من هو ألفرد نوبل؟
هو مهندس، ومخترع، وكيميائي، ورجل أعمال سويدي في القرن التاسع عشر الميلادي.
وهو ألفرد برنارد نوبل، رجل أعمال سويدي ناجح، امتلك العديد من المصانع في مختلف دول العالم، وكوّن ثروة كبيرة، وله العديد من الاختراعات، وقد تم منحه ما يقارب 355 براءة اختراع، إلا أنه اكتسب شهرته الواسعة نتيجة اختراعه الديناميت، وقد ساهم اختراعه هذا في تعزيز وتيرة التصنيع، من خلال تسهيل وتسريع عمليات بناء الطرق، والسكك الحديدية، والقنوات، والجسور، والأنفاق، والسدود، وحفر المناجم وغيرها، والذي ما زال يُستخدم على نطاقٍ واسع منذ قرنٍ ونصف وحتى يومنا هذا، كما كرّس نوبل جزءًا كبيرًا من ثروته لتأسيس جائزة عُرفت باسمه، وهي "جائزة نوبل".[١]
مولد ألفرد نوبل ونشأته
ولد ألفرد نوبل في تاريخ 21 من شهر تشرين الأول/أكتوبر في عام 1833م، في العاصمة السويدية ستوكهولم، وكان ترتيبه الرابع بين ثمانية أشقاء، والده هو إيمانويل نوبل الذي كان مهندسًا معماريًا ومخترعًا؛ إذ قام بتصنيع المسحوق الخاص لتفجير الصخور، كما اخترع المخرطة الدوارة التي تستخدم لصنع رقائق الخشب، عانى ألفرد منذ صغره من الضعف في صحته، مما جعله أكثر عرضة للإصابة بالمرض؛ لذا فقد حظي بالرعاية الكبيرة من والدته، مما وطد علاقته معها، ولكن رغم ذلك، فقد كان محبًا للعلوم والمعرفة.
وفي عام 1837م اضطر والد ألفرد إلى مغادرة السويد؛ وذلك بسبب تعرضه لخسائر فادحة في عمله، وإعلان إفلاسه، وقد ترك عائلته في ستوكهولم، وانتقل أولًا إلى فنلندا، ومن ثم إلى سانت بطرسبرغ في روسيا، وهناك قام بإنشاء مصنعٍ لتصنيع الأسلحة والمعدات التي قام ببيعها للجيش الروسي، وقد ساعده ذلك على تحسين وضعه المادي، وفي عام 1842م، تمكنت عائلته من اللحاق به إلى سان بطرسبرغ، وقد قام والده بتعيين معلمين خاصين لأبنائه لتعليمهم العلوم، والآداب، واللغات، والفلسفة، إذ برع الفرد في عدة لغات إلى جانب السويدية، وهي الروسية، والفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، كما أظهر اهتمامًا كبيرًا بالكيمياء، والأدب، والشعر.[٢][٣]
مسيرة ألفرد نوبل العلمية والعملية
في عام 1850م، عندما بلغ ألفرد نوبل 17 عامًا قام والده بإرساله إلى رحلة علمية؛ للتدرب على الهندسة الكيميائية، وقد استمرت هذه الرحلة مدة عامين، وقد زار ألفرد خلالها السويد، وألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأخيرًا ذهب إلى باريس، إذ عمل في المختبر الخاص بالكيميائي "تي جي بيلوز"، كما التقى بالكيميائي الإيطالي "أسكانيو سوبريرو"، والذي كان قد اخترع مادة النتروجليسرين (وهي عبارة عن سائل شديد الانفجار)، وقد أظهر نوبل اهتمامًا شديدًا بهذه المادة، وفي إمكانية استخدامها بشكلٍ عملي في أعمال البناء، أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد عمل نوبل مع المهندس "جون إريكسون"، الذي طور المروحة اللولبية للسفن، وبحلول عام 1852م، طلب والده منه العودة للعمل معه في مصنع العائلة والذي كان عمله مزدهرًا بسبب تصنيعه للمعدات العسكرية خلال حرب القرم.
ولكن بعد انتهاء الحرب، واجه المصنع بعض الصعوبات، مما اضطر والده في عام 1859م إلى إعلان إفلاسه مرةً أخرى، فعاد ألفرد مع والده ووالدته وشقيقه الأصغر إلى السويد، وهناك بدأ ألفرد تجاربه على صناعة المتفجرات باستخدام مادة النتروجليسرين في مختبر صغير في منزل العائلة، في محاولة منه لإيجاد طريقة آمنة للتحكم في تفجير المتفجرات، وفي عام 1862م بنى ألفرد مصنعًا صغيرًا لتصنيع النتروجلسرين، إلا أنه وبسبب خطورة هذه المادة حدث انفجار هائل في مصنع ألفرد وذلك في عام 1864م، نتج عنه مقتل شقيقه الأصغر إميل والعديد من الأشخاص، ولكن هذا الحادث المأساوي لم يثنِه عن عمله، فاستمر بتجاربه إلى أن استطاع في عام 1864م بدء الإنتاج الضخم للنتروجلسرين.[٤][٥]
الديناميت
قام ألفرد نوبل بنقل إنتاج النتروجلسرين إلى بارجة بحرية بالقرب من ستوكهولم، كما افتتح مصنعًا آخر في مدينة هامبورغ في ألمانيا لتصنيع النتروجلسرين وتصديره إلى الدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، كما أنه استمر في تجاربه التي أجراها لمحاولة الوصول إلى طريقة لجعل التعامل مع النتروجلسرين أكثر أمانًا، وفي إحدى هذه التجارب قام بخلط النتروجلسرين مع مادة من المسحوق الأبيض الناعم تدعى (Kieselguhr)، إذ ساعدت هذه المادة على تحويل النتروجلسرين من القوام السائل إلى عجينة يمكن تشكيلها على شكل قضبان ذات أحجام مناسبة لوضعها في ثقوب داخل الصخور، وقد تميزت هذه العجينة بأنها آمنة للاستخدام والتخزين، وخالية من أي نوع من أنواع السلوك المتقلب، وقد أطلق نوبل على هذا الاكتشاف اسم الديناميت، والذي حصل على براءة اختراعه في عام 1867م، كما اخترع أيضًا جهاز غطاء التفجير؛ للمساعدة على تفجير قضبان الديناميت، وهذا الجهاز يحتوي على مادة الزئبق وهي مادة متفجرة حساسة، وقد حصل نوبل على براءة اختراعه في نفس العام.[٦]
وقد تضاعف الطلب على الديناميت وأغطية التفجير وخاصة في أوروبا، وأمريكا، وأستراليا؛ فقد ساعد الديناميت على خفض تكلفة تفجير الصخور، وحفر الأنفاق، وبناء القنوات، وأعمال البناء الأخرى بشكلٍ كبير، وقد قام نوبل بتوفير كل الكميات المطلوبة من الديناميت من خلال توسيع نشاطاته في التصنيع، فاستطاع في غضون سنوات قليلة تأسيس 90 مصنعًا ومختبرًا في أكثر من 20 دولة.[٥]
جائزة نوبل
كان ألفرد نوبل من أشد المعارضين للحروب، والعمليات العسكرية المسلحة، وكان يدعو دائمًا باللجوء إلى الحل السلمي للنزاعات الدولية، ونزع السلاح، وقد أوحى له ذلك تأسيس جائزة خاصة بالسلام، ومن أجل تحقيق هذا الهدف قام بوضع وصية نهائية، وذلك بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1895، إذ نصّت وصيته هذه على أن يتم تخصيص الجزء الأكبر من ثروته الضخمة في تمويل جوائز فخرية تُقدم بشكلٍ سنوي في مجالات الفيزياء، والكيمياء، والطب أو علم وظائف الأعضاء، والأدب، والسلام، ولم يتم الكشف عن محتوى وصيته إلا بعد وفاته.[٧]
وفاة ألفرد نوبل
توفي ألفرد نوبل إثر إصابته بجلطة دماغية، في تاريخ 10 من شهر كانون الأول/ديسمبر في عام 1896م، في مدينة سان ريمو في إيطاليا، عن عمرٍ يناهز 63 عامًا.[٨]
المراجع
- ↑ Gopalpur Nagendrappa, Alfred Bernhard Nobel, Page 500. Edited.
- ↑ Alden Whitman, ALFRED NOBEL, Page 3. Edited.
- ↑ Kastehelmi Nikkanen, Alfred Nobel, Page 1. Edited.
- ↑ "Alfred Nobel", britannica, Retrieved 4/7/2021. Edited.
- ^ أ ب Nils Ringertz, "Alfred Nobel – his life and work", nobelprize, Retrieved 4/7/2021. Edited.
- ↑
- ↑ "ALFRED NOBEL", nobelpeaceprize, Retrieved 5/7/2021. Edited.
- ↑