أول مخترع للصاروخ الفضائي

من هو مُخترع الصاروخ الفضائي؟

هو روبرت جودارد، بروفيسور وأستاذ فيزيائي، ومُخترع، ومُصمم صواريخ من رواد القرن العشرين.

وهو روبرت هاتشينغز جودارد، البروفيسور الأمريكي، والفيزيائي، والمُخترع الذي يُعد والد الدفع الصاروخي وصناعة الصواريخ الحديثة، وأحد العلماء النادرين في عصره، ممن اكتشفوا أهمية الصاروخ كمفتاح للفضاء قبل الحرب العالمية الأولى، إضافة للعديد من المساهمات المميزة التي قدمها في تكنولوجيا الصواريخ، ولكن بسبب القيود السرية كمهندس في تكنولوجيا الفضاء لم يحظَ بالشهرة التي يستحقها خلال حياته، إلا أن هذا لا ينفي تأثيره العميق على العالم، فهو أول عالم لم تقتصر معرفته على تحديد إمكانات الصواريخ ورحلات الفضاء، بل حققها بصورة عملية مباشرة؛ نظرًا لامتلاكه موهبة نادرة وبصيرة إبداعية وهندسة علمية متمكنة.^[١][٢][٣]

مولد روبرت جودارد ونشأته

وُلد روبرت جودارد في مدينة ورسيستر التي تقع في ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة في تاريخ 5-10-1882 م، وكان والده مُحاسبًا وبائعًا ومالكًا لمتجر مُعدات آلية متواضع، وكان روبرت هو الابن الوحيد والمُدلل لأبويه، كما كان فضوليًا جدًا خلال طفولته حول الظواهر الجسدية، ويميل للابتكار والإبداع، وعندما كبر غدا شابًا ذكيًا استثارته الثورة الصناعية التي جاءت بعد الحرب الأهلية، فقرأ الكثير من الكتب في الميكانيكا والفيزياء، وكان يطمح بصنع اختراعات عظيمة.^[٣]

ثقافة روبرت جودارد ومسيرته المهنية

تغيب روبرت جودارد عن مدرسته فترات طويلة في مراحل طفولته بسبب مرضه بسرطان الحنجرة، لكنه التحق بعدها بالكلية في معهد ورسستر للفنون التطبيقية، وحصل منها على درجة البكالوريوس في عام 1908م، ثم ارتاد جامعة كلارك، ونال منها شهادة الدكتوراه، وحصل على منصب مدرس للفيزياء، ليبدأ تجاربه في تكنولوجيا الصواريخ، إذ سبق علماء ومخترعي عصره؛ وذلك بسبب خياله العلمي الواسع.

وقد كان يعاني من مشاكل المادية، وقفت عائقًا أمام تجاربه التي أوشك في عام 1915م أن يتخلى عنها بسبب الإحباط، ولكنه تلقى منحة نقدية تعادل 5000 دولار من مؤسسة سميثسونيان التي بدأت في رعاية تجاربه عام 1916 م، فقدمت النقود من صندوق هودجكنز لأبحاث الغلاف الجوي، واستمر دعم مؤسسة سميثسونيان لأبحاث جودارد ولم يقتصر هذا الدعم على الجانب المالي، بل نشرت المؤسسة أطروحته الشهيرة في مجموعاتها المتعددة، والتي تعرف بطريقة للوصول إلى الارتفاعات القصوى، والتي احتوت على النظرية الرياضية الأساسية الكامنة وراء دفع الصواريخ وكيفية تحليقها.^{[٤] [٤] [٣]}

مساهمات جودارد في أول صاروخ فضائي

اجتهد جودارد في أبحاثه حول الصواريخ، وكان يشعر بالامتنان تجاه الدعم الذي قدمته له مؤسسة سميثسونيان، وفي تاريخ 16-3-1926، نجح في إطلاق أول رحلة لصاروخ يعمل بالدفع السائل في العالم، وكانت رحلة هامة جدًا، وتلتها الرحلة الثانية التي انطلقت في تاريخ 17-7-1929 م، واختبر جودارد خلالها انطلاقة أول صاروخ يحمل أدوات علمية ضمت بارومتر، وكاميرا على متنه، إضافة للعديد من الإنجازات الأخرى المتوالية في نفس المجال، وبالتالي لا يمكن التغاضي عن دوره في تطوير الصواريخ ورحلات الفضاء، فحصل على 214 براءة اختراع خلال فترة حياته، إضافةً إلى 131 براءة اختراع بعد وفاته، وأنشأت الإدارة الوطنية للطيران والفضاء المعروفة بناسا مركزًا لرحلات الفضاء في جرينبيلت في ولاية ماريلاند حمل اسم جودارد تخليدًا لذكراه،^[٢] ويمكن تلخيص مساهماته في تطوير الصواريخ وفق التسلسل الآتي: ^[١]

• استنتج التطبيق العملي لاستخدام الدفع الصاروخي لمساعدته على بلوغ ارتفاعات عالية حتى القمر عام 1912م، وجادل بأن الصاروخ سيعمل في الفراغ دون حاجته إلى هواء للضغط عليه.
• طوّر وأطلق صاروخ في أوبورن في ولاية ماساتشوستس يعمل بالوقود السائل في تاريخ 16-3-1926.
• ابتكر دوارات تستعمل في انفجار محرك الصاروخ للتوجيه في نيو مكسيكو عام 1932 م.
• ابتكر جهاز تحكم جيروسكوبي مطور لاستخدامه في رحلة الصواريخ عام 1932م.
• حصل على براءة اختراع أمريكية لصاروخ متعدد المراحل في عام 1914 م.
• صنع مضخات متطورة مناسبة لوقود الصواريخ.
• أطلق صاروخًا ذا محرك محوري على محاور تحت تأثير آلية الدوران في عام 1937م.

أشهر أقوال روبرت جودارد

من أشهر أقوال روبرت جودارد ما يأتي:^[٥]

• فقط تذكر عندما تعتقد أن كل شيء قد ضاع، فسيبقى المستقبل.
• من الصعب قول ما هو مستحيل؛ لأن حلم الأمس هو أمل اليوم وواقع الغد.
• السبب في فشل الكثير من الناس ليس بسبب الافتقار إلى الرؤية، ولكن الافتقار إلى العزيمة، وأن العزيمة تولد من حساب التكلفة.

وفاة روبرت جودارد

 توفي روبرت جودارد في مدينة بالتيمور في ماريلاند إثر معاناته من مرض سرطان الحنجرة، في تاريخ 10-8-1945 م، وكان يبلغ من العمر 62 عامًا.^[٣]