صمويل مورس مخترع التلغراف

من هو مخترع التلغراف؟

هو صمويل مورس، رسام، ومخترع أمريكي من القرن التاسع عشر الميلادي، عُرف من خلال اختراعه التلغراف.

هو صمويل فينلي بريز مورس، فنان أمريكي مشهور، درس الفنون في بريطانيا، وعمل في بداية حياته كرسام بورتريه متجول، وتميز أسلوبه الفني بإنشاء شكل خاص بالرسم التاريخي، والذي يركز على الأحداث المهمة، والحياة السياسية لبلده، وقد ساهم في إنشاء الأكاديمية الوطنية للتصميم، كما كان له العديد من الآراء، والأفكار، والنشاطات السياسية التي كانت في كثير من الأحيان مثيرة للجدل، اشتهر في ثلاثينات القرن التاسع عشر نتيجةً لاختراعه التلغراف الكهرومغناطيسي.^[١]

مولد صمويل مورس ونشأته

ولد صمويل مورس في تاريخ 27-4-1791م، بمدينة تشارلز تاون في ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية، والدته هي إليزابيث آن فينلي بريز، أما والده فهو جديديا مورس، الذي كان قسًا وجغرافيًا معروفًا في القرن الثامن عشر الميلادي؛ إذ قام بإصدار ونشر الأطالس، والنصوص المدرسية، وأدلة السفر، التحق مورس بأكاديمية فيليبس في أندوفر عندما كان عمره 8 سنوات لتعلم اللغات، والعلوم، والدين، وقد اكتشف موهبته في الفن، وشغفه فيه عندما كان لا يزال في عمر11 سنة فقط، إذ بدأ بصناعة المنمنمات الصغيرة.^[٢]

ثقافة صمويل مورس وتعليمه

التحق صمويل مورس بكلية ييل في نيوهافن بكونيتيكت، وهناك أبدى اهتمامًا كبيرًا في الكيمياء، والكهرباء، فكان يحضر العديد من المحاضرات التي تتحدث عن هذا الموضوع، وبعد تخرجه من كلية ييل عام 1810م، ظل حلمه بأن يصبح رسامًا مسيطرًا عليه، فانتقل إلى إنجلترا، وذلك في عام 1811م لدراسة الفن مع الرسام الأمريكي واشنطن ألستون، والتي بقي فيها حتى عام 1815م، قبل أن يعود إلى وطنه أمريكا، إذ عمل لفترة من الزمن في رسم البورتريه، وقد رسم العديد من اللوحات الفنية لبعض الشخصيات المعروفة، والتي أكسبته شهرةً كبيرة كرسام أمريكي بارع، ثم أصبح فيما بعد مدرسًا للفن في جامعة نيويورك وذلك في عام 1832م.^[٣]

اختراع التلغراف

أدى اختراع التلغراف إلى ثورة كبيرة في مجال الاتصالات في منتصف القرن التاسع عشر؛ إذ ساعد اختراعه على نقل الرسائل والبرقيات لمسافاتٍ طويلة، وبسرعةٍ عالية، وقد ساهم التطور الحاصل في مجال الكهرباء، والمغناطيسية إلى فتح الطريق أمام اختراع التلغراف، وقد مر التلغراف بالعديد من المراحل المختلفة قبل أن يصل إلى شكله النهائي، إذ كان هناك العديد من العلماء الأوروبيين الذين قاموا بإجراء الأبحاث في هذا المجال، إلا أن صمويل مورس كان صاحب الفضل في تصنيع التلغراف الكهرومغناطيسي، وقد بدأت هذه الفكرة تتبلور في ذهنه بعد لقائه مع العالم الأمريكي تشارلز جاكسون في عام 1832م أثناء عودته إلى الولايات المتحدة من أوروبا، والذي وصف لمورس بعض من الخصائص الكهرومغناطييسة، وشرح له إمكانية انتقال الإشارات الكهربائية من خلال سلك معدني، عندها ترك الرسم وبدأ يصب كامل تركيزه على دراسة هذا الموضوع.

واستطاع أن يضع رسمًا أوليًا لجهاز التلغراف، إلا أنّ المشكلة الأساسية التي واجهته، وكانت سببًا في فشل من سبقه من العلماء هي كيفية نقل المعلومات لمسافاتٍ طويلة دون حدوث أيّ خسارة في الطاقة، ولكنه استطاع حل هذه المشكلة بمساعدة البروفيسور ليونارد جيل، الذي أضاف إلى تصميم مورس استخدام البطاريات ذات عشرين خلية متصلة، وحسّن من المغناطيس الكهربائي عن طريق زيادة حلقات الأسلاك حوله، وهذا مكنه من إرسال الإشارات بنجاح لمسافة قد تصل إلى عشرات الأميال، وقد حصل مورس على براءة اختراع التلغراف في عام 1840م، كما طور مورس كود خاص به يتكون من مجموعة من النقاط والشرطات (dot-dash)، تمثل كل حرف من حروف اللغة الإنجليزية، ويتم من خلاله تشفير الرسائل، وفك تشفيرها بواسطة أشخاص مختصين بذلك.^[٤][٥]

وفاة صمويل مورس

توفي صمويل مورس بتاريخ 2-4-1872م، في مدينة نيويورك عن عمرٍ يناهز 80 عامًا، ودُفن في مقبرة جرين وود في بروكلين بمدينة نيويورك، وقد تبرع مورس قبل وفاته بمبالغ مالية كبيرة للجمعيات الخيرية.^[٦]