من هو جون دالتون؟

هو عالم كيميائي، وباحث في علم الأرصاد الجوية من رواد القرنين الثامن والتاسع عشر.


وهو جون جوزيف جوناثون دالتون، عالم كيميائي وفيلسوف، أدت بحوثاته وعمله الرائد إلى تطوير مجالات علمية متعددة، فاشتهر بعمله في مجال الكيمياء وصياغة المفاهيم الذرية جنبًا إلى جنب مع علوم الأرصاد الجوية، ودراسات الهيدرولوجيا الكمية، إضافةً لمساهمته الواضحة في مجال عمى الألوان، وقد ازدهرت إنجازاته أثناء وجوده في أكاديمية مانشستر التي جُمعت فيها أجهزته وأغراضه الشخصية الباقية لتُخلد في متحف العلوم والصناعة هناك، إضافةً لوسام جون دالتون الذي سمي على اسمه ومنح من قبل الجمعية الجيوفيزيائية الأوروبية تكريمًا له.[١][٢]


مولد جون دالتون ونشأته

ولد جون في قرية إيجلزفيلد التي تقع في مدينة كمبرلاند في إنجلترا بتاريخ 5/6 -9- 1766، وكانت عائلته بسيطة ومن فئة التجار، فجده جوناثان هو صانع للأحذية تمامًا كوالده جوزيف، أما والدته فهي ديبورا وتنتمي لعائلة كويكر المحلية المزدهرة، وكان جون الابن الأصغر لثلاثة أشقاء آخرين.[٢]


ثقافة دون دالتون ومسيرته الأكاديمية

كان قريب جون دالتون جون فليتشر يعمل في مدرسة متوسطة في قرية إيجلزفيلد، وسلمها إلى شقيق جون الأكبر جوناثان، وعندما كان عمر جون 12 عامًا دعاه شقيقه للعمل كمدرس لمُساعدته، وبعد مرور عامين اشترى جون وشقيقه مدرسة صغيرة في مدينة كيندال، وعمل كمدرس فيها، وكان دومًا مُحبًا للعلم ومُتطلعًا لقياس مرافق الأرصاد الجوية، واكتسب المعرفة العملية في بناء واستخدام أدوات الأرصاد الجوية وتعليمات الاحتفاظ بسجلات الطقس اليومية، كما تعلم حينها أصول الرياضيات، واللغتين اليونانية واللاتينية، وفي عام 1793م انتقل إلى مانشستر لتدريس الرياضيات في أكاديمية مانشستر الجديدة، مُصطحبًا معه مجموعةً من المقالات التي كتبها حول الأرصاد الجوية والتي نشرت لاحقًا، لينضم إلى جمعية مانشستر الأدبية والفلسفية التي كانت مركزًا للمجتمع العلمي والتجاري في المدينة، والتي أصبح رئيسها فيما بعد، وساهم في العديد من الأبحاث والدراسات هناك، أولها ورقة علمية حول عمى الألوان وهو خلل اكتشفه ووصف فيه فرق الرؤية بينه وبين شقيقه، ومُنح بعدها غرفة للبحث والتدريس في شارع جورج، ليرتقي بعدها ويصمم مختبرًا مُجهزًا دعم أبحاثه العلمية المثمرة.[٣][٢]


أبرز إنجازات جون دالتون العلمية

من أبرز مساهمات جون دالتون العلمية ما يأتي:


قانون التمدد الحراري للغازات وقانون الضغوط الجزئية

اهتم دالتون بدراسة تكوين الغلاف الجوي وكيفية اختلاط المكونات معًا لتكوين الغازات، كما صاغ قانون الضغوط الجزئية في عام 1801م، والذي ينص على أن ضغط الغاز المختلط ناتج لمجموع الضغوط التي قد يمارسها كل مكون من مكوناته عند احتلاله المساحة نفسها، ومن جهة أخرى طور دالتون قانون التمدد الحراري للغازات، وكتب ورقة بحث حول امتصاص السوائل للغازات، وساهم بشكل عرضي بوضع الجدول الأول للأوزان الذرية التي تضم 20 عنصرًا كان يعرفها حينها، وهذا بدوره ساعد على تطوير الجدول الدوري الأول الذي تمت صياغته في القرن العشرين، كما دعم بحثه حول الغازات والغلاف الجوي صياغة نظريته الذرية لاحقًا.[٣][٢]


النظرية الذرية 

كان هناك العديد من الاختلافات الفلسفية التي أثيرت حول مفهوم الذرة، وفي القرن التاسع عشر اقتلع جون دالتون الذرة من مفهومها الفلسفي وزرعها ضمن نطاق علمي بحت مبني على التجارب الكيميائيّة، وذلك بعد أن قاس نسبة أوزان العناصر الكيميائية التي تدخل في مركبات، وحسبها وعبر عنها بأعداد صحيحة بعد استنتاجه بأنها نسب ثابتة، وكمثال شهير لذلك مركب الماء المكون من عنصري الهيدروجين والماء (H2O) اللذين يتحدان بنسبة 1:2، مُشيرًا إلى أنه في حال وجود هذه العناصر في الأصل ضمن أكثر من مادة واحدة فإنها لن تدخل وتتحد لصنع المركب، واتجه في محاولة إيجاد تفسير ذريّ لنسب هذه المكونات ليجد أن أصغر جزء من المادة تتحد بنِسب ثابتة، فذرتَا الهيدروجين تتحدان مع ذرة واحدة ِمن الأكسجين، وانعكست نسبة أوازن الذرات على النسب القياسية لتجاربه.


ومن هنا أحدثت نظريته ثورة في تاريخ فكرة الذرة، وقُدمت كتفسير كيميائي ودليل قاطع على وجود الذرات، والتي تختلف في الكتلة والحجم، موضحًا أن التفاعل الكيميائي لا يُدمر هذه الذرات أو يصنعها بل يُعيد ترتيبها معًا، كما ساهمت نظريته في تفسير السلوك الحراري للنظرية الحركية للغازات والمرتبطة بالمفاهيم الذرية، وأتاحت حساب عدد الذرات والجزيئات مُبرهنًا على شدة صغر الذرة الواحدة، وبالنسبة للجسيمات العضوية التي تحتوي على تركيبة معقدة، فهذا يدل على أنها تتكون من مئات الذرات التي تشكل كل مركب، وبالتالي دعمت النظرية الذرية التي بنيت على عدة قوانين أساسية، مثل قانون حفظ الكتلة، وأصبحت أفكاره أساسية للكيمياء الحديثة، ومهدت لغيره من العلماء صياغة نظرياتهم، مثل قانون النسب المتعددة لكلود لوي، وينص على أنه عندما يشكل عنصران أكثر من مركب واحد، فإن كتل أحد العناصر التي تتحد مع كتلة ثابتة للآخر تكون في نسبة أعداد صحيحة صغيرة، وأُشير بأنه دون النظرية الذرية كان هذا القانون سيبقى لغزًا غير مفهوم.[٤][٥][٦]


عمى الألوان والدالتونية

رغم تعدد مساهمات جون دالتون في مجال الكيمياء، إلا أن أول ورقة علمية له في عام 1798م عنيت بمرضه الشخصي، وهو عمى الألوان، والتي وصف فيها بوضوح الاضطراب الذي أصابه، فأفاد في أول منشور عن ازدواج اللون الأحمر والأخضر لديه بأن الزهرة الوردية لمنطقة إبرة الراعي بدت له بلون أزرق سماوي، وقال لاحقًا أنها وردية ببساطة، وليست زرقاء سماوية، وبالتالي أشير إلى أنه قد يعاني من وهم الألوان، وقد تكون الزهرة بدت له بلون غريب، ومن هنا أسفرت منشوراته عن تحفيز العديد من الأبحاث اللاحقة في الفيزيولوجيا المرضية وعلم الوراثة لهذه الحالة بعد أن سجل دالتون ملاحظات دقيقة عن النهج الذي كان يميز من خلاله جميع أبحاثه اللاحقة في الكيمياء رغم حالته.[٧][٨]


أبرز أستاذة جون دالتون

تتلمذ جون عى يد معلمين ملهمين في مختلف المجالات، أبرزهم:[٢]

  • ليهو روبنسون: الذي علمه استخدام أدوات الرصد الجوية، وطريقة القياس، وتدوين سجلات الطقس اليومية.
  • جون جوف: وهو عالم الرياضيات والكلاسيكية في كيندال الذي علمه أصول الرياضيات.


وفاة جون دالتون

توفي جون في مدينة مانشستر في إنجلترا بتاريخ 27-7-1844 م عن عمرٍ يُناهز 78 عامًا مُخلفًا وراءه كنوزًا علمية، ونظريات خالدة أفادت الكيمياء الحديثة والعلماء من بعده.[٢]

المراجع

  1. Howard Oliver, "John Dalton", egu, Retrieved 20-5-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Sydney Ross، "John Dalton"، .britannica، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2021. Edited.
  3. ^ أ ب "JOHN DALTON: ATOMS, EYESIGHT AND AURORAS"، scienceandindustrymuseum، 16-4-2019، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2021. Edited.
  4. هانز ريشنباخ، نشأة الفلسفة العلمية، صفحة 152. بتصرّف.
  5. "Dalton's atomic theory", khanacademy, Retrieved 20-5-2021. Edited.
  6. "Atomism from the 17th to the 20th Century", plato.stanford, 9-10-2014, Retrieved 20-5-2021. Edited.
  7. Alex Byrne and David R Hilbert, How do things look to the color blind؟, Page 4. Edited.
  8. A E Emery, "John Dalton (1766-1844).", ncbi.nlm.nih, Retrieved 20-5-2021. Edited.