من هو أنس بن مالك؟

هو صحابي جليل، وراوي حديث، وخادم الرسول "صلى الله عليه وسلم".


وهو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وكنيته أبو حمزة الأنصاري الخزرجي النجاري المدني، وله عدة ألقاب، منها: الإمام، المفتي، المقرئ، المحدث، راوية الإسلام، خدم الرسول صلى الله عليه وسلم مدة عشر سنين، إذ لازمه منذ أن كان طفلًا عمره 10 سنين فقط، وإلى أن توفي الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان عمر أنس حينها 20 سنة، وهو أحد تلاميذه الذين تلقوا العلم على يديه، روى عن نبي الله عددًا كبيرًا من الأحاديث، كما روى عن كثير من الصحابة، مثل: أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وأبي هريرة، وغيرهم الكثير، وحدث عنه كثيرٌ من التابعين، مثل: ابن سيرين، وعمر بن عبد العزيز، والشعبي، وغيرهم، وقد حضر غزوة بدر وهو ما زال غلامًا، وغزا مع نبي الله 8 غزوات، وكان كثير الصلاة، والصيام، والقيام، وهو آخر من مات من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام.[١]


مولد أنس بن مالك ونشأته

ولد أنس بن مالك في السنة العاشرة قبل الهجرة، الموافق 612 ميلاديًّا، في المدينة المنورة،[٢] والدته هي أم سليم بنت ملحان، أما والده فهو مالك بن النضر، والذي رفض الدخول في الإسلام، فخرج إلى الشام بعد إسلام زوجته وتوفي هناك، فتزوجت من بعده أبا طلحة بن زيد الأنصاري، والذي أسلم وحسن إسلامه، وقد وجهته والدته لخدمة النبي عليه الصلاة والسلام، فبقي ملازمًا له طوال 10 سنين، فنشأ في كنف رسول الله، وتربى على يديه، وتعلم منه أحكام الدين، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يعامل أنس أفضل معاملة، كمعاملة الوالد لولده، فما كان يناديه إلا يا بني، وكان ينهى أهل بيته عن عتابه أو لومه، كما كان يمازحه ويداعبه، ويمسح على رأسه، ويُكثر من الدعاء له؛ إذ دعا رسول الله له بقوله "اللهم ارزقه مالًا وولدًا وبارك له فيه"، وقد وعده بالشفاعة له يوم القيامة.[٣]


جهاد أنس بن مالك وعلمه

حضر أنس بن مالك غزوتي بدر وأحد كخادم للرسول عليه الصلاة والسلام؛ وذلك لصغر سنه في ذلك الوقت والذي لم يمكنه من المشاركة في الجهاد، ثم شارك في غزوة الخندق، إذ كان عمره حينها 15 سنة، وشهد صلح الحديبية، وبايع تحت الشجرة، كما شهد بعد ذلك غزوة خيبر، ومؤتة، وحُنين، وبعد وفاة رسول الله لم يتوقف أنس بن مالك عن الجهاد فشارك في حروب الردة، وفي فتح العراق، ومعركة القادسية، وحصار تستر.[٤]


وقد كان أنس بن مالك إلى جانب جهاده المسلح عالمًا كبيرًا؛ إذ كان أحد كبار رواة الحديث، فقد روى عن رسول الله ما يقارب 2286 حديثًا، كما كان من الحفظة والنقلة الذين نقلوا السنة النبوية إلى التابعين من بعدهم، وقد ساعده في ذلك ملازمته وخدمته للرسول عليه الصلاة والسلام، وقد استقر في أواخر عمره في مدينة البصرة، وقضى هذه الفترة في تعليم الناس سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتخرج على يديه مجموعة كبيرة من علماء البصرة المشهورين، منهم: الحسن البصري، وسليمان التيمي، وثابت البُناني، ومحمد بن سيرين، وغيرهم الكثير، كما روى أنس أيضًا عن كثير من الصحابة.[٥]


أنس بن مالك في عهد الصحابة

تولى أنس بن مالك بعض المناصب الهامة والرفيعة في عهد الخلافة الراشدة؛ إذ ولاه أبو بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب على عمالة البحرين، وقد كان جديرً بالثقة، وعلى قدر عالٍ من المسؤولية، وعينه أبو موسى الأشعري على ولاية بلاد فارس، كما تولى أنس ولاية البصرة لفترة قصيرة لم تتجاوز 40 يومًا.[٦]


وفاة أنس بن مالك

قدر العلماء عمر أنس بن مالك عند وفاته فقالوا أنه كان يبلغ من العمر 103 سنين، وفي بعض الروايات 107 سنين، كما اختلفوا كذلك في تحديد العام الذي توفي فيه أنس بن مالك، فقال بعضهم أنه توفي عام 91 هجريًا، وقال غيرهم في عام 92 هجريًا، وقيل أيضًا عام 93، وهو الرأي الغالب والأصح.[٧]

المراجع

  1. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 396. بتصرّف.
  2. عادل نويهض، معجم المفسرين، صفحة 96. بتصرّف.
  3. عبد الحميد طهماز، أنس بن مالك الخادم الأمين والمحب العظيم، صفحة 22-76. بتصرّف.