مايكل فاراداي

من هو مايكل فارادي؟

هو عالم فيزيائي وكيميائي رائد من القرن التاسع عشر.

وهو مايكل فارادي، عالم الفيزياء البارز في مجال الكهرومغناطيسية وتأثيرها على الضوء، إضافةً لدارسة سلوك المجالات المغناطيسية وتقديم العديد من الأبحاث حوله، وهو أول من أنتج تيار كهربائي من مجال مغناطيسي، واخترع المولّد والمحرك الكهربائي، فضلًا عن اكتشافاته الكبيرة في مجال الكيمياء والمركبات العضوية، وأبرزها البنزين، وبالتالي يُعد عالمًا مؤسسًا في فرعي الكيمياء والفيزياء النظرية والعملية، فصاغ عدة نظريات هامة بنيت عليها فرضيات وأبحاث العلماء من بعده، وكانت بمثابة بوابة مهدت الطريق، وحفزت النظريات اللاحقة، وأشهرها نظرية المجال الكهرومغناطيسي لجيمس كلارك ماكسويل وغيرها.^[١][٢]

مولد مايكل فارادي ونشأته

ولد مايكل فاراداي في قرية نيوينجتون بوتس التي تقع في مقاطعة ساري في إنجلترا، وذلك بتاريخ 22-9-1791م، وكان والده حدادًا متواضعًا ولديه أبناء آخرين، وكان وضع العائلة بسيطًا من الناحية المادية، فلم يتسنَّ لمايكل الالتحاق بالمدارس، ولكنه تمكّن من دراسة أساسيات القراءة والكتابة والحساب، كما عمل في تجليد الكتب لكسب المال، مما ساهم في تعزيز ثقافته من خلال قراءة الكتب والاطلاع عليها، واهتم بالنصوص المتعلقة بالكهرباء، والكيمياء، والمغناطيسية، وآثر الدراسة الذاتية، ومن جهة أخرى فقد نشأ كمسيحي سانديماني متفرع من الكنيسة ذات النهج المتشدد للكتب المقدسة، فأخلص لتعاليمها طوال حياته، دون التطرق لمناقشة معتقداتها الدينية وإقرانها بدراسته لاحقًا، وبمساعدة من الكيميائي همفري ديفي عُين لاحقًا كمساعد له في المعهد الملكي في لندن، وشغل منصبًا داخل الجمعية الملكية نفسها.^[٣][٤]

ثقافة مايكل فارادي وعلمه

حضر مايكل المحاضرات العامة للكيميائي المؤثر هامفري ديفي في المعهد الملكي في لندن، واستخدام ملاحظاته في محاولة اقتحام عالم العلوم والغوص فيه والاستفادة منه أكثر، فأرسل عدة نسخ من ملاحظاته الشخصية لرئيس الجمعية الملكية في لندن جوزيف بانكس، ونسخ أخرى للمعلم ديفي نفسه، وطلب منه فرصة للعمل، فعينه كبديل لمساعده الذي طرده، ومن هنا توسعت علوم مايكل ومعارفه في مجال الكيمياء، وبدأت مسيرته العلمية تأخذ منعطفًا هامًا، وتوالت إنجازاته لتدخل مجال الفيزياء والكيمياء الفيزيائية أيضًا.^[٤][٢]

أبرز مساهمات مايكل فارادين العلمية

قّدم العالم مايكل فارادي العديد من الإنجازات والمساهمات العلمية المميزة أبرزها الآتية:

في مجال الكهرومغناطيسية

اكتشف مايكل فارادي إمكانية تحويل التيار الكهربائي إلى قوة مغناطيسية مُفاجئًا بذلك الفيزيائي الدنماركي هانز كريستيان أورستد، ومن ثم قام ببناء أول محرك كهربائي بسيط، مكوّن من مغناطيس، وبطارية كيميائية، وسلك مفصلي، يُشغل فيه التيار عندما يبدأ السلك في الدوران حول المغناطيس، ورغم بساطة اختراعه إلا أنه كان أحدث الأجهزة حينها في هذا المجال، وأتبعه بتأسسس مبدأ الحث الكهرومغناطيسي في عام 1831م لشرح نتائجه التجريبية، وشرع في اختراع جهاز الدينامو بهدف إنشاء تيار كهربائي مستمر بدلًا من اندفاعه المؤقت من المولد، ويتكون دينامو (مولّد) فارادي من قرص نحاسي يدور بين أقطاب مغناطيس دائم.^[٤][٥][١]

استنتاج ظاهرة فارادي حول تأثير المجال المغناطيسي على الضوء

بعد فترة من الانقطاع عن العمل نتيجة تدهور صحة مايكل وإصابته بانهيار عصبي عاد ليدرس تأثير الحقول المغناطيسية على موجات الضوء، فوصل إلى ظاهرة عرفت بتأثير فارادي، والتي تُفيد بأن مستوى الاهتزاز يدور عند مسار الضوء بينما يكون اتجاه المجال المغناطيسي المُطبق متوازيًا، وبفعل هذه النتائج وصل إلى ما يعرف بوحدة قوى الطبيعة، والتي تعني أن جميع القوى هي مظاهر لقوة عالمية واحدة يُفترض أن تكون قابلة للتحويل إلى بعضها البعض ليُحدث باستنتاجه ثورة في مفاهيم القوة والفضاء الحديثة، ويُؤسس من خلاله لفئات المواد المعروفة باسم المغناطيسية والعازلة المغناطيسية.^[٢][٥]

قوانين التحليل الكهربائي

قدّم مايكل فاراداي مصطلحات كيميائية حديثة، وهي؛ التحليل الكهربائي، والكاثود، والإلكترود، والأنود، والكاتيون، والأنيون، ومن جهة أخرى اعتبرت قوانين التحليل الكهربائية التي استنتجها من اكتشافات الكيمياء المهمة، والتي أفادت بأن كميات متساوية من الكهرباء قادرة على إنتاج كميات مكافئة من الأيونات في كل قطب كهربائي، ومن ثم يتم تعديل جرام واحد من المادة كيميائيًا في كل قطب كهربائي لكل وحدة فارادي، والتي تعادل (96500 كولوم) من الكهرباء التي تُمرر عبرها.^[٦][١]

المركبات العضوية الكيميائية

يُعتقد أن مايكل فارادي كان أول من أعد مركب الكلور السائل ودرس تسييل الغاز، كما أنه أنتج درجات حرارة مخبرية أقل من مستوى التجمد وأفسح المحال لظهور علم التجميد، ومن ثم ساهم باكتشاف مركب البنزين، واستنتج الصيغة الصحيحة لمركب النفتالين كما أعد حمضه الأيزومري السلفوني، إضافة للعديد من المركبات الكيميائية الأخرى.^[٦][١]

التكريمات التي حصدها مايكل فارادي

كُرم مايكل بالعديد من الجوائز وعُين في مناصب مرموقة، وأبرزها ما يأتي: ^[٥]

• انتخب للحصول على عضوية في الجمعية الملكية في عام 1824م، وكان معلمه ديفي الصوت الوحيد المعترض على انضمامه.
• عين رئيسًا للمختبر في المؤسسة الملكية في بريطانيا العظمى عام 1825م.
• حصل على درجة فخرية من جامعة أكسفورد في عام 1832م.
• أصبح أستاذًا للكيمياء في المعهد الملكي عام 1833م.
• حصل على الميدالية الملكية وميدالية كوبلي من الجمعية الملكية.
• عُين كعضو في مجلس الشيوخ في جامعة لندن، وهو تعيين من ولي العهد في عام 1836م.
• مدحت الملكة فيكتوريا إنجازاته، وكرمته بمنحه شرف وسام الفروسية.^[٤]

أشهر أقوال مايكل فارادي

من أشهر أقوال مايكل فارادي ما يأتي:^[٧]

• الطبيعة هي صديقتنا اللطيفة وأفضل النقاد في العلوم التجريبية إذا سمحنا فقط لإشاراتها بأن تقع في أذهاننا بشكل غير متحيز.
• لا يوجد شيء مخيف تمامًا مثل شخص يعرف أنه على حق.
• هل نثقف أنفسنا فيما هو معروف، ثم نطرح كل ما حصلنا عليه، ونلجأ إلى الجهل من أجل المساعدة لإرشادنا بين المجهول؟
• من الصواب أن نقف مكتوفي الأيدي ونتصرف وفقًا لمبادئنا، ولكن ليس من الصواب جعلهم في حالة عمى عنيد أو الاحتفاظ بهم عند ثبوت خطأهم.
• نتلقى ما نتفق معه ودودًا، ونقاوم كرهًا لما يعارضنا، في حين أن كل إملاء من الحس السليم يتطلب العكس تمامًا.

وفاة مايكل فارادي

توفي مايكل فارادي في مدينة هامبتون كورت في ساري بتاريخ 25-8-1867 م عن عمرٍ يُناهز 75 سنة.^[١]