باروخ سبينوزا: أهم المعلومات

باروخ سبينوزا

هو فيلسوف هولندي، وأحد رواد التفكير الراديكالي الذي يدعو إلى التقدم والتحرر والإصلاح الديمقراطي.

ولد باروخ سبينوزا في 24 نوفمبر عام 1632، في العاصمة الهولندية أمستردام، وتوفي في مدينة لاهاي في سويسرا بتاريخ 21 فبراير عام1677، وهو فيلسوف من أصل يهودي، يعد من أبرز رواد الفكر العقلاني في القرن السابع عشر، ومن أهم مَن أثر في عصر التنوير في أوروبا،^[١]وهو من أتباع المدرسة الراديكالية، ويعد من أهم فلاسفة الغرب، انتقد المعتقدات الدينية والفكر اللاهوتي وكان يؤمن بالعقل فقط، مما جعل منه شخصًا مثيرًا للجدل، ولم يتم قبوله في الأوساط الدينية لعدم اعتقاده بالأديان، ومن أشهر مؤلفاته أطروحة الأخلاق التي نشرت بعد وفاته.^[٢]ويذكر أن سبينوزا كان بارعًا في تعلم اللغات، فكان يتحدث اللغات الإسبانية، والبرتغالية، والهولندية، والألمانية، واللاتينية، واليونانية، والعبرية.^[٣]

طفولة باروخ سبينوزا

ولد سبينوزا لعائلة يهودية، أُجبرت على اعتناق الدين المسيحي وتعرضت للتعذيب والاضطهاد عندما كانت تقطن في البرتغال، ولهذا هاجرت عائلته إلى أمستردام في هولندا حيث ولد سبينوزا، وكانت العائلة تمارس معتقداتها وطقوسها الدينية اليهودية في الخفاء، وتأسس مجتمع يهودي في بعض مناطق هولندا والدول الأوروبية الأخرى، وهناك التحق سبينوزا بالمدرسة وتعلم التعاليم الدينية اليهودية والفلسفة اليهودية واللغة العبرية.^[١]

لم يستجب سبينوزا للتعليم الديني اليهودي، وبدأت ملامح تمرده وأفكاره الراديكالية التحررية تظهر في سن مبكرة، ولكنه لاقى معارضة كبيرة من عائلته وأفراد مجتمعه اليهود لأنهم كان يخافون من أفكاره الإلحادية وإمكانية تأثيرها على حياتهم وتجدد الاضطهاد الذي تعرضوا له في السابق، فكان لدى سبينوزا منظورًا آخرًا لله غير نظرة الدين اليهودي، ولهذا عرض المجتمع اليهودي على سبينوزا مبلغًا كبيرًا من المال مقابل أن يبقى صامتًا ولا يبوح بأفكاره هذه، ولكنه رفض، وعندما بلغ سبينوزا من العمر 24 عامًا استدعيَ إلى محكمة حاخامية وتمت محاكمته وطرده من المنطقة بأكملها.^[٤]

حياة باروخ سبينوزا

فيما يأتي لمحة عن مسيرة سبينوزا وحياته:^[٢]

• في عام 1653 بدأ بتعلم اللغة اللاتينية بصحبة المفكر والفيلسوف فرانسيس فان دن إندن.
• في عام 1654 توف يوالد سبينوزا، وكرس حوالي سنة من عمره لتلاوة صلاة الحداد اليهودية، ورفض أي شيء من ميراث والده ونقل كل حصته إلى أخته.
• عمل سبينوزا في إدارة شركة العائلة بعد وفاة والده الذي كان تاجرًا، ولكن الشركة عانت من صعوبات مالية بسبب الحرب، وبدأ يتعرض لضغوطات الدائنين الأمر الذي أجبره على ترك الشركة والتنازل عن إدارتها.
• عمل سبينوزا كمدرس، وهذه المرحلة أثرت كثيرًا في تغيير فكره، فأصبح يفكر بعقلانية وتعرف على مجموعات مناهضة لرجال الدين، مما ساعده على تشكيل أيديولوجيا جديدة خاصة به، أدت إلى صدام حاد مع رجال الدين والسلطة.
• في عام 1656 طردَ سبينوزا من مجتمعه اليهودي، وتوقف عن الذهاب إلى الكنيس وأعلن عداءه تجاه الدين اليهودي، وتخلى سبينوزا عن اسمه الأول اليهودي باروخ، واحتفظ باسمه اللاتيني بيندكت سبينوزا.
• بعد النفي انتقل إلى قرية في شمال هولندا، ومن ثم عاد إلى أمستردام حيث تلقى دروسًا في الفلسفة.
• بين عامي 1660 و 1661 انتقل سبينوزا إلى رينجنسبورج في مدينة ليدن الهولندية، وهناك كتب أشهر مؤلفاته، ففي عام 1663 كتب مقالًا بعنوان"رسالة قصيرة عن الله والإنسان ورفاهيته"، عبر فيه عن وجهات نظره تجاه الله والأخلاق، وبنفس العام أكمل كتابه الذي يحمل اسم "مبادئ الفلسفة" وهو الكتاب الوحيد الذي نشر باسمه.
• انتقل سبينوزا إلى مدينة فوربورغ، حيث التقى ببعض العلماء والفلاسفة وعلماء الدين وتعاون معهم لإنشاء كتابة رسالته الفلسفية الشهيرة"الأخلاق".
• في عام 1670 نشر عمله "الرسالة السياسية اللاهوتية" باسم مستعار كمعظم كتبه، دافع فيه عن العلمانية والحكومة الدستورية، ولهذا لاقى انتقادات كثيرة، وتم حظر نشره في عام 1674. 
• في عام 1670 انتقل سبينوزا إلى لاهاي، حيث كتب العديد من الأطروحات والمقالات السياسية والفلسفية، وبدأ العمل على ترجمة هولندية للكتاب المقدس ولكنه لم يكمله.
• في عام 1676 أنهى كتابة "الأخلاق" الذي انتقد من خلاله المعتقدات الدينية التقليدية والمفاهيم الفلسفية التي تدور حول البشر والله والطبيعة، وانتقد اللاهوت والأديان عمومًا، وربط سبينوزا الأخلاق بوجهة نظره من الله والطبيعة التي اعتبرها كل شيء، واعتقد أن الله هو العالم الطبيعي، وأن الإنسان والتكوينات الطبيعية هي خصائص الله.^[٤]

للتعرف على فلاسفة آخرين يرجى الاطلاع على: جورج باطاي، وتوما الأكويني.