جلال الدين السيوطي

من جلال الدين السيوطي؟

هو إمام حافظ، وعالم، وأديب، ومؤلف، ومُفسر مسلم من أئمة القرن الخامس عشر الميلادي.

وهو عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد سابق الدين خضر الخضيري الأسيوطي، والمعروف بجلال الدين السيوطي، نسبةً إلى مدينة أسيوط، ويُكنّى بأبي الفضل، كما لُقب بالعديد من الألقاب، منها: خاتمة الحفاظ، ومُجدد القرن العاشر الهجري، وغيرها، وكان جلال الدين إمامًا حافظًا، وفقيهًا، ومُحدثًا، ومؤلفًا غزير الإنتاج في مُختلف المجالات الديينة والعلمية والأدبية، ووصل عدد مُصنفاته 600 كتاب بينها الكتب الكبيرة والرسائل القصيرة.^[١][٢][٣]

مولد جلال الدين السيوطي

وُلد جلال الدين السيوطي في مدينة القاهرة في تاريخ 1-رجب-849 هـ، والموافق 3-10-1445 م، وكان مولده بين الكتب، وهو سبب تسميته بأبي الكتب؛ إذ ارتبطت حياته بأسرها بقراءة الكتب وتأليفها، فكانت أمه تُحضر كتابًا من المكتبة لأبيه عندما جاءها المخاض وولدته هناك، ومن جهة أخرى نشأ جلال الدين في بيئة علمية بحتة، فوالده يُعد أحد أبرز فقهاء الشافعية، وبالتالي حرص على تعليمه وتثقيفه منذ الصغر بين مجالس العلماء، لكنه توفي بينما كان عمر السوطي 5 سنوات فنشأ يتيمًا، ولم يوقف ذلك مسيرته، فكانت مكانة والده العظيمة ذخرًا له، إذ رعاه أصدقاء والده واعتنوا به.^[٣][١]

علم جلال الدين السيوطي

أتم جلال الدين السيوطي حفظ القرآن قبل أن يبلغ عمر 8 سنوات، كما حفظ العديد من الكتب، من بينها ألفية ابن مالك، والعمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وتتلمذ على يد نخبة من الفقهاء والعلماء الذين أخذ عنهم علوم النحو الفقه، والفرائض، وفي عام 866 هـ سُمح له بتدريس اللغة العربية بينما كان يبلغ من العمر 17 عامًا، وكان أول من ألف شرح الاستعاذة والبسملة، وأوقف عليها شيخه علم الدين البلقيني، والذي بدوره أجاز له الإفتاء والتدريس عام 876 هـ، بينما كان يبلغ من العمر 27 سنة، وقد تمتع الإمام السيوطي بذاكرة حافظة، ونفس صابرة مقبلة على طلب العلم والمعرفة، فضلًا عن اتساع أفقه ورغبته بالتزود بالعلم أكثر فأكثر، والغوص في بحوره، وبلوغ رتبة الاجتهاد، فرحل في طلب العلم ليلتقي بالعلماء والشيوخ في مختلف مجالات التفسير، والفقه، والحديث، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع على طريقة العرب البلغاء وليس على طريق الفلاسفة العجم، حتى أنه تفوق على بعض شيوخه.

وقد طلب العلم في رحلتين؛ أولهما الرحلة الحجازية التي بدأت عام 689 هـ، واتجه فيها السيوطي إلى الأرضي المقدسة ليؤدي فريضة الحج، ويجتمع مع علماء الحجاز وفقهائها ممن اختصر وشرح بعض كتبهم، كما ألف العديد من المصنفات الأخرى، كان أبرزها كان كتاب النحلة الزكية في الرحلة المكية، وعاد من رحلته عام 871 هـ، أما الرحلة الثانية فكانت إلى الديار المصرية، وبدأها بعد عودته من رحلة الحجاز في السنة نفسها، فذهب إلى دمياط والإسكندرية، وتزود من علوم المشايخ، واشتغل معهم، وتوسع في معارفه، وتجدر الإشارة إلى أن الحافظ العظيم جلال الدين السيوطي لما بلغ من العمر 40 سنة اعتزل الناس جميعًا وخلا بنفسه في روضة المقياس التي تقع على النيل تاركًا أصحابه وشيوخه وتلاميذه، فألف أكثر كتبه خلال هذه المرحلة من حياته، كما كان الأغنياء والأمراء يزورونه باستمرار عارضين عليه الهدايا والنقود، لكنه ترفّع عنها وردها، حتى أن السطان طلبه بنفسه أكثر من مرة ولم يحضر إليه، فأرسل له الهدايا وأعادها له، وبقي على حاله حتى وافته المنيّة.^[٤][٥]

أبز شيوخ القزويني

تتلمذ جلال الدين السيوطي على يد نخبة من المشايخ، وأبرزهم:^[٣]

• الحافظ ابن حجرالعسقلاني.
• جلال الدين المحلي.
• محيي الدين الكافيجي.
• علم الدين البلقيني.
• شرف الدين المناوي.
• تقي الدين الشُّمُنِّي.
• عزالدين الكناني.

أبرز جلال الدين السيوطي

ألف جلال الدين السيوطي العديد من الكتب، ومن بينها الآتية:

• كتاب لب اللباب في تحرير الأنساب: وهو كتاب يُناقش علوم اللغة العربية، ويُمثل مُعجمًا اهتم بأصول ومعاني الكلمات، ونحوها وصرفها، وقد تميّز جلال الدين السيوطي بأسلوبه الجزيل وفقهه وعلومه النابغة التي تجلت وضوح في هذا الكتاب الذي يُعد من أبرز مؤلفاته، فجمع الألفاظ اللغوية فيه بدقة ومهارة، ويُعد الكتاب مُجلدًا هامًا لطلاب اللغة وعلوم الصرف. ^[٦]
• كتاب نزهة الجلساء في أشعار النساء: وهو بمثابة رسالة انتقى فيها السيوطي جملة من شاعرات المشرق، والأندلس النساء، ورتب أسماءهن على حروف المُعجم، كما ذكر نوادر أشعارهن المميزة، واستند في كتابة هذه الرسالة إلى 3 أصول أدبية، وهي: كتاب النساء الشواعر لابن الطرّاح، وكتاب المغرب في حُلى المغرب لابن سعيد، وكتاب تاريخ بغداد لابن النجّار.^[٧]
• كتاب أسرار ترتيب القرآن: وهو كتاب يختص بذكر مناسبات وأسباب ترتيب سور القرآن الكريم وحكمة نزول ووضع كل منها، كما بين فيه الأحكام النظرية والعملية التي شملتها كل سورة بدءًا من سورة الفاتحة وانتهاءً بسورة الناس، تمامًا كترتيب السوور القرآنية المتسلسل، كما أن هذا الكتاب هو جزء من كتاب جلال الدين المعروف بأسرار التنزيل، كما قدّم فيه الآراء الفقهية، وتفسيرات العلماء وآراءهم المحتلفة في مجال أسرار ترتيب السور القرآنية.^[٨]

كتاب تفسير الجلالين

وهو كتاب مُختصر لتفسير القرآن ألفه جلال الدين المحلي، وجلال الدين السيوطي، وهو سبب تسميته بمُختصر أو تفسير الجلالين، فألّف القسم الأول منه جلال الدين المحلي، وفسر سورة الفاتحة، ثم بدأ من نهاية السور بسورة الناس وحتى سورة الكهف، لكنه توفي قبل إكماله، فأكمله جلال الدين السيوطي بدءًا من سورة البقرة وحتى سورة الإسراء، ومن جهة أخرى فإن النهج الذي اتبعه الجلالين هو الاختصار وإيجاز التعبير، إضافة لتجنب استخدام الأقوال الطويلة غير اللازمة، ولهذا الكتاب العديد من الحواشي والاستدراكات التي كتبها العلماء بسبب أهميته الكبيرة، وأبرزها: حاشية العلامة الصاوي على تفسير الجلالين، وحاشية الكمالين على الجلالين. ^[٩]

وفاة جلال الدين السيوطي

توفي جلال الدين السيوطي إثر معاناته من المرض، وذلك بعد أن اعتزل الناس، وانقطع عن التدريس والإفتاء، والتزم العبادة في بيته في مدينة القاهرة، وكانت وفاته في تاريخ 19-جمادى الأولى-511 هـ، الموافق 15-10-1505 م، وكان يبلغ من العمر 61 سنة.^[٣][٢][١]