العالم إدوين سذرلاند

من هو إدوين سذرلاند؟

هو دكتور في علم الاجتماع، والاقتصاد، وهو عالم الجريمة الأمريكي الأول في القرن العشرين وما بعده.

وهو إدوين هاردين سذرلاند، يُشتهر بكونه عالم الجريمة الأمريكي الذي طوّر نظرية الارتباط التفاضلي للجريمة، والتي كانت تفسيرًا شائعًا لارتداد الجرائم، إضافةً للعديد من المساهمات العلمية الأخرى في مجال علم الإجرام، وكتقدير لجهوده وتأثيره الكبير أصبحت هناك جائزة سنوية هامة باسمه تمنحها الجمعية الأمريكية لعلم الجريمة.^[١][٢]

مولد إدوين سذرلاند ونشأته

ولد سذرلاند في جيبون في نبراسكا بتاريخ 13-8-1883 م، وكان ينتمي لعائلة بروتستانتية مكونة من سبعة أطفال، وقد شهد الكثير من المحن الحضرية ومشاهد الإجرام والفقر في شيكاغو، الأمر الذي دفعه للانخراط في دراسة علم الاجتماع وعلم الجريمة.^[١][٣]

تعليم إدوين سذرلاند وثقافته

التحق سذرلاند بكلية جراند آيلاند في نبراسكا، وتخرج منها، ثم حصل على درجة الدكتوراه في تخصص مزدوج في علم الاجتماع والاقتصاد السياسيين من جامعة شيكاغو في عام 1913 م، ودرس بعدها طرق تحسين الظروف الاجتماعية بعد مشاهدته الإجرام والفقر الشديد في المجتمع، وفي عام 1935 م قدم إلى جامعة آي يو، وشغل منصب رئيس لقسم علم الاجتماع المستقل حديثًا، وعمل أستاذًا لعلم الاجتماع في جامعة شيكاغو، وجامعة إلينوي، وجامعة مينيسوتا، وتخصص في علم الجريمة، وكان علمًا غير مُتأصل في علم الاجتماع حينها، ونشر عدة كتب مدرسية بعدها، كان أبرزها كتاب علم الجريمة، وذلك خلال عمله في جامعة إنديانا التي ظل يعمل بها ما تبقى من سنوات حياته.^[١][٣]

مساهمات سذرلاند في علم الاجتماع وعالم الجريمة

من أبرز مُعتقدات وافتراضات سذرلاند في مجال علمي الجريمة والاجتماع ما يأتي:

التأكيد على التعدد الطبقي لمُرتكبي الجرائم

كان سذرلاند من أوائل العلماء في مجال علم الإجرام، ممن افترضوا أن الجريمة لا تعني عيبًا شخصيًا أو فردًا فاشلًا، وإنما ترتبط بعوامل عدة، أبرزها؛ التنشئة الاجتماعية التي تقوم على الأعراف والقيم السائدة التي يتعلمها الفرد، إذ إن هنالك العديد من الأشخاص ممن درسوا الجريمة واعتبروها نوعًا من الأساس البيولوجي، وسبب ارتكاب المجرمين للجرائم هو أنهم مُختلفون نوعًا ما، ويُعانون من نقص بيولوجي، ومن جهة أخرى كان ساندرلاند يُحاول تغيير تركّز علم الإجرام على أن الجريمة تقتصر على الأفراد المنتمين للطبقة الدنيا كما شاع مُسبقًا، وأشار لإمكانية حدوثها بين أفراد الطبقة المتوسطة، وحتى طبقة رجال الأعمال والحكومة، وهم الذين أطلق عليهم تسمية أصحاب الياقات البيضاء، فكان أول من لفت الانتباه إليهم، فهم ينتمون إلى فئة تُعد محترمة نوعًا ما، وتشمل جرائمهم المقاصد المالية؛ كاختلاس الأموال من الشركات، واعتبرهم سذرلاند مجرمين عاديين لا يختلفون عمن ارتكبوا جرائم سرقة ضمن الأفراد المنتمين للطبقات الدنيا، بل إن الخسائر المادية لمجرمي الياقات البيضاء أكبر، ومن هنا يتعارض ساذرلاند مع أقوال السابقين التي تربط الجريمة بالفقر بشكل أساسي، ويشير إلى أنها أسطورة لا صحة لها، وأن الجريمة قابلة للارتكاب من قبل الناس في جميع الطبقات الاجتماعية.^[٤]

نظرية الارتباط التفاضلي

يُشير سذرلاند إلى أن الفرد يتأثر بالثقافة المحيطة به ما لم تتواجد جنبًا إلى جنب نماذج أخرى حولها تتعارك معها، ويرى الجريمة مُتأصلة في التنظيم الاجتماعي، ومعبرة عنه وعن سلوك الفرد المجرم، وترتكز نظرية الارتباط التفاضلي التي تفسر السلوك الإجرامي لديه على المحاور الآتية:^[٥]

• يُكتسب السلوك الإجرامي من خلال التعلم وليس بالوراثة، وبذلك لا يُمكن للفرد الذي لم يتدرب على الجريمة أن يقوم بسلوك إجرامي من تلقاء نفسه.
• يتعلم الفرد السلوك الإجرامي من خلال الاتصال الاجتماعي والتفاعل مع الأشخاص المجرمين بصورة شخصية، لكن الاتصالات العامة؛ كالصحف والسينما وغيرها لها دور محدود جدًا في تكوين السلوك الإجرامي.
• يختلف السلوك المعادي أو الإجرامي تبعًا لعملية التكرار والاستمرار في فعله والتعمق فيه، وبناءً عليه كلما تكرر اتصال الفرد بالأنماط المنحرفة وطالت مدة اتصاله، ترحجت كفة الانحراف لديه وزاد اتجاهه نحوها، وفي حال ترسخ السلوك لدى الفرد في سن مبكرة ولازمه فترة طويلة، سيدفعه للجريمة بصورة أشد، ويكون عمق تأثيره أكبر.
• لا يُفسر السلوك الإجرامي على أنه حاجات وقيم عامة، إذ إن السلوك الحسن السوي يُمكن أن يُعبر عنها أيضًا، كمثال أن اللص يسرق من أجل المال، وكذلك العامل يعمل بجد لنفس الغرض، وبالتالي تتشابه هذه الأمور مع عملية التنفس في جسم الإنسان التي لا غنى عنها، لكنها لا تصلح كمعيار للتمييز بين السلوك الصحيح والسلوك الإجرامي.

وفاة إدوين سذرلاند

 توفي إدوين سذرلاند في تاريخ 11-10-1950 عن عمر يُناهز 73 عامًا، في بلومنجتون في إنديانا.^[٣]