من هو ألكسندر فلمنج؟

هو طبيب اسكتلندي، وعالم ميكروبيولوجي، وأحد رواد القرن العشرين.


وهو السير ألكسندر فلمنج، عالم اسكتلندي الأصل، كان مختصًا في علم الجراثيم والبكتيريا، ويعود له الفضل في اكتشاف البنسلين، والذي تم اعتباره كأعظم إنجاز في المجال الطبي في القرن العشرين، حيث يُعد هذا الاكتشاف البداية لتطوير المضادات الحيوية، والتي كان لها دورٌ كبير في إنقاذ حياة الملايين من البشر حول العالم، إذ تساعد هذه المضادات الحيوية على علاج الالتهابات البكتيرية، وبدون استخدامها قد تصبح هذه الالتهابات قاتلة ومميتة، كما ساهمت المضادات الحيوية في إجراء العمليات الجراحية بطريقةٍ أكثر أمانًا، وبالتالي استحق ألكسندر فلمنج لقب "والد المضادات الحيوية" عن جدارة، وقد كُرّم فلمنج لاكتشافه هذا بمنحه جائزة نوبل في الطب، وذلك في عام 1945م.[١]


مولد ألكسندر فلمنج ونشأته

ولد ألكسندر فلمنج في تاريخ 6 من شهر آب/ أغسطس، في عام 1881م، في لوشفيلد فارم، الواقعة بالقرب من أيرشاير في اسكتلندا، والده هو المزارع هيو فلمنج، ووالدته هي جريس مورتون الزوجة الثانية للأب، والتي أنجبت أربعة أطفال، كان ألكسندر أصغرهم، إلا أنّ والده قد توفي وهو لا يزال في السابعة من عمره، فتولت والدته إدارة المزرعة، وتربية أبنائها بمساعدة ابنها الأكبر، وقد تلقى ألكسندر تعليمه الابتدائي في مدرسة قريته "دارفيل"، واستمر فيها إلى أن بلغ عمر الثانية عشر، ومن ثم انتقل إلى أكاديمية "كيلمارنوك"، حيث بقي فيها لمدة عامين.[٢][٣]


مسيرة ألكسندر فلمنج العلمية والعملية

عندما أتم ألكسندر فلمنج عمر الثالثة عشر انتقل إلى لندن، حيث كان يقيم فيها أحد إخوته الأكبر منه، والذي كان يعمل طبيبًا، وفي لندن التحق بكلية "ريجنت ستريت بوليتكنيك"، حيث درس فيها لمدة ثلاث سنوات، إلا أنه اضطر بعد ذلك إلى مغادرتها، والعمل في شركة مختصة بالشحن لمدة أربع سنوات؛ وذلك بسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة، وفي العشرين من عمره ورث فلمنج بعض المال من عمه، فقرر إنفاقه على إكمال دراسته، فالتحق بكلية الطب في مستشفى "سانت ماري".


في عام 1906م بدأ فلمنج العمل كمساعد باحث مع العالم "ألمروث رايت"، وهو رئيس قسم التلقيح في مستشفى سانت ماري، وفيما بعد وتحديدًا في عام 1908م، تخرج فلمنج من كلية الطب بدرجة البكالوريوس في الطب والجراحة، إلا أنه لم يمارس العمل في الجراحة، بل استمر في إجراء أبحاثه في المختبر مع "ألمروث رايت"، كما عمل محاضرًا في "سانت ماري" حتى عام 1914م، بعد ذلك التحق للخدمة في الحرب العالمية الأولى، كقائد في الفيلق الطبي للجيش البريطاني.


بعد انتهاء الحرب في عام 1918م، عاد فلمنج إلى سانت ماري، حيث عمل في تدريس علم الجراثيم في كلية الطب، وذلك في الفترة الواقعة ما بين عامي 1920-1948م، وفي عام 1946م أصبح فلمنج مديرًا لقسم التلقيح، خلفًا لأستاذه "رايت"، وزميلًا للجمعية الملكية، ونال لقب الفارس في عام 1944م، كما انتخب أستاذًا فخريًا في علم الجراثيم في جامعة لندن في عام 1948م، وقد استمر فلمنج في مسيرته العملية حتى تقاعده في عام 1954م.[٤][٥]


اكتشاف البنسلين

عمل ألكسندر فلمنج أثناء خدمته في الحرب العالمية الأولى مع "رايت" في مختبر خاص بأبحاث الجروح، في مدينة بولوني في فرنسا، ومن خلال أبحاثه وتجاربه استطاع إثبات عدم فاعلية المطهرات الكيميائية المستخدمة في ذلك الوقت في تعقيم الجروح، بل قد تتسبب هذه المطهرات في بعض الأحيان بتدمير كريات الدم البيضاء، مما يُضعف المناعة في الجسم، وبعد انتهاء الحرب واصل فلمنج تجاربه في هذا المجال، وفي عام 1921م اكتشف مادة أطلق عليها اسم "الليزوزيم"، والتي تمتلك القدرة على تحطيم وتفكيك البكتيريا، وهذه المادة تتواجد بشكلٍ طبيعي في مخاط الأنف، ومصل دم الإنسان، والدموع، واللعاب، والحليب، إلا أن فلمنج لم يستطع عزل هذه المادة، وتعزيز خصائصها المطهرة.[٢]


كان اكتشاف ألكسندر فلمنج للبنسلين عن طريق الصدفة البحتة، ففي عام 1928م أخذ فلمنج إجازة من عمله لمدة أسبوعين، وعندما عاد إلى عمله في المختبر، وجد أن إحدى الأطباق المخبرية والمزروع فيها بكتيريا المكورات العنقودية، والتي تركها سهوًا في الخارج على طاولة المختبر، قد تلوثت ونما عليها العفن (Penicillium notatum)، وقد لاحظ فلمنج أن المنطقة المحيطة بالعفن لم تنمو فيها البكتيريا، فتوصل إلى استنتاج مفاده أن العفن يفرز مادة لها القدرة على منع نمو البكتيريا، وقد أطلق فلمنج على هذه المادة المضادة للبكتيريا والتي ينتجها العفن اسم "البنسلين"، وبعد العديد من التجارب توصل فلمنج إلى أن البنسلين يمتلك القدرة على تثبيط نمو بكتيريا المكورات العنقودية حتى عندما قام بتخفيفه بمقدار 800 مرة، وقد نشر فلمنج هذه النتائج في المجلة البريطانية لعلم الأمراض التجريبية وذلك في عام 1929م، إلا أن عمله هذا لم يجد صدىً واسعًا في الأوساط الطبية.


في عام 1939م أجرى فريق من العلماء بقيادة العالمين "هوارد فلوري" و"إرنست تشين" في جامعة أكسفورد العديد من التجارب على مادة البنسلين، حيث تأكدوا من تنقية هذه المادة، وقاموا بتجربتها على الفئران المصابة بالبكتيريا، فكانت النتيجة شفاء الفئران بشكلٍ كامل، وقد ساعدت هذه الدراسة في اعتماد البنسلين كعقار طبي بشكلٍ رسمي، حيث بدأت الكثير من شركات الأدوية البريطانية والأمريكية في تصنيع دواء البنسلين، وقد استخدم لعلاج العديد من الأمراض المعدية منها الزهري، والحمى القرمزية، والدفتيريا، والالتهاب الرئوي، كما ساهم في إنقاذ حياة الآلاف من الجنود خلال الحرب العالمية الثانية.[٦]


وفاة ألكسندر فلمنج

توفي ألكسندر فلمنج في تاريخ 11 من شهر آذار/مارس في عام 1955م، في مدينة لندن، عن عمرٍ يناهز 73 عامًا إثر إصابته بنوبة قلبية حادة.[٤]

المراجع

  1. Michal Letek, Alexander Fleming, The Discoverer of the Antibiotic Effects of Penicillin, Page 1. Edited.
  2. ^ أ ب "Alexander Fleming", sciencehistory, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  3. L Colebrook, ALEXANDER FLEMING, Page 117. Edited.
  4. ^ أ ب "Sir Alexander Fleming, F.R.C.S", aai, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  5. "Sir Alexander Fleming", nobelprize, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  6. "ALEXANDER FLEMING", lemelson, Retrieved 17/7/2021. Edited.