شكسبير

من هو شكسبير؟

هو شاعر، وممثل، وكاتب مسرحي، وأديب إنجليزي من أبرز الأدباء في أوائل العصر الحديث.

وهو وليام جون شكسبير، واحد من أشهر وأبرز كتاب وأدباء التاريخ الإنجليزي والعالمي والغربي على مر العصور، لُقّب بعدة ألقاب، أبرزها؛ الشاعر الوطني الإنجليزي، فقد تجاوز جميع الحواجز الوطنيّة، واحتل مكانة فريدة من نوعها في الأدب العالمي، وكان مُمثلًا وكاتبًا مسرحيًا ومُساهمًا في شركة تمثيل ناجحة، لكن على الرغم من نجاح شكسبير البارز في حياته، والذي يظهر بوضوح في أعماله إلا أن المعلومات التفصيلية عن مراحل حياته وغيرها محدودة جدًا.^[١][٢]

مولد شكسبير ونشأته

شكّكت الكتب التاريخيّة في مولد الشاعر العظيم، فيُقال أنه ولد في 23-4-1564 ميلاديًّا، وهو نفسه اليوم والشهر الذي توفي به، ويُعد شكسبير الابن الأكبر في العائلة، ووالده جون شكسبير كان رجل أعمال صاعد يعمل في تصنيع الجلود البيضاء الناعمة، وأصبح عضوًا في مجلس محلي، ومن ثم مأمورًا (عمدة) البلدة، أما والدته ماري أردن، فهي من عائلة نبيلة، وبصفة شكسبير النجل الأكبر لعائلته البارزة في ستراتفورد، اهتم والداه بتعليمه بشكل جيد.^[٣][١]

تعليم شكسبير وثقافته

التحق شكسبير بمدرسة ستراتفورد النحوية التي يقوم منهجها على التركيز المُكثف على الكلاسيكيات اللاتينية التي تُعنى بالضرورة بالكتابة، والحفظ، وتمثيل المسرحيات اللاتينية الكلاسيكية،^[٣] كما أنه درس بعدها في مدرسة الملك الجديدة للقواعد اللغوية في ستراتفورد، ويرجع لها الفضل في اكتسابه الأساسيات المتينة التي دعمت حرفته ككاتب مسرحي وشاعر عالمي، إذ كان التعليم فيها استثنائيًا وعريقًا، وهناك تعلم فن الصياغة باللغة اللاتينية، والإنجليزيّة، والكتابة الصحيحة، إضافةً للبلاغة ومهارات التأليف والتطوير.^[٤]

كما تميّز التعليم في ذلك الوقت بشدته، وبأنه قائم على أفكار غير إنسانيّة تجاه البشر، فكان الأطفال التلاميذ يتعرضون للضرب بحجة إجبارهم على الاجتهاد وإخراج الطاقة المدفونة في أعماقهم،^[٥] وكان شكسبير كباقي التلاميذ يتعلم كيفية نظم الشعر بنفسه، ويقرأ مسرحيات الكتاب القدماء، ويدرس الحديث والخطابة، وأتقن الكتابة، والقراءة دون أخطاء، ونقدَ أعماله الخاصة وأعمال غيره بغض النظر عن لغتها، وترجم الشعر، فكان لمدرسته فضل ودور كبير في منحه الطلاقة والتميّز ومُساعدته في صياغة الأدب الإنجليزي بهمّة وسهولة كبيرة، لكن افتقاره للتعليم العالي كالعديد من الأدباء المعاصرين له جعلته يُعاني من هجمات متتاليّة ومؤامرات شكّكت بأعماله في محاولاتٍ فاشلة لنسبها لغيره من الأدباء والشعراء الموجودين في الحقبة الزمنية ذاتها، إلا أنها في النهاية وبعد تحقيق طويل ودقيق عادت لمالكها الحقيقي، لتُبرهن أن له فكرًا وثقافة وأسلوبًا إنشائيًّا وروائيًّا مُتفردًا، حفرت بصمته الأدبية العميقة في سجل التاريخ العالمي.^[٦]

أسلوب شكسبير الإنشائي والأدبي

تميّز شكسبير عن غيره من الأدباء بتمكّنه من الشعر والنثر معًا، كما ارتبط اسمه بالمسرح والفن، فكان يؤلف القصائد والمسرحيات والسوناتات (الشعر الغنائي)، واتسمت مؤلفاته وأعماله بجزالة التعبير وعمقه، وبقدرته الفائقة على وصف الطبيعة البشرية بدقة على الرغم من اتسام بعض نصوصه الأدبية بالغموض، كما امتازت بعض فترات حياته بذلك، واشتهر بقصائده ونصوصه السردية التي تواكب نزعة تلك الحقبة الزمنيّة التي عاش وترعرع فيها، وزادت شهرته بعد انتقاله إلى لندن وبدئه العمل فيها، ومن شدة تميّز أعماله الأدبيّة تُرجمت لأكثر من ثمانين لغة، وما زالت نصوصه المسرحيّة تُجسد على المسارح في مُختلف بلدان العالم حتى عصرنا الحالي.^[٧]

نهج شكسبير ومسيرته الفنية والمسرحية

شُبهت أعمال شكسبير المسرحيّة، والروائيّة المميزة بالتحف الفنيّة التي يصعب إعطاؤها حقها من الوصف، سواء ما كُتب في الكتب أو مُثّل على المسارح، فهي تعلق بالعقل وتتشبث به لتشغله بالكامل، كما أنها مغمورةٌ بالصراعات والعواطف الجياشة، التي صقلها شكسبير بعناية ليخلق من خلال طاقته العقليّة الإبداعيّة مواقف إنسانية واضحة بتعبير دقيق مُقنع ومُحفز للخيال يصعب نسيانه وتخطيه، فيدعو القارئ أو المُشاهد لانتحال شخصيّة الممثلين في أعماله بصورة حيويّة، ليتعاطفوا معها ويُشاركونها الدور بشكل غير مُباشر، وذلك بعد أن عمل في مسرح لندن كممثل، ولعب عدة أدوار مسرحيّة، ثم كثّف نشاطه الأدبي ليُصبح كاتبًا لفرقة مسرحيّة، يؤلف لها النصوص المسرحية والشعريّة، ولم يقتصر نشاطه على ذلك، فقد دخل كشريك تجاري في وكالة تمثيل كبيرة تدعى رجال اللورد تشامبرلين والتي سميت لاحقًا رجال الملك، ومن ثم ذا جلوب، ومع مرور السنين وتتابع النجاحات على هذه الشركة أصبحت شهيرة جدًا في عالم المسارح في لندن، وبات اسم شكسبير من الأسماء المرموقة، وزادت ثروته واستثماراته التي يجنيها بفعل كتاباته ومؤلفاته الفريدة من نوعها، وعرضت مسرحياته وأعماله في المُنشآت العريقة العالميّة؛ كجامعة كامبريدج، وجامعة أكسفورد، ونزل المحكمة، والساحات، والمباني العامة، وغيرها.^[١][٣][٢]

أساتذة شكسبير

درس شكسبير في مدرسة الملك الجديدة للقواعد اللغوية في مدينة ستراتفورد كما ذكر مُسبقًا، وتلقى العلوم والأدب على يد صفوة من المعلمين المُختارين بعناية تبعًا لسياسة المدرسة ومعاييرها التعليميّة العالية، ومن أبرز أساتذته هناك؛ المعلم الويلزي هيو إيفانز الذي درّسه اللغة اللاتينية.^[٥]

أشهر أعمال شكسبير

من أشهر مؤلفات وأعمال الأديب شكسبير ما يأتي:

• مسرحية هاملِت: يعود اسم المسرحية إلى بطلها الأمير هاملت، الذي يظهر في بداية المسرحية وهو يرثي والده القتيل بحزن وأسى شديدين على سلوك والدته القاسية جرترود والتي ما لبثت إلا أن تزوّجت من عمّه كلوديوس بعد مدة قصيرة، ليحرم بدوره هامْلِت من حقه في الملك، ويُصبح بدلًا منه ملكًا على الدانمارك، وتتصاعد الأحداث عندما يَظْهَر طيف والد هامْلِت له ويُخبره أنه مات مسموماً على يد كلوديوس، ويأمر ابنه بالانتقام له بسرعة، لكن هاملت يُقرّر التفكير بهدوء والتروّي، والبحث عن دليل يُثبت ذلك، وتنتهي المسرحية بمأساة جماعيّة تطغى على الجميع، ويكون الموت هو المنتصر الوحيد فيها.^[٨]
• مسرحية عطيل: وهي مسرحية تراجيدية تتناول فكرتين رئيسيتين، وهما؛ الحب والخيانة، وقد استوحى شكسبير فكرتها من قصة إيطالية تروي حياة ضابط مغربي يخدم في جيش جمهورية البندقية، ويقع في حب فتاة اسمها ديدمونة ثم يتزوجها، إلا أن غيرته الشديدة عليها تجعله يقتلها بيديه.^[٧]

مسرحية روميو وجولييت

وهي من المسرحيات العالميّة مأساوية المصير، والتي تروي مقدمتها قصة شاب وفتاة سميا بعشاق النجوم، إلا أن النجوم تتآمر ضدهما، وتبدأ القصة عندما يلتقي روميو بالجميلة المُتنكرة جوليت أثناء حضوره إلى حفلة مقامة في بيتها مع أصدقائه، وسرعان ما يقعا في الحب ويُكللان مشاعرهما برغبة قويّة بالزواج، إلا أن عائلتي الشابين تتورطان في نزاع وترفضان الزواج، فيحاول راهب أن يزوجهما سرًا على أمل أن ينهي الخلاف، لكن روميو يضطر لمواجهة تيبالت ابن عم جولييت والذي يدعوه للقتال ويتحداه، ليرفض روميو ذلك، وبالمقابل يقبل صديقه المقرب ميركوتيو التحدي، إلا أنه يُهزم ويُقتل، وعندها يَقتل روميو تيبالت ويُنفى إلى مانتوفا، ثم يُجِبر والد جولييت ابنته على الزواج من الكونت باريس، وهنا يحاول الراهب بالتعاون معها أن يُجنبها الزواج ويُنقذ حبهما الصادق فيمنحها جرعة من الدواء تُظهرها كأنها ميتة، ثم يُرسل راهبةً إلى روميو لتخبره عن الخطة حتى يكون عند قبر عائلتها ويأخذها عندما تستيقظ، لكن يحدث خطأ يُخرب المُخطط إذ يتم إخبار روميو أنها ماتت وهي في قبرها، فيُقدم على قتل نفسه حتى يلحق بها، وعندما تستيقظ جولييت وترى جثته تُصدم وتُنهي حياتها لاحقةً بحبيبها لتختم خلاف العائلتين وتحسمه بوفاة العشيقين بهذه الطريقة المأساويّة.^[٩]

أشهر أقوال شكسبير

هناك عدّة مقولات مشهورة لشكسبير، منها:^[١٠]

• الأحمق يظن أنه حكيم، لكن الحكيم يعرف أنه أحمق.
• لا تخافوا من العظمة، البعض يولد عظماء، والبعض الآخر حقق العظمة، والبعض الآخر تكتنفه العظمة.
• لساني سيخبرني بغضب قلبي وإلا سينكسر قلبي إذا كتمه.
• لا يوجد شيء جيد أو سيئ، لكن التفكير يجعله كذلك.
• أكون أو لا أكون.
• لا تضيع حبك على شخص لا يقدره.
• الكلمات سهلة مثل الريح، من الصعب العثور على أصدقاء مخلصين.
• فضائي لا حدود له مثل البحر، حبي عميق، كلما أعطيتك أكثر كلما حصلت على المزيد؛ لأن كلاهما لا حصر له.

وفاة شكسبير

كتب شكسبير آخر مسرحياته والتي سميت (القربان النبيلان) بمساعدة جون فليتشر، وكان يُعاني من تدهور صحته، ثم توفي بشكل مُفاجئ بتاريخ 23-4-1616 عن عمر يُناهز 52 عامًا، ومن ثم توفي صهره في الأسبوع التالي لوفاته، مما قد أشار إلى احتماليّة وجود مرض معدي أصابهما.^[٣]