من هو العالم ليفنهوك؟

هو رجل أعمال، وعالم، وباحث هولندي، وأحد مؤسسي علم الأحياء الدقيقة في القرن السابع عشر الميلادي.


وهو أنطوني فيليبس فان ليفنهوك، عالم هولندي الأصل، اشتهر وعُرف في الأوساط العلمية بسبب أبحاثه وعمله في مجال الفحص المجهري، واكتشافاته المهمة في مجال الأحياء الدقيقة، إذ يعود الفضل إلى ليفنهوك في اكتشاف البكتيريا، وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة، وقد ساهمت اكتشافاته هذه في إنشاء وتأسيس علم جديد يسمى "علم الأحياء الدقيقة"، لذا فقد أطلق عليه لقب "والد علم الأحياء الدقيقة"، وعلى الرغم من جميع إنجازات ليفنهوك العلمية، إلا أنه لم يتلقى أي تعليم عالي، أو شهادات جامعية، كما لم يكن يتقن لغات أخرى سوى اللغة الهولندية، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على مهاراته العالية، وموهبته العلمية، واجتهاده الشديد، وعقله المنفتح.[١][٢]


مولد أنطوني ليفنهوك

ولد العالم ليفنهوك في تاريخ 24 من شهر تشرين الأول/أكتوبر في عام 1632، في مدينة دلفت في هولندا، وقد نشأ في كنف عائلة من الحرفيين تنتمي إلى الطبقة الوسطى، فوالده هو فيليبس ثونيسزون، وكان يعمل صانع سلال، ووالدته هي مارجريت فان دن بيرش، وقد تلقى تعليمه الأولي عندما كان طفلًا في مدرسة "وارموند"، ثم انتقل للعيش مع أحد أقاربه في منطقة "بينثويزن".[٣]


حياة أنطوني ليفنهوك

لم يستطع أنطوني ليفنهوك إكمال تعليمه العالي، لذا فقد بدأت مسيرته العملية بشكلٍ مبكر، ففي البداية عمل كبائع أقمشة في أحد المتاجر، وذلك حتى عام 1660م، ومن ثم انتقل للعمل كموظف في المجلس المحلي في مدينته دلفت، وبعد ذلك تسلم منصب رئيس الحراس في المدينة.


أما بالنسبة لحياته الشخصية، فقد تزوج ليفنهوك من باربرا دي مي، وذلك في عام 1654م، وقد أنجب منها خمسة أبناء، توفوا جميعًا في عمرٍ صغير، ولم يتبقى منهم إلا إبنة واحدة هي "ماريا"، وفي عام 1666م توفيت زوجته، فتزوج ليفنهوك من إمرأة أخرى، وهي كورنيليا سوالميوس وذلك في عام 1671م.[٣]


إنجازات أنطوني ليفنهوك العلمية

بدأ ليفنهوك مسيرته العلمية في حوالي العام 1668م، حيث كانت البدايات من خلال تعلمه طحن العدسات، والتي كان يستخدمها في صناعة مجاهر يدوية بسيطة، وهي مكونة من عدسات مكبرة مصقولة ونقية، وقد اختلفت هذه المجاهر التي قام ليفنهوك بتصنيعها عن تلك الأنواع المتعارف عليها والمستخدمة في ذلك الوقت، وحتى عصرنا هذا، والتي تم اختراعها في عام 1595م، والتي هي عبارة عن مجاهر مركبة مصنوعة من عدستين أو أكثر، وقد تمكن ليفنهوك عن طريق استخدام المجاهر التي صنعها وفي حالة توفر الإضاءة المناسبة لديه، من تكبير وتضخيم الأشياء لدرجة قد تصل إلى أكثر من 200 مرة من حجمها الحقيقي، بالإضافة إلى الحصول على صورة شديدة الوضوح، والإشراق، والجدير بالذكر أن ليفنهوك عمل على تصنيع أكثر من 500 مجهر، إلا أنها جميعًا قد فقدت، ولم يتبقى منها حتى يومنا هذا إلا ما يقارب العشرة مجاهر فقط.


كان أنطوني ليفنهوك شديد الفضول، وقوي الملاحظة، مما دفعه إلى استخدام العدسات التي صنعها لرؤية كل ما يمكن وضعه تحتها، فقام بجمع العديد من العينات من أماكن مختلفة مثل مياه الأمطار، ومياه البرك، والآبار، وفم الإنسان، وأمعائه، وغيرها الكثير، كما درس البروتست، والخلايا النباتية، وأنواع مختلفة من الطحالب، ومن خلال تجاربه هذه استطاع رؤية أنواع مختلفة من الكائنات الحية الدقيقة، فكان أول شخص يكتشف البكتيريا، والطفيليات، وخلايا الحيوانات المنوية الحية في الحيوانات، وخلايا الدم، والديدان الخيطية المجهرية، والروتيفيرات، ولأن ليفنهوك لم يكن يمتلك موهبة الرسم، فقد استأجر رسامًا خاصًا ليقوم برسم ووصف ما يراه من كائنات.


من جهةٍ أخرى قام ليفنهوك بدراسة ووصف التكاثر الجنسي في أنواع مختلفة من النباتات والحيوانات، ونظام نقل المواد الغذائية فيها، كما أجرى دراسات عديدة في مجال تشريح النباتات والحيوانات، وحقق تقدمًا كبيرًا فيه، وقد استطاع من خلال أبحاثه التي أجراها على البراغيث دحض نظرية التوالد التلقائي المتعارف عليها في عصره، حيث أثبت أن هذه الكائنات لا تأتي من العدم، وإنما يمكنها التكاثر بنفس الطريقة المعتادة للحشرات المجنحة، وقد بدأ أنطوني ليفنهوك بالتواصل والتراسل مع الجمعية الملكية في إنجلترا، وذلك منذ العام 1673م واستمر حتى عام 1723م، حيث قام بإرسال العديد من الرسائل غير الرسمية إليها، والتي كان يشرح ويصف فيها اكتشافاته، والنتائج التي توصل إليها، وقد لاقت هذه الرسائل صدىً واسع في المجتمع العلمي، حيث تم نشرها وترجمتها من اللغة الهولندية إلى العديد من اللغات الأخرى، مثل الإنجليزية واللاتينية، كما تم انتخاب ليفنهوك عضوًا في الجمعية الملكية وذلك في عام 1680م.[٣][٢][٤]


وفاة أنطوني ليفنهوك

توفي أنطوني فان ليفنهوك في تاريخ 26 من شهر آب/أغسطس في عام 1723م، وقد دفن في مسقط رأسه في مدينة دلفت، في هولندا عن عمرٍ يناهز 90 عامًا.[٥]

المراجع

  1. "Antonie van Leeuwenhoek", makingscience.royalsociety, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Antony van Leeuwenhoek", ucmp.berkeley, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Kristin Bolfert, "Antoni van Leeuwenhoek", embryo.asu, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  4. "Antonie van Leeuwenhoek", micro.magnet, Retrieved 20/7/2021. Edited.
  5. "Antonie van Leeuwenhoek", britannica, Retrieved 20/7/2021. Edited.