا المكان حتى أكون وطنيًا متحمسًا.
• إن الشعور بما يجب ولا يجب أن يكون ينمو ويموت مثل الشجرة، ولا يوجد سماد من أي نوع سيفيد كثيرًا، ما يمكن للفرد أن يفعله هو أن يعطي مثالًا رائعًا، وأن يكون لديه الشجاعة لدعم المعتقدات الأخلاقية بحزم في مجتمع المتشككين، لقد حاولت لفترة طويلة أن أتصرف بهذه الطريقة، بنجاح متفاوت.
• في أغلب الأحيان أفعل الشيء الذي تدفعني طبيعتي لفعله، إنه لأمر محرج أن أكسب الكثير من الاحترام والحب لذلك.^[١٥]

وفاة أينشتاين

استمر أينشتاين دعم القضايا التي تخص الحريات المدنية، ونزع السلاح النووي، كما أنه واصل بحثه الدؤوب حول نظرية الحقل الموحد، وكانت هذه الدراسات تملأ أيامه، وتشغل أوقاته، وأثناء كتابه خطاب وإجراءه مراسلة حول مشروع جديد مناهض للحرب، أصيب ومات في عام 1955 في بلدة برينستون الواقعة في ولاية نيو جيرسي.^[١٤]