من هو مؤلف كتاب شرح شذور الذهب؟

هو ابن هشام الأنصاري، المفسر، والمحدث، والفقيه، والأديب، وأحد أئمة اللغة والنحو العربي البارزين في القرن الثامن الهجري في عهد المماليك.


وهو عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري المصري الخزرجي، الملقب بجمال الدين، أما كنيته فهي أبو محمد، الشيخ، والإمام، والعلامة، تميز ولمع نجمه في عدة علوم، منها: النحو، والفقه، والأدب، والتفسير، واللغة، وفاق بعلمه من عاصره من علماء، فقد كان ابن هشام يتمتع بالذكاء الشديد، والذاكرة القوية، إلا أنّ تفوقه قد برز أكثر في مجال علم النحو، مما أكسبه مكانة علمية مرموقة، إذ يُعد من أشهر علماء مصر في هذا العلم، مما دفع ابن خلدون إلى أن يقارنه بسيبويه، وله العديد من المصنفات والكتب في مجال الدراسات اللغوية، والنحوية، والتي ما زالت حتى الآن مرجعًا أساسيًا للباحثين في النحو.[١][٢]


مولد ابن هشام الأنصاري ونشأته

ولد ابن هشام في مدينة القاهرة في شهر ذي القعدة، من عام 708 هجري، الموافق 1309م، وقد نشأ في القاهرة في كنف أسرة متواضعة، في عهد الملك المملوكي الناصر، وقد درس ابن هشام الأنصاري معظم العلوم في مدارس القاهرة، وتتلمذ على أيدي شيوخها الكبار، مثل: عبد اللطيف بن المرحل، وابن السراج، والتاج التبريزي، والتاج الفاكهاني، وأبي حيان.[٣]


مسيرة ابن هشام الأنصاري العلمية والعملية

بدأ ابن هشام تلقي العلم منذ أن كان طفلًا صغيرًا عن طريق الحلقات الدراسية التي كانت تُعقد في المساجد، إذ تعلّم القرآن الكريم، والحديث، والنحو، واللغة، والأدب، والشعر، فقرأ القرآن الكريم على يد الشيخ شمس الدين ابن السراج، ثم درس الحديث على يد الشيخ بدر الدين بن جماعة، وقد بلغ تمكنه منه أن أصبح محدثًا عن شيخه في الشاطبية، وتتلمذ على يده عدد كبير من طلاب العلم، كما درس النحو على يد الشيخ الفاكهاني.


وقد عمل ابن هشام أيضًا كمدرس لعلوم اللغة العربية في مصر، ومكة المكرمة، كما كان ابن هشام في بداية حياته شافعي المذهب، وقد أهله ذلك للعمل كمدرس لعلم التفسير في القبة المنصورية بالقاهرة، إلا أنّه انتقل إلى فقه أحمد بن حنبل، وذلك قبل وفاته بخمس سنوات، فأصبح حنبلي المذهب، وحفظ مختصر الخرقي في 4 أشهر، فنال بذلك منصب معلم بالمدرسة الحنبلية في القاهرة، كما أنه زار مكة المكرمة في عام 749 هجريًا، وقد ألف خلال هذه الفترة كتابه "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب"، ولكن هذا الكتاب ضاع منه أثناء رحلة عودته إلى مصر، ثم زار مكة مرةً أخرى في عام 756 هجريًا، إذ أعاد تأليف كتابه الذي أضاعه، وقد تميز ابن هشام وبرع في علم النحو، فقد دأب على دراسة جميع كتب النحويين الذين أتوا قبله، واتبع لذلك منهجًا يقوم على الدقة، والبحث، والمناقشة، والاستنباط.[٤][٥]


مؤلفات ابن هشام الأنصاري

ألف ابن هشام العديد من المؤلفات، منها ما يأتي:[٦]

  • الجامع الصغير في النحو.
  • الإعراب عن قواعد الإعراب.
  • الألغاز النحوية.
  • قطر الندى وبل الصدى وشرحه.
  • أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك.
  • مغني اللبيب عن كتب الأعاريب.
  • تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد.


كتاب شرح شذور الذهب

بعد أن انتهى ابن هشام من تأليف كتابه "شذور الذهب في معرفة كلام العرب" وجد أنه بحاجة لكشف غوامضه، وإكمال فوائده، لذا قام بتأليف كتابه "شرح شذور الذهب"، والذي يقوم فيه بشرح كتابه الأول باستخدام أسلوب قائم على التحليل، والتحقيق، والإيضاح، والتفصيل، وقد اتبع ابن هشام في هذا الكتاب منهجًا خاصًا به، فقد جعل القرآن الكريم المصدر الأول والأساسي في بناء القواعد النحوية، إذ ذكر فيه أكثر من 650 آية، كما استشهد بالأحاديث النبوية، مخالفًا بذلك بعض النحويين الذين لم يجيزوا الاستشهاد بالحديث النبوي، بالإضافة إلى ذلك فهو لم يلتزم في هذا الكتاب بمدرسة نحوية واحدة، فقد كان يأخذ بجميع الآراء التي يراها قوية الدليل، وذلك رغم ميله للمذهب البصري بشكلٍ عام، ويمتاز هذا الكتاب بأنه يُعد نهجًا جديدًا في الدراسات النحوية؛ فقد عمل فيه على تضييق دائرة أقسام النحو، وإيصال المعلومة بشكلٍ واضح وبسيط، كما عمد ابن هشام إلى أن يختم كل مسألة يذكرها في كتابه بآية قرآنية.[٧]


وفاة ابن هشام الأنصاري

توفي ابن هشام الأنصاري في ليلة الجمعة الخامس من ذي القعدة من عام 761 هجريًا، الموافق 1360م عن عمرٍ يناهز 53 عامًا، وقد دُفن بعد صلاة الجمعة في مقابر الصوفية، خارج باب النصر بالقاهرة.[٨]

المراجع

  1. إميل يعقوب، ابن هشام الأنصاري&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwjr3JquyKrgAhXKmLQKHZsoArgQ6AEILTAB#v=onepage&q=ولد ابن هشام الأنصاري&f=true شرح قطر الندى وبلّ الصدى، صفحة 5-7. بتصرّف.
  2. اكحل آمال، AMEL.pdf جهود ابن هشام الأنصاري في النحو، صفحة 6. بتصرّف.
  3. فخر الدين محمد الحسن الجزولي، المعرف بأل وإنّ وأخواتها والاستثناء والبدل، صفحة 8-9. بتصرّف.
  4. عبد القادر شكيمة، جهود ابن هشام الأنصاري في التفسير، صفحة 23-24. بتصرّف.