من هو بطليموس؟
هو عالم فلك، وجغرافي، ورياضي، وفيزيائي، وفيلسوف من رواد القرن الثاني بعد الميلاد خلال الحكم الروماني.
وهو كلوديوس بطليموس، والمشهور ببطليموس الإسكندرية نسبة إلى مدينة الإسكندرية التي عاش فيها، وهو عالم روماني الأصل، يُعد من أبرز العلماء المفكرين العصور اليونانية الرومانية القديمة؛ نظرًا لمساهماته العظيمة في علم الفلك ونظامه البطليمي الشهير الذي كان نموذج العالم الغربي في علم الفلك، وامتد إلى ما يُقارب 1400 عام وحتى بداية عصر النهضة وظهور الثورة العلمية الحديثة، فضلًا عن مساهماته العلمية الأخرى في مجال البصريات، والجغرافيا، والعلوم المختلفة التي ربطها ودرسها بنهج فلسفي مميز اقتداءً بالفيلسوف أرسطو.[١][٢]
ولادة بطليموس ونشأته
اختلف المؤرخون حول ولادة بطليموس ونشأته، إذ لا توجد العديد من المعلومات الموثوقة حول حياته وتعليمه، لكن المُرجح وبحسب اتفاق المؤرخين أنه ولد في الفترة الزمنية من 90-100م في مدينة الإسكندرية في مصر، والتي نشأ وترعرع فيها خلال العهد الروماني، وكانت الإسكندرية حينها من أكبر المدن التي تتبع لهذه الإمبراطورية، وتلقى بطليموس علومه فيها، واشتهر في معرفته واطلاعه الواسع على مُختلف المجالات العلمية، وأبرزها: الرياضيات، والفلك، والجغرافيا، وكان عالم الفلك الوحيد في الإسكندرية الرومانية، كما أنه كتب باللغة اليونانية، وحمل الاسم الأول الروماني كلوديوس مُؤكدًا بذلك بأنه مواطن روماني.[٢][٣][٤]
أبرز مساهمات بطليموس العلمية
قدّم بطليموس العديد من المساهمات في مجالات علمية متنوعة، وأبرزها الآتية:
في مجال علم الفلك الرياضي
ألّف بطليموس كتابًا في علم الفلك سُمي المجسطي، والذي يفترض فيه بشكل أساسي أن الحركات غير المنتظمة للأجرام السماوية هي في الواقع مجموعات من الحركات المنتظمة والموحدة والدائرية، كما يُجادل في كتابه ويُؤكد معتقدات الفيلسوف أرسطو، بأن الأرض تُشبه الكرة الثابتة، وأن الكون مجموعة من المجالات المتداخلة والشفافة تقع الأرض الكروية في مركزها، وتدور بمعدل منتظم تمامًا حول الأرض، الأمر الذي يُسبب الشروق والغروب والتغيرات اليومية، أما الشمس فهي تُمثل دائرة كبيرة تُعرف باسم مسير الشمس، كما عرف الكواكب التي تدور حول الأرض باسم النجوم المتجولة، إضافةً لتعريف مجموعة أخرى من النجوم الثابتة التي توجد في مسير الشمس، وكانت الكواكب المُكتشفة في ذلك الوقت هي المرئية بالعين المجردة فقط، لكن حسب بطليموس الحركات الظاهرية لهذه الكواكب المعروفة بالاستعانة بنظام ومدارات الفلكي هسيارخوس رودس من قبله، واستخدم ما لا يقل عن 80 من هذه المدارات الدائرية لشرح حركات الشمس، والقمر، والكواكب الخمسة المعروفة في عصره، بالإضافة لتوسيع وإجراء العديد من الحسابات الدقيقة لضبط هذا النظام بدقة أكثر، مع وجود بعض الأخطاء الرياضية التي استنتجت لاحقًا، وأطلق على هذا النظام اسم النظام البطلمي، كما بحث حول الانقلابات والاعتدالات الكونية والتي عرف بواسطتها أطوال الفصول، كما وتجدر الإشارة إلى أن بطليموس صنع مجموعة من الجداول الفلكية التي استخدمها علماء الفلك للتنبؤ بدقة بظاهرة الكسوف وبمواقع الكواكب، وكانت الأحداث الحقيقية التي تحدث في السماء تبدو كما لو أنها تتطابق بالفعل مع ملاحظاته، الأمر الذي جعل نظامه وأفكاره مقبولة ومُتداولة لعدّة قرون، رغم أنها كانت خاطئة، حتى جاء عالم الفلك البولندي كوبرنيكوس فيما بعد واقترح فرضية تنص على أن الشمس هي مركز الكون وليس الأرض. [٤]
الرياضيات والهندسة الفلكية
احتل بطليموس مكانة مميزة في مجال الرياضيات والهندسة؛ إذ استخدمها لحساباته الفلكية، وكان له العديد من المساهمات في هذا المجال أبرزها:[٣]
- عمل في علم المثلثات، فوضع جدولًا لأطوال الأوتار في الدائرة، ويُمثل جدوله أقدم جدول تاريخي للدالة المثلية.
- طبّق النظريات الأساسية في علم المثلثات الكروية لحل بعض المشكلات الفلكية، واستخدم نماذج هندسية للتنبؤ بمواقع الشمس والقمر والكواكب، خاصةً مجموعات الحركة الدائرية المعروفة بالتدوير.
- درس بطليموس البصريات وأخضع الإدراك البصري للتحليل التجريبي، وقاس انعكاس وانكسار الزوايا ومنحنى المرايا على قرص، كما استنتج أن خطوط البصر تنكسر عند حدود المواد ذات الكثافة المختلفة، مثل: الماء، والزجاج، والهواء، لكنه لم يكتشف قانون الإصابة والانكسار الذي عرف بقانون سنيل.
في مجال الجغرافيا والتاريخ
اهتم بطليموس بالتاريخ والجغرافيا والخرائط إلى جانب علومه ومعارفه الأخرى الواسعة، إذ كان متيقنًا من كروية الأرض، فكان أول من رسم خرائط تظهر كروية كوكب الأرض لكن على مستويات مستقيمة ومستوية، والتي احتوت على معلومات دقيقة جدًا رغم صعوبة رسم الخرائط في عصره، ولكن في الوقت نفسه احتوت خرائطه بعض الأخطاء؛ كالمبالغة في حجم اليابسة في قارة آسيا، فكان عمله الجغرافي يحظى بالاهتمام الكبير حتى زمن المُكتشف كولومبوس الذي ربط المؤرخون رحلته لاكتشاف قارات النصف الغربي للكرة الأرضية بخرائط بطليموس التي درسها.[٥][٣]
أشهر مؤلفات بطليموس
من أشهر مؤلفات بطليموس ما يأتي:
- كتاب المجسطي: وهو كتاب يرتبط بالفلك والرياضيات والنظام الشمسي بشكل عام، وعلاقة هذا النظام بكوكب الأرض، وهو من أقدم الكتب التاريخية العريقة التي كتبها بطليموس، وهو مترجم للعربية واليونانية.[٦]
- كتاب التراكيب الرياضية: استنكر بطليموس في كتابه هذا فكرة حركة الأرض التي أكد على كرويتها، وجاذبيتها المركزية، ودوران الشمس، والكواكب حولها، كما أوضح أن النجوم تُمثل نقاطًا مضيئة ومتتابعة في سلسلةٍ سائرة حول الأرض مُضاف لها تحرّكات الكواكب، وأكدّ أنّها أبعد من القمر عن الأرض، وأقرب من النجوم، بالإضافة لافتتاح الكتاب بخرائط مميزة للدول وقائمة كبيرة بأماكن هذه الدول وخطوط طولها وعرضها، وتحدث بطليموس أيضًا عن نظريات فلكية مختلفة، كما تحدّث عن ظاهرة انكسار الضوء عندما يمرّ بوسط يتباين معه في الكثافة.[٧]
وفاة بطليموس
توفي بطليموس في مدينة الإسكندرية في مصر، واختلف المؤرخون حول تاريخ وفاته لكن المرجح أنه بين الأعوام 165-170 م.[٣]
المراجع
- ↑ Jacqueline Feke, Ptolemy in Philosophical Context, Page 7. Edited.
- ^ أ ب The Newberry Library، Ptolemy، Page 1. Edited.
- ^ أ ب ت ث Alexander Raymond Jones، "Ptolemy"، britannica، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2021. Edited.
- ^ أ ب "An Earth-Centered View of the Universe"، khanacademy، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2021. Edited.
- ↑ Nick Greene (30-7-201), "Claudius Ptolemy ", thoughtco, Retrieved 17-6-2021. Edited.
- ↑ بطليموس، المجسطي.pdf كتاب المجسطي، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ بطليموس ، "كتاب التراكيب الرياضية لبطليموس "، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2021. بتصرّف.