من هو هايدجر؟

مارتن هايدجر (1889م–1976م) هو فيلسوفٌ ألمانيّ ارتبطَ اسمُه بالفلسفة الوجوديّة، وُلدَ في مدينة مسكيرش الألمانيّة، وهي مدينة عُرفت في ذلك الوقت بسكونِها وهدوئها وتديّنها، وقد أثّرت في تنشئة هايدجر وتكوينِه العاطفيّ والنفسيّ والثقافيّ، دَرَسَ اللاهوت في جامعة فرايبورغ في العشرينيّات من عمره،[١] وحاز درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1913م،[٢] ثمّ عمل أستاذًا فيها عام 1915م، تزوّج من إلفريد بيتري، وأنجب منها ولدين.[١]


مجال شهرة هايدجر

عُرِف هايدجر بكونِه أحد الدّعاة إلى الفلسفة الوجوديّة والظواهريّة، حيث قدّم مجموعةً من المبادئ المتعلّقة بفلسفتِه عن الظواهريّة، تتضمّنت مفاهيمَ عدّة، مثل: الزمانيّة، المكانيّة، الوجود، الوجود في العالم،[٣] كما أنّه طرح عديدًا من الدّراسات الفلسفيّة عن الوجود التي كان لها الأثرُ الكبير على تخصّصات العلوم الإنسانيّة، مثل: علم اللاهوت، علم النّفس، النّقد الأدبي، التأويل.[٢]


مفهوم الدازاين عند هايدجر

الدازاين (Dasein) مصطلحٌ ألمانيّ طرحَه هايدجر، يَعني: الوجود مقابل اللاوجود، أو وجود العالم، ناقضَ فيه الفلسفة ديكارت التي ترى أنّ الإنسان هو مجرّد روح أو عقل مفكّر معزول معرفيًّا عن العالم، بينما يرى هايدجر الإنسان بكونه فردًا كائنًا في العالم، لا تقف حدود إمكانيّاته عندَ تمثيل العالم لنفسه، إنّما تتجاوزها إلى قدرته على أن يكشف عن كيانات أخرى،[٢] وقال إنّ الإنسان الموجود أو "الدازاين" يُمكن فهمه من خلال ملاحظة تفاعله مع الآخرين، وبذلك وصف هايدجر وجود الدازاين أنّه ليس وجودًا وحيدًا، إنّما وجودًا مع الآخرين.[٣]


تحليل هايدجر لماهية التكنولوجيا

هاجمَ هايدجر التكنولوجيا ولخّص وصفَه لها بثلاثِ نقاطٍ رئيسة، هي:[٤]

  • "التكنولوجيا ليست أداة، إنّها وسيلة لفَهم العالم".
  • "التكنولوجيا ليست نشاطًا بشريًّا، ولكنّها تتطوّر خارج نطاق سيطرة الإنسان".
  • "التكنولوجيا هي الخطر الأكبر".


يرى هايدجر أنّ التّكنولوجيا سيطرت على حياة الإنسان بالكامل، حتى لم يعد يخوض تجارب عمليّة بنفسه متّكلًا بذلك عليها، لذا فقد دعا إلى إنقاذ الإنسان الحديث منها، وتوجيهه للسّيطرة عليها، وأنّه يمكن أن يتخلّص من عبوديّته وتقييدها له بإدراك خطرها الجسيم على حياته، ويُشير إلى أن التكنولوجيا مجرد وسيلة لتحقيق غاية، وأنّ هذا المفهوم الجوهريّ لها ينبغي أن ينظّم العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا.[٥]


كتاب الوجود والزمن لهايدجر

نشرَ هايدجر كتابًا عنوانه "الوجود والزمن" عامَ 1927م، واعتُبِرَ أحدَ أهمّ الكتب المؤلّفة في الفلسفة الحديثة؛ كونه غيّر مجرى الفلسفة في أوروبّا؛ لاتّسامِه بالغموض والكثافة؛ ويرجع السّبب في ذلك إلى استخدام هايدجر مصطلحات جديدة استوحاها من اللغة الألمانيّة العامّية، وتجنّبه الألفاظ التقليديّة المستخدمة في النّصوص الفلسفيّة.[٢]


يبدأ الكتاب بسؤال كبير عن الوجود، وأسماه هايدجر: سؤال الوجود (Seinsfrage)، ناقش فيه المعاني المتعدّدة الدالّة على الوجود والمعنى الأساسيّ له، وقد أجاب هايدجر عن هذا السّؤال استنادًا إلى دراستِه لوجود الكائن البشريّ، وقال إنّ وجود الإنسان مرتبط ارتباطًا وثيقًا بوجود العالم.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "Martin Heidegger", Stanford Encyclopedia of Philosophy, Retrieved 7/9/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Martin Heidegger", Britannica, Retrieved 7/9/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "Understanding the Key Tenets of Heidegger’s Philosophy for Interpretive Phenomenological Research", Sage journals, Retrieved 7/9/2023. Edited.
  4. "Reading Heidegger: The Question Concerning Technology", Future learn, Retrieved 7/9/2023. Edited.
  5. "Reading Heidegger: The Question Concerning Technology", Future learn, Retrieved 7/9/2023. Edited.