من هو إرفنغ غوفمان؟

هو عالم نفس اجتماعي رائد، ومن أبرز العلماء الاجتماعيين المؤثرين في القرن العشرين.


وهو إرفنغ ماكس غوفمان، عالم نفس اجتماعي كندي أمريكي، اشتهر بطريقته في دراسة التواصل الاجتماعي وجهًا لوجه، وما يتصل به من طقوس أخرى للتفاعل الاجتماعي، وتطوير المنظور الدرامي ونظرية التفاعل الرمزي مُركزًا بذلك على تعريف الناس ووضعهم في إطار الواقع الاجتماعي الذي يتبع عملية التواصل، إضافةً لمؤلفاته المشهورة في هذا المجال.[١]


مولد إرفنغ غوفمان وتعليمه

ولد إرفنغ جوفمان في مدينة مانفيل التي تقع في ألبرتا في كندا 11-6-1922 م، ويرجع أصله إلى أسرة يهودية أوكرانية، وقد التحق بجامعة شيكاغو التي نال منها شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع عن أطروحة بعنوان (سلوك الاتصال في مجتمع الجزيرة)، ثم شغر في جامعته منصب أستاذ لاحقًا، كما تولى مهنة التدريس في العديد من الجامعات الأخرى، منها؛ جامعتا بيركلي، وبينسلفانيا، وله العديد من المؤلفات العظيمة في تخصص علم الاجتماع.[٢][٣]


أبرز مساهمات غوفمان في العلوم الاجتماعية

من أبرز مساهمات غوفمان في مجال العلوم الاجتماعية ما يأتي:


صياغة مفهوم النظام والتفاعل الاجتماعي

اهتم غوفمان بالاتصال الوجاهي، واعتبر أن نظام التفاعل بشكل عام ليس إلا دراسة وتحليل لمجال الاتصال وجهًا لوجه، وقد أشار في دراساته إلى أن اجتماع الأفراد في وضعية معينة يفرض عليهم عدم تبادل الكلام وأفعاله، وأنهم بغض النظر عن رغبتهم سيدخلون تلقائيًا في أحد أشكال التواصل، فإن امتنعوا عن التواصل اللغوي والكلام لا يُمكنهم التواصل بلغة الجسد، وهو ما يؤكد ترابط دراسة النظام الاجتماعي بنظام التفاعل والاتصال للأفراد واستحالة فصل النظامين عن بعضهما، ومن جهة أخرى يؤكد غوفمان أن أي نظام تفاعل يفرض ضرورة معاملته كمجال جوهري يضم بعض الوحدات الأساسية، كما ركز على دراسة سلوكات الأفراد في حياتهم اليومية، وصاغ مجموعة من القواعد التي تنظم سلوكهم وتوضح نوع التواصل القائم بينهم، وطوّر تقنية تسمى التحليل الدرامي بتصويره المسرح كنظير للتفاعل الاجتماعي وأدرك أن تفاعل الناس مع بعضهم سيُظهر أنماطًا تُشبه النصوص الثقافية، إذ إن الفرد لا يُمكن أن يدرك الدور الذي يلعبه إلا عند وضعه في موقف أو موضع معين ليرتجل ويكتشف دوره في هذا الموقف.[٤][٥]


التأطير وتحليل الإطار

يُنسب إلى جوفمان الفضل في صياغة مصطلح تحليل الإطار، وهو تصنيف لمجموعة من الأساليب المستخدمة لدراسة التركيبات الاجتماعية للواقع وفهم فكرة الإطار على أنها التعريفات المحددة ثقافيًا للواقع التي تسمح للناس بفهم الأشياء والأحداث من حولهم، وذلك بتنصيب تحليل الإطار كعنصر من عناصر البحث الإثنوغرافي الذي يساعد المحللين على قراءة أجزاء محددة من السلوك الاجتماعي، وبالتالي فهم الأطر التي يستخدمها المشاركون لسلوكهم، ولهذا المصطلح تأثير كبير على الحياة الاجتماعية وعلى طيف العلوم الاجتماعية الواسع.[٦]


التكريمات التي حصل عليها إرفنغ غوفمان

حصل إرفنغ على العديد من الجوائز التي كرمت إنجازاته المهنية، ومنها:[٣]

  • زمالة في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم في عام 1969م.
  • زمالة في متحف غوغنهايم عام 1977م.
  • جائزة كولي وميد للمنح الدراسية المتميزة الثانية في علم النفس الاجتماعي من جمعية علم الاجتماع الأمريكية عام 1979م.
  • عُين الرئيس الثالث والسبعون للجمعية الأمريكية لعلم الاجتماع عام 1981م.
  • جائزة ميد من جمعية دراسة المشكلات الاجتماعية عام 1983م.
  • صُنف كسادس أكثر المؤلفين اقتباسًا في العلوم الإنسانية والاجتماعية في عام 2007م.


أبرز مؤلفات إيرفنغ غوفمان

هنالك العديد من المؤلفات الغزيرة والقيمة لغوفمان، وقد صُنفت أربعة كتب منها من ضمن أفضل مئة كتاب في هذا المجال بحسب الاتحاد الدولي لعلم الاجتماع، وهي[٢]

  • كتاب المصحات.
  • كتاب الوصمة.
  • كتاب تحليل الإطار.
  • كتاب تقديم الذات في الحياة اليومية.


كتاب تقديم الذات في الحياة اليومية

يقدم إرفنغ في كتابه هذا نظريته المعروفة بالنظرية الدرامية لفهم الحياة الاجتماعية التي اكتسبت أهمية كبيرة في علم الاجتماع مُوضحًا أنه لا يوجد فرق كبير بين المسرح وبين الحياة اليومية، إذ إن سلوك الفرد في حضور الآخرين هو عبارة عن أداء يسعى من خلاله بشكل واعي أو غير واعي للتلاعب في انطباعات الآخرين عنه، لكن لا يُشترط أن يكون سلوكه زائفًا، إذ إنه وإن كان صادقًا فهو يُمثل الدور الذي يفرضه حضوره لكن بإمعان أكثر، كما يشرح غوفمان بعض الافتراضات الأساسية لنظريته ويناقش الدلالات الأخلاقية لها، بالإضافة لتقديم تشريح للذات وتكوينها.[٧][٨]


وفاة إرفنغ غوفمان

 توفي غوفمان في مدينة فيلادلفيا التي تقع في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 19-11-1982 م، عن عمرٍ يُناهز 60 عامًا إثر إصابته بمرض السرطان.[١][٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "Erving Goffman"، britannica، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت باديس لونيس، إرفنغ غوفمان والظاهرة الاتصالية قراءة ابيستمولوجية في أهم أفكاره التنظيرية، صفحة 4. بتصرّف.
  3. ^ أ ب Ashley Crossman (25-10-2010)، "A Biography of Erving Goffman"، thoughtco، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2021. Edited.
  4. باديس لونيس، إرفنغ غوفمان والظاهرة الاتصالية قراءة ابيستمولوجية في أهم أفكاره التنظيرية، صفحة 5-6. بتصرّف.
  5. الدكتور علي أسعد بركات، علم الاجتماع.pdf علم االجتماع، صفحة 28. بتصرّف.
  6. Emily Shaw, "Frame analysis", britannica, Retrieved 23-5-2021.
  7. إرفنغ غوفمان، عرض الذات في الحياة اليومية، صفحة 1. بتصرّف.
  8. ERVING GOFFMAN, "THE PRESENTATION OF SELF 1 IN EVERYDAY LIFE", monoskop, Retrieved 23-5-2021. Edited.