فيلهلم كونراد رونتغن

من هو فيلهلم كونراد رونتغن؟

هو فيزيائي، ومهندس ميكانيكي، وأستاذ جامعي، وعالم بارز من رواد القرنين التاسع عشر والعشرين.

وهو فيلهلم فريدريك كونراد رونتغن، عالم فيزياء ألماني الأصل، يرجع له الفضل في اكتشاف الأشعة السينية التي أحدثت ثورة علمية في مختلف مجالات البحث الفيزيائي والتجارب الكيميائية، إضافةً للمجالات الطبية والعلاج بالإشعاع، والتي حصل بفضلها على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1901م، بالإضافة إلى العديد من الإنجازات والأبحاث العلمية الأخرى.^[١][٢]

مولد فيلهلم كونراد رونتغن ونشأته

ولد فيلهلم كونراد رونتجن في مدينة لينيب التي تقع في مقاطعة الراين السفلى في ألمانيا، وذلك في تاريخ 27-3-1845م، وكان وحيد والديه، وكان والده تاجرًا يمتلك مصنع قماش، ووالدته هي شارلوت كونستانزي فروين من أمستردام، وانتقل فيلهلم مع عائلته إلى مدينة آبلدورن في هولندا بينما كان عمره 3 سنوات.^[٣][٤]

ثقافة فيلهلم كونراد رونتغن وعلمه

ارتاد فيلهلم معهد مارتينوس هيرمان فان في مدينة دورن، وكان بمثابة مدرسة داخلية، وكان يُحب الطبيعة ويُؤثر التجول في الريف وبين الغابات، وفي عام 1862م التحق بمدرسة فنية في أوتريخت، وهناك طُرد تعسفيًا وظلمًا بعد أن اتهم برسم صورة كاريكاتيرية لأحد المعلمين رغم أنه لم يكن الفاعل، وفي عام 1865م التحق في جامعة أوترخت لدراسة الفيزياء وسُمح له بدخول البوليتكنيك في زيورخ بعد أن اجتاز امتحانات القبول، وباشر الدراسة هناك كطالب في الهندسة الميكانيكية.

وكان لمحاضرات أستاذه كلوسيوس والعمل في مختبر الفيزيائي كوندت تأثير كبير على تطور تفكيره، وحصل على درجة الدكتوراه في عام 1869م، وعُين مُساعدًا للفيزيائي كوندت في جامعة زيورخ، وسافر معه إلى مدينتي فوستبورغ، وستراسبوغ، وأصبح محاضرًا في جامعة ستراسبورغ 1874م، ومن ثم عُين أستاذًا في الأكاديمية الزراعية في هوهنهايم في مدينة فوتمبيرع، ومن ثم تمت دعوته إلى كرسي الفيزياء في جامعة جيسن، ورفض عدة مناصب أكاديمية في جامعتي يينا وأوترخت، وقبلها في جامعة فورتسبورغ، كما عُرضت عليه رئاسة الفيزياء في جامعة لايبزيغ ورفضها، كما رفض المنصب ذاته في أكاديمية برلين، ولكنه قبله في جامعة ميونخ تحت طلبٍ خاص من الحكومة البافارية.^[٤][٣][١]

أبرز مساهمات فيلهلم كونراد رونتغن العلمية

قدّم فيلهلم كونراد رونتغن العديد من المساهمات في مجال الفيزياء، وأبرزها الآتية:

اكتشاف الأشعة السينية

أثناء إجراء فيلهلم تجربة لتدفق التيار الكهربائي في أنبوبٍ أشعة الكاثود، وهو أنبوب زجاجي مفرغ جزئيًا، لاحظ رونتغن ضوءًا أطلقته قطعة جانبية من مركب بلاتينوسيانيد الباريوم، وذلك بينما كان الأنبوب قيد التشغيل، ففسر الأمر على أنه إشعاع غير معروف انتقل عبر الغرفة نتيجة اصطدام أشعة الكاثود (الإلكترونات) بالجدار الزجاجي للأنبوب، ومن ثم اصطدم بالمواد الكيميائية مُسببًا الفلورة، وواصل فيلهلم تجاربه وأبحاثه التي كشفت هناك مواد أخرى من بينها الورق والخشب والألمنيوم، تعد شفافة لهذا الشكل الجديد من الإشعاع، كما وجد أنه يؤثر على لوحات التصوير، لكنه لم يُظهر بشكل ملحوظ أيًا من خصائص للضوء التي تتمثل بالانعكاس أو الانكسار أو غيره، فأخطأ الظن بأن هذه الأشعة لا ترتبط بالضوء بأي علاقة، تبعًا لطبيعتها الأولية غير المؤكدة والمجهولة، وأطلق على هذه الظاهرة الأشعة السينية، وعرفت أيضًا بإشعاع رونتغن حينها، وكًرّم مجهوده الكبير بأن حصل على جائزة نوبل للفيزياء في عام 1901 م، وكانت الأشعة السينية بمثابة حدث هام في مجال الطب وفحص العظام، ومن ثم الرئة والقلب وغيره، كما استخدمت لمحاربة بعض الآفات والأمراض بما يُعرف بالعلاج الإشعاعي، وكان لها دور كبير في دعم أبحاث واكتشافات العلماء الآخرين، مثل تأين الغازات لجوزيف جون طومسون، والتي أدت لاكتشاف الإلكترونات لاحقًا.^[٢][٣]

بحوث ومساهمات في مجالات أخرى

رغم أن اسم فيلهلم يرتبط بالأشعة السينية إلا أنه عمل أيضًا على العديد من الدراسات، منها:^[٤]

• درجات الحرارة المعينة للغازات، والتغيرات في وظائف درجة الحرارة، وانضغاط الماء وبعض السوائل الأخرى، والظواهر المصاحبة لانتشار قطرات من الزيت فوق الماء.
• قدم ورقة بحثية عن التوصيل الحراري للبلورات إضافةً لدراسة الخصائص الكهربائية وغيرها لمعدن الكوارتز.
• درس تأثير الضغط على مؤشرات الانكسار للسوائل المختلفة.
• درس تعديل مستويات الضوء المستقطب بالتأثيرات الكهرومغناطيسية.

وفاة فيلهلم كونراد رونتغن

توفي فيلهلم كونراد رونتغن في مدينة ميونخ التي تقع في ألمانيا بتاريخ 10-2-1923م، عن عُمرٍ يناهز 77 سنة، وذلك بسبب إصابته بسرطان المعدة، ويُقال إنه كان نتيجة تعرضه للإشعاعات الضارة خلال أبحاثه على الأشعة السينية.^[٣][٤][١]