من هو نصير الدين الطوسي؟

هو فقيه وخطيب وعالم فلك ورياضيات في عهد الدولة الإسماعيلية النزارية الشيعية.


وهو أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، ويُلقب بالنصير الطوسي والخواجا نصير الدين، هو من أئمة الكلام في المذهب الشيعي، ومن البارزين في عصره في مدرسة الشيعة الاثني عشرية، فقد لحق بالعلماء الأوائل وحصّل علومهم، وله تصانيف في علم الكلام، وشرح الإشارات للعالم ابن سينا، كما كان وزيرًا لحاكم قلعة ألموت الإسماعيلي، ولهولاكو المغولي، وحضر واقعة بغداد، وقد برع في مختلف العلوم؛ كالطب، والفيزياء، والفلسفة، والأدب، والشعر.[١][٢]


مولد نصير الدين الطوسي ونشأته

ولد نصير الدين الطوسي في مدينة طوس قرب إيران في وادي نهر الكشاف، في تاريخ 18-2-1201م، وكان مولده في عصر تزاحمت فيه الغزوات والاعتداءات عبر العالم الإسلامي من قبل المغول، وكان والده فقيهًا في مدرسة الإمام الثاني عشر التي كانت الطائفة الرئيسية للمسلمين الشيعة حينها.[٣]


ثقافة نصير الدين الطوسي وتعليمه

درس الطوسي في مدرسة الإمام الثاني عشر التي عمل فيها والده، وتلقى تعليمه الأساسي الديني فيها، كما كان يدرس مواضيع أخرى أثرت على ثقافته ونموّه الفكري، ومنها: الفيزياء، والمنطق، والرياضيات والجبر والهندسة، وانتقل إلى نيسابور لتعلم الرياضيات، والطب، والفلسفة، واكتسب فيها شهرة واسعة، وقدّم العديد من المؤلفات المهمة في علم الفلك، والمنطق، والفلسفة والرياضيات، كما ألف كتابه أخلاق النصيري الذي كرسه للحاكم الإسماعيلي ناصر الدين عبد الرحيم، والذي دعاه للانضمام إليه بعد اجتياح الغزو المغولي لطوس، وقدّم أعمالًا مميزة خلال تواجده في المعتقلات، وكان في قلعة ألموت عندما هاجمها الزعيم المغولي هولاكو حفيد جنكيز الذي دمر القلعة لكنه رغم كرهه للمسلمين عامل الطوسي باحترام كبير وضمه إلى المغول الذين عينوه مستشارًا علميًا لهم، وكُلّف بالشؤون الدينية لهم.


وقد أبقاه هولكو تحت جناحه، إذ كان يحترم العلماء، فسمح للطوسي ببناء المرصد في مراغة، وسعد بهذا المشروع، الذي ضم فيه الطوسي علماء صينيين ومسلمين بارزين، واحتوى مكتبة واسعة غزيرة بالكتب، وقد كان مقرًا للبحوثات، قُدم فيه العديد من المساهمات العلمية والفلكية، ولكن بعد قيام الفتنة في مدينة بغداد بين السنة والشيعة خلال حكم الأتراك السلاجقة انتقل الشيخ الطوسي إلى النجف التي كانت مركز العلم والثقافة، وكانت مدرسها امتدادًا لمدرسة الكوفة، وهناك أسس الحوزة العلمية في جامعة النجف الدينية.[٤][٣]


أبرز مساهمات نصير الدين الطوسي العلمية

قدّم الشيخ الطوسي العديد من المساهمات العلمية، أبرزها ما يأتي:[٢]

  • كتب ما يقرب من 150 كتابًا باللغتين العربية والفارسية، وحرر النسخ العربية النهائية لأعمال العلماء القدماء البارزين، مثل: إقليدس، وبطليموس، وأوتوليكوس، وثيودوسيوس، وألف كتبًا متنوعة خاصة به في الرياضيات، وعلم الفلك.
  • وضع جدولًا دقيقًا للغاية لحركات الكواكب، وذلك في كتابه (جداول Ilkhan)، بناءً على بحوثه ودراساته الفلكية في مرصد مراغة.
  • وصف الطوسي البناء الهندسي، الذي يُعرف حاليًا باسم الزوجين، ويهدف لإنتاج حركة مستقيمة من نقطة على دائرة واحدة تتدحرج داخل أخرى، ومن خلال هذا البناء أصلح نماذج الكواكب البطلمية وأنتج نظامًا جديدًا يصف جميع المدارات بحركة دائرية موحدة، وذلك في كتابه (تذكرة في علم الحياة).
  • يشير العديد من مؤرخي علم الفلك الإسلامي أن نماذج الكواكب التي تطوّرت في مرصد الطوسي في مراغة والتي وصلت إلى أوروبا قدمت لنيكولاس كوبرنيكوس الإلهام الذي ساعده في وضع نماذجه الفلكية، إذ حقق الطوسي في نموذج بطليموس لنظام الكواكب القديمة، وحتى تطور نموذج مركزية الشمس في زمن كوبرنيكوس.[٣][٢]
  • عمل الطوسي على حساب 51 قيمة لبادئة الاعتدالات الشمسية، وكتب عن أداوت فلكية، من ضمنها طريقة صنع واستخدام الإسطرلاب.[٣]


أبرز أساتذة نصير الدين الطوسي

تتلمذ نصير الدين الطوسي على يد نخبة من المعلمين، منهم:[٥]

  • الشيخ المفيد محمد بن النعمان.
  • السيد المرتضى.
  • الحسن علي بن أحمد بن أبي جنيد.
  • أحمد بن محمد بن موسى المعروف بابن الصلت الأهوازي.
  • كمال الدين بن يونس.[٣]


أبرز مؤلفات نصير الدين الطوسي

من أشهر مؤلفات نصير الدين الطوسي ما يأتي:

  • كتاب الاستبصار: جمع الشيخ نصير الدين الطوسي في هذا الكتاب جميع الروايات التي وردت في مُعظم البحوث الفقهية، بما فيها الروايات المعارضة التي تُخالفها، ويحتوي الكتاب 4 أبواب مُرتبة كسائر المؤلفات الفقهية، وبحث فيها الطوسي صحة الروايات من ناحية السند والمضمون، مع ضمه اقتراحاته الشخصية في كل باب لرفع التعارض بين الأحاديث وترجيح فريق منها على غيره.[٦]
  • كتاب تهذيب الأحكام في شرح المُقنعة: ضم فيه بحوثًا فقهية وأصولية واستدلالية، واستشهد وجمع بين الأخبار وضم فيه كل ما يحتاجه الفقيه من الروايات لغاية الاستنباط.[٧]


وفاة نصير الدين الطوسي

توفي نصير الدين الطوسي في مدينة بغداد في تاريخ 18-ذي الحجة- 672 الموافق 25-6-1274م، وكان يبلغ من العمر 75 عامًا.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب السيد علي الحسيني الميلاني، الشيخ نصير الدين الطوسي وسقوط بغداد، صفحة 32-33-34. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "Naṣīr al-Dīn al-Ṭūsī"، britannica، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Nasir al-Din al-Tusi", mathshistory.st-andrews, Retrieved 7-6-2021. Edited.
  4. عباس جاسم ناصر، محمد بن الحسن الطوسي نشــــأته وآثـــــاره العلمـــــية، صفحة 7-8-4. بتصرّف.
  5. عباس جاسم ناصر، محمد بن الحسن الطوسي نشــــأته وآثـــــاره العلمـــــية، صفحة 4. بتصرّف.
  6. تصير الدين الطوسي، "كتاب الاستبصار"، مكتبة الحديث، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2021. بتصرّف.
  7. نصير الدين الطوسي، "كتاب تهذيب الأحكام"، منظمة أرشيف، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2021. بتصرّف.