من هو ابن عطية الأندلسي؟

هو إمام عالم ومُفسر للقرآن الكريم من أئمة القرن السادس الهجري في عصر المرابطين.


وهو أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن عبد الله بن تمام بن عطية الداخل إلى الأنـدلس بن خالد بن خفاف المحاربي، الإمام القاضي والفقيه الحافظ، عريق النسب، العالم بالتفسير، والفقه، والحديث، ومُختلف علوم الشريعة، المُقيّد الحسن، والقاضي العادل، والناثر الجيد، المتميز بغزارة معارفه، وسعة اطلاعه، وموثوقية روايته.[١][٢]


مولد ابن عطية الأندلسي ونشأته

ولد ابن عطية الأندلسي في عام 481 هـ/1088 م في مدينة غرناطة في الأندلس، وكان ينتمي لأسرة علمية عريقة أثرت في نشأته العلمية الدينية، وعززت نبوغه ونُضج عقليته، ناهيك عن حياته في ظل دولة المرابطين القائمين على الركائز والأساسات الدينية، والجهاد في سبيل الله، بالإضافةِ لازدهار الحركة العلمية النشيطة التي نشأ ابن عطية في رحابها، والتي ألهمته ودعمت مسيرته.[٣]


ثقافة ابن عطية الأندلسي وعلمه

تربى ابن عطية الأندلسي في رحاب مدينة غرناطة وبين حلقاتها العلمية الخصبة، وكانت حينذاك مدينة حافلة بمدارس العلم وأساتذته، والفقهاء، واللغويين، والأدباء، فتعلم ابن عطية كأبناء جيله، وكان مُقبلًا على العلم، طموحًا وحيويًا ونشيطًا جدًا فنهم منه كل ما أتيح له من طاقة، وذلك برعاية وكنف والده الفقيه العالم، والموجه الحسن، والمعلم الأول الذي تشرب منه ابنه وغمره بعنايته واهتم بتعليمه، فضلًا عن متابعته أبرز الشيوخ المشهورين في عصره وسعيه للاستفادة من ثقافتهم ومعارفهم، ولم يكتفِ بذلك، بل ارتحل في طلب العلم والسعي وراءه إلى عواصم الأندلس بغية لقاء علماء عصره والتزود من زادهم.[٤]


منهج ابن عطية الأندلسي في تفسير القرآن

اتبع ابن عطية الأندلسي منهجًا مميزًا في التفسير تجلى في كتابه المُحرر الوجيز، وذلك كما يأتي:[٥][٦]

  • ترتيب السور كما وردت في القرآن بدءًا من سورة الفاتحـة، ويليها البقرة، وانتهاءً بسورة الناس.
  • ذكر ما يتعلق بالسور من علوم، كتصنيفها مكية أو مدنية، وفضلها، وسبب نزولها، وعدد آياتها.
  • توضيح المعنى العام للآية، ثم قراءاتها وتوجيهها بغض النظر عن ثبوتها بكونها عشرية متواترة، ومن ثم إتباعها بتعريب يشمل مختلف أوجه الإعراب المُحتملة، ومن ثم استدراك أقوال الأئمة المفسرين حولها.
  • الربط بين مواد الكتاب والإشارة إلى السابق واللاحق.
  • الاستدراك على كبار الأئمة والمفسرين علامات العصر الحديث، من أمثال: الطبري، ومكي بن سيبويه، والأخفش، والمهدوي، وأبي طالب القيسي وغيرهم.
  • الترجيح بين الأقوال سواء كانت فقهية أو تفسيرية، واتباع أسلوب الرد في المسألة، وذلك بالبدء بالقول المختار دون إشعار القارئ بوجود خلاف حول المسألة، ومن قم إطلاعه على القول المخالف، والتصريح بالترجيح والاكتفاء بذكره، أو البدء بالقول المردود، وحوار القارئ، وخلال الحوار يتطرق للقول المُرجّح.
  • عدم الالتزام بنص الحديث والاكتفاء بمعناه، وعدم الاستدلال بالضعيف، وإن أورده يُبين ضعفه ويوجهه بحسب علمه وخبرته.
  • الإضراب عما هو واضح في الآيات، ولا يتطلب بيانًا وتوضيحًا، وتقدير ما يرد في الآيات من اعتراض والرد عليه.


شيوخ ابن عطية الأندلسي

تتلمذ ابن عطية على يد نخبة من المشايخ من بعد والده أبي بكر بن عطية الأندلسي، منهم:[٧]

  • أبو علي الحسين بن محمد أحمد الغساني.
  • أبو عبد الله محمد بن فرج القرطبي.
  • أبو الحسن بن علي بن خلف.
  • أبو العباس أحمد بن عثمان بن مكحول.
  • أبو القاسم الحسن بن عمرالهوزي.
  • أبو بكر عبد الباقي بن محمد الحجازي.


كتاب المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

قصد ابن عطية في مقدمة كتابة بيان تسميته ومقصده بأن يكون جامعًا وموجزًا مُنقحًا من القصص عديمة الفائدة التي لا تخدم معاني وتفسير الآيات، ويُثبت فيه ما هو صحيح من معاني السلف الصالح من مقاصد اللغة العربية السليمة بعيدًا عن إلحاد أهل القول بالرموز وعلم الباطن وغيرهم، وإن ورد على العلماء أي من أغراض الملحدين نبهه وسرد التفسير في تعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من نحو، أو معنى، أو لغة، أو حكم، أو قراءة قاصد تتبع الألفاظ حتى لا يقع في كتابه خطأ كبعض كتب المفسيرين الآخرين، واستعان في تصنيف التفسير بأسلوب المهدوي المفرق للنظر والمشعب للفكر، فأورد جميع القراءات المُستخدم والشاذ منها، واعتمد علة بيان المعاني وما تحتمله الألفاظ بمجهود كبير، وبالاستعانة بعلمه الواسع وثقافته الغزيرة في منتهى الإيجاز والدقة.[٨]


وفاة ابن عطية الأندلسي

توفي ابن عطية الأندلسي في مدينة لورقة في شهر رمضان عام 541هـ عن عمرِ يُناهز 60 سنة.[١][٢]

المراجع

  1. ^ أ ب سعيد بن محمد سعد الشهراني، جهود الإمام بن عطية في حكايــــة الإجماع في المكي والمدني، صفحة 6-8. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سلام فرح الخليفة سليمان، عطية ومنهجه في تفسيره المحرر الوجيز.pdf?sequence=1&isAllowed=y ابن عطية ومنهجة في تفسيره المحرر الوجيز، صفحة 30-31. بتصرّف.
  3. عبد الوهاب عبد الوهاب فايد، منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم، صفحة 25-29-31. بتصرّف.
  4. منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم، عبد الوهاب عبد الوهاب فايد، صفحة 57-58-5-60. بتصرّف.
  5. عواطف أمين يوسف البساطي، الاستنباط عن الإمام ابن عطية الأندلسي في كتابه المحرر الوجيز، صفحة 50-51-52-53. بتصرّف.
  6. عواطف أمين يوسف البساطي، الاستنباط عن الإمام ابن عطية الأندلسي في كتابه المحرر الوجيز، صفحة 55-56-57-59. بتصرّف.
  7. إسلام فرح الخليفة سليمان، عطية ومنهجه في تفسيره المحرر الوجيز.pdf?sequence=1&isAllowed=y ابن عطية ومنهجة في تفسيره المحرر الوجيز، صفحة 34. بتصرّف.
  8. ابن عطية الأندلسي، "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"، منظمة أرشيف، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2021. بتصرّف.