نبذة عن العالم أبو حنيفة الدينوري

يعتبر أبو حنيفة الدِينَوَرِي أو أحمد بن داود الدِينَوَرِي نسبة إلى الدِينَوَر بين همدان وكرمنشاه في إيران من علماء المسلمين المعروفين في النحو واللغة، والهندسة والحساب، والفلك، درس على يد العلماء البصريين والكوفيين، ومِن مشايخه: ابن السِّكِّيت، وأبوه السِّكِّيت، والزِّيادي، وكان راوية ثقة للحديث، وهو من أصل فارسي، أو كردي، ويُعرف بلقب شيخ علماء النبات، ولد عام 828م، توفي سنة 282 هـ/895 م، وقد جمع هذا العالم بين بيان العرب وحكمة الفلاسفة، وكان ورعاً زاهدًا.[١][٢]


مؤلفات أبو حنيفة الدينوري

لأبي حنيفة الدينوري العديد من الكتب؛ مثل كتاب الأخبار الطوال، وكتاب الأنواء في الفلك والحساب والطقس، وكتاب النبات الذي رتّب فيه النباتات وفق حروف المعجم، ويعتبر من أشهر كتبه، وفيه جمع كل ما قيل عن النباتات نثراً وشعراً حتى أواخر القرن الثالث الهجري، واعتمد في منهجه على وصف مئات النباتات التي رآها بنفسه، أو سمع عنها من الأعراب، وأضاف إلى ما نُقل عن العالم الإغريقي زياسقوريذوس إضافات أساسية ليصبح بذلك عمدة الأطباء والعشابين، وقد نقلت عن ذلك الكتاب أكبر كتب الصيدلة كمفردات الأدوية لابن البيطار.[١]


وكتاب النبات مؤلف من 6 مجلدات لم يبقى منها سوى المجلدين الثالث والخامس، وكان أبي حنيفة الدينوري أول من أشار فيه إلى طريقة التهجين في النباتات؛ إذ تمكن من إنبات ثمار ذات صفات جديدة من خلال التطعيم، كما أخرج أزهاراً جديدة عبر المزاوجة بين شجر اللوز والورد البري،[١] وقد‏ اهتم‏ في الكتاب ‏بذكر‏ ‏مواطن‏ ‏النبات‏ كما ذكر‏ ‏تفاصيل‏ ‏دقيقة‏ ‏عن‏ ‏أجزائه، وأعضائه‏ ،‏ ‏وثماره‏، ومن أبرز من ‏نقل‏ ‏‏عنهم‏: ‏أبو‏ ‏زيد‏ ‏الكلابي، والأصمعي، و‏أبو‏ ‏زياد‏ ‏الأنصاري، ‏وأبو‏ ‏نصر‏.‏[٣]


وله أيضاً كتاب: ما يَلحن فيه العامَّة، وكتاب: حساب الدور، وكتاب: إصْلَاح المنطِق، وكتاب الجَبْر والمقابلة، وكتاب: البلدان، وكتاب القِبلة والزوال، وكتاب الفصاحة، وكتاب في تفسير القُرآن.[٢]


وله ‏كتاب‏ "العلوم‏ ‏الطبيعية‏ ‏عن‏ ‏العرب‏" الذي‏ ‏وصف فيه‏ ‏الجراد‏ ‏وصفاً‏ ‏دقيقاً، ‏يدل‏ ‏على‏ ‏قوة‏ ‏الملاحظة‏ ‏لديه، كما تميز بوصف الحشرات الصغيرة‏ و‏النحل‏ ‏وأنواعها‏ ‏وطباعه‏ا، حتى ‏وإن‏ ‏كانت‏ ‏صغيرة، ‏ويحرص على دراستها‏ ‏دراسة‏ ‏علمية‏ ‏مفصّلة‏.[٣]


‏أبرز أقوال العلماء في أبو حنيفة الدينوري

قال ‏أبو حيان‏ ‏التوحيدي‏ ‏عن أبي ‏حنيفة‏ ‏الدينوري‏ ‏في‏ ‏كتاب‏ المقابسات‏: "إنه‏ ‏من‏ ‏نوادر‏ ‏الرجال، ‏جمع‏ ‏بين‏ ‏حكمة‏ ‏الفلاسفة‏ ‏وبيان‏ ‏العرب، ‏وله‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏فن‏ ‏ساق‏ ‏وقدم‏ ‏ورواء‏ ‏وحكم‏"، أما ‏صاعد‏ ‏الأندلسي‏ ‏في‏ ‏كتابه‏ ‏طبقات‏ ‏الأمم‏ ‏فقال عن‏ ‏كتاب‏ الأنواء ‏لأبي‏ ‏حنيفة‏ ‏الدينوري: "كتاب‏ ‏شريف‏ ‏في‏ ‏الأنواء، ‏تضمن‏ ‏ما كان‏ ‏عند‏ ‏العرب‏ ‏من‏ ‏العلم‏ ‏بالسماء‏ ‏والأنواء، ‏ومهاب‏ ‏الرياح‏ ‏وتفصيل‏ ‏الأزمان، ‏وغير‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏الفن".[٣]


كما قال عنه أبو شمس الذهبي: "صدوق كبير الدائرة، طويل الباع، ألف في النحو واللغة والهندسة والهيئة والوقت، وأشياء".[١]



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "أبي حنيفة الدينوري"، مجموعة مواقع مداد، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الفَصلُ الأربعونَ: أَبُو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 282 هـ)"، موسوعة الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2023.
  3. ^ أ ب ت "أبو حنيفة الدينوري.. مؤسس علم النبات"، صحيفة الخليج، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2023. بتصرّف.