لويس داجير مخترع ​الكاميرا

من هو مُخترع الكاميرا؟

هو لويس جاك ماندي داجير، وهو مُخترع، وكيميائي، ورسام من رواد القرن السابع عشر.

وهو لويس جاك ماندي داجير، كان رسامًا بارزًا ومُخترعًا ساهم باكتشاف أول نمط ناجح ودقيق للتصوير الفوتوغرافي، على الرغم من أنه كان يتدرب كمهندس معماري إلا أن ميوله الفني وشغفه بالتصوير طغى عليه، فترك الهندسة، وتبع غايته، فأثمرت جهوده عن ابتكار أنظمة تصوير مميزة، وتطوير التصاميم والصور النابضة بالحياة ومعرض المناظر التصويرية، وعلى الرغم من أن نظامه اختفى لاحقًا بعد تطور التصوير الفوتوغرافي إلا أنه لا يزال أول تقنية تاريخية ناجحة أنتجت صورًا دقيقة وواضحة في عصره.^[١][٢]

مولد لويس داجير ونشأته

وُلد لويس جاك ماندي داجير قرب مدينة باريس في فرنسا في تاريخ 18-11-1787، وتدرب داجير في البداية ليُصبحَ مهندسًا معماري، لكنه انضم لاحقًا وهو في سن العشرين إلى فريق الرسام بيير بريفوست الفني المُختص بالرسم البانورامي، وأصبح بعد مدة قصيرة من الزمن مُساعدًا للعمل المسرحي في أوبرا باريس؛ بسبب موهبته المميزة وكفاءته وقدرته على تصميم مجوعات مميزة أبهرت الجمهور وحظيت بإعجابه.^[٣]

ثقافة لويس داجير ومسيرته الفنية

ساهم داجير في تطوير الديوراما وإنشاء مسرح وهمي ناجح مُختص بها في فرنسا، وهي معرض يضم لوحات وتصاميم معروضة على شاشات كبيرة شفافة تبدو مؤثرة كما لو أنها تنبض بالحياة وحقيقية جدًا لدرجة تُثير دهشة الحضور، وذلك من خلال التلاعب الماهر بالضوء عبر محاكاة مرور النهار إلى الليل، وتغيرات في الطقس، وبث الإحساس بالحركة لدى المشاهدين، والتمثيل الدقيق للتفاصيل والمنظور، وأطلق عليها داجير اسم المسرحيات الضوئيّة (الديوراما)، وبات منشئًا، ومالكًا، ومروجًا ناجحًا لمسرح وهمي مميز في باريس متخصص فيها، واستخدم الكاميرا المظلمة كمُختلف مصوري عصره حينها.^[٣][٢]

إنجازات لويس داجير العلمية في مجال التصوير

من أبرز إنجازات لويس في مجال التصوير الفوتوغرافي ما يأتي:

اختراع أول عملية تصوير فوتوغرافي

تُنسب أول صورة فوتوغرافيّة للمصور والمُخترع الفرنسي نيسيفور نيس منذ عام 1826 م، لكنها كانت صورة رديئة الجودة، ناهيك عن كونها تتطلب وقتًا طويلًا يمتد إلى 8 ساعات حتى تظهر، فحاول الحصول على صورة بدقة أوضح وبسرعة أكبر مُستعينًا بأشعة الشمس، وتكاثفت جهوده مع لويس داجير الذي كان يُجري تجاربه الأولية بصورة مُنفردة لكن في المجال نفسه، فعملا لاحقًا معًا على عملية التصوير الشمسي، وذلك بالتركيز على مُعالجة صفائح النحاس المطلية بالفضة باليود؛ لجعلها حساسة للضوء، فكانت الصورة المُلتقطة من نافذة استوديو نيس في عام 1826 هي أقدم صورة موجودة، وبالصدفة خلال وضع داجير إحدى لوحاته النحاسية المعالجة في خزانة تحتوي على مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية تفاجأ بتطوير وظهور صورة واضحة على لوحة من خلال عملية الإزالة التي تمت بواسطة بخار الزئبق المُتسرب من مقياس حرارة مكسور في الخزانة، ليتم عرض الصور خلال مدة 20 دقيقة عوضًا عن 8 ساعات.^[٢][٤]

اختراع نظام الداجيروتايب التصويري

استمر داجير في أبحاثه بعد وفاة شريكه نيس عام 1933 م بشكل مُفاجئ، فحسّن عملية التصوير التي طورها نيس باستخدام كلوريد الصوديوم بهدف إصلاح الصور بشكل دائم، وأطلق على نظام التصوير خاصته داجيروتايب، وحاول تسويقه لكنه لم ينجح، فقدمه بوصف دقيق للأكاديمية الفرنسية للعلوم في تاريخ 9-1-1939 ميلاديًّا ليكتسب إعجاب فرانسوا أراغو العضو بارز في الأكاديمية، فاشترته الحكومة الفرنسية ليحصل داجير على براءة اختراع لعملية التصوير في إنجلترا، إلا أن الحكومة الفرنسية أفصحت عن تقنيته للعالم كهدية وحظيت بطلب كبير على الصور باستخدامها، ولاقت استحسان الجمهور، وغدت شائعة في مُختلف أنحاء العالم وتُستخدم بحرية ولمنافع تجارية متعددة، عدا دولة إنجلترا، ومن جهة أخرى كانت الصور المطبوعة بالتقنية واضحة ولكنها هشة وثقيلة نسبيًا لأنها مُنتجة على صفائح معدنية، وازداد وزنها عند تأطيرها بلوحة غلاف لحماية طبقات سطحها الحساسة من التلف، ناهيك عن سلبية أنه لا يمكن نسخها، فطورها ويليام فوكس لاحقًا لكنها بقيت بحاجة معدات ضخمة ولوحات معدنية وكانت مكلفة وغير عملية، فتبدد نمط داجيروتايب عندما تطور التصوير، وأطلقت تقنية الأمبروتوري والتي باتت الأفضل والأكثر ملاءمة للتصوير الفوتوغرافي.^[٢][٥]

وفاة لويس داجير

توفي لويس داجير في مدينة براي سور مارن في فرنسا، في تاريخ 10-7-1851 م، عن عمر يُناهز 64 عامًا.^[١]