من هو النسائي؟
هو إمام حافظ، ومُحدث، وناقد للحديث النبوي من أئمة المسلمين البارزين في القرنين التاسع والعاشر الميلادي.
وهو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن الخُراساني، النَّسائي، والملقب بشيخ الإسلام، وهو إمام عظيم، ومُحدث موثوق، يعده المؤرخون بحرًا من بحور العلم، بارعًا في نقد أحاديث الرجال، حَسن التأليف، كثير الفهم والإتقان، فاق شيوخ عصره، ولم يوازه نظير في براعته، كما كان كثير التصنيف والتأليف، وهو صاحب كتابي السُنن الكبرى والصغرى المشهورين.[١][٢][٣]
مولد النسائي
وُلد النسائي في بلدة النسا التي نُسب لها لاحقًا، والتي تقع في خراسان، وذلك في عام 215هـ/829 م، وبقي فيها حتى سن الخامسة عشر ويسمع من شيوخها، وانتقل عام 230 هـ إلى بغلان لطلب العلم عند الشيخ قتيبة بن سعيد.[٤]
تعليم النسائي
يُعد النسائي من الأئمة البارزين والأعلام المُحدثين المشهورين، فقد طاف البلاد في طلب العلم، فسمع الحديث في خراسان، وارتحل منذ صغره، فأقام عند الإمام قتيبة في بغلان مدّة سنتين، ثم سافر إلى العراق، والحجاز، والجزيرة، وبلاد الشام، وتلقى العلم على يد نخبة من الشيوخ البارزين في البلاد التي زارها.[٤]
أبرز شيوخ النسائي
تتلمذ النسائي على يد نخبة من المشايخ، ومن أبرزهم:[٥][١]
- محمدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُلَيَّة قَاضي دمشق.
- محمد بنِ العَلاَءِ الهمْدانِيِّ
- الشيخين سَوَّارِ، وَالعَبَّاسِ ابنَي العظيمِ العنْبَريِّ.
- عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ العَلاَءِ العَطَّارِ.
- وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الحَلَبِيِّ.
- إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه.
- عِيْسَى بنِ حَمَّادٍ زُغْبَةَ.
- إِسْحَاقَ بنِ شَاهِيْنَ.
- بِشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ.
- بِشْرِ بنِ هِلاَلٍ الصَّوَّافِ.
- تَمِيْمِ بنِ المُنْتَصِرِ.
أشهر مؤلفات النسائي
من أشهر كتب النسائي كتابي السنن، وهما:
- السنن الصغرى للنسائي: ويُعرف بالمُجتبى، وهو مُختصر لكتاب السنن الكبرى للنسائي، ويُعد من الكتب الستة الوصول في علم الحديث، ويعده بعض علماء السنة ثالث الكتب بعد الصحيحين، إذ ندر احتواؤه على الأحاديث الضعيفة، واعتمد فيه النسائي نهجًا مميزًا من حيث انتقاة الرواة من الرجال الثقات العدول، واقتصر في السنن على الأحكام، كما كرر الأحاديث باستخدام أسانيد مختلفة فجمع بذلك بين دقائق الفقه وفوائد الإسناد، ومن جهة أخرى علل النسائي فيه على الأحاديث الواردة، وأوضح الزيادات والاختلافات فيها، وقدّم العديد من العلماء شروحات لهذا الكتاب من بينهم جلال الدين السيوطي في كتابه زهر الربى على المُجتبى.[٦]
- كتاب السُنن الكبرى: وهو من أبرز مؤلفات الإمام النسائي، ويُعد هذا الكتاب أحد أهم المراجع للباحثين والمتخصصين في مجال دراسات الحديث الشريف، وقد جمعه الإمام النسائي وجعله شاملًا فضم فيه الأحاديث الصيحية والمعلولة، إلا أنه أعاد اختصاره في كتابه السنن الصغرى، والذي جمع فيه الصحيح، مما نسب في روايته إليه شخصيًا بعيدًا عن الحديث المعلول.[٧]
وفاة النسائي
توفي النسائي في عام 303 هـ/ 915 م، واختلف المؤرخون حول وفاته، إذ قيل إنه خرج من مصر إلى دمشق، وهناك تعرض لاعتداء، ونُقل إلى الرملة في فلسطين وتوفي هناك، كما رُوي أنه عندما تأذى في دمشق طلب أن يُحمل إلى مكة، فتوفي فيها ودفن بين الصفا المروة.[٣]
المراجع
- ^ أ ب شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 125. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن شعيب النسائي، السنن الكبرى، صفحة 8. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن خلكان، وفيات الأعيان، صفحة 77. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد بن شعيب النسائي، السنن الكبرى، صفحة 12-13. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 126. بتصرّف.
- ↑ النسائي، CONTAINER PDF&file=/FP144381.zip السنن الصغرى للنسائي، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ النسائي، السنن الكبرى للنسائي، صفحة 1. بتصرّف.