السليك بن السلكة

شاعر عربي جاهلي من صعاليك العرب في عصر ما قبل الإسلام.


السليك بن عمير بن يثربي بن سنان السعدي التميمي، والسلكة هي أمه، ولهذا ينادى بالسليك ابن السلكة، ويلقّب بالرئبال، وهو شاعر جاهلي، وعدّاء، من أكثر من يعرف الأرض ومسالكها، وهو عداء اشتهر بسرعته، وكان إن لم يستطع أن يغير على اليمن يغير على ربيعة، وقد توفي مقتولًا، ويُرجح أن قاتله هو أسد بن مدرك الخثعمي، وآخرون يقولون إنه قتلَ على يد يزيد بن رويم الذهلي الشيباني، وللسليك ابن السلكة أخبار ووقائع كثيرة، وله قصائد شعر عديدة.[١][٢]


حياة السليك بن السلكة ونشأته

لا يُعرف التاريخ الدقيق لمولد الشاعر السليك ابن السلكة، ولكنه عاش في القرن السادس الميلادي، ينتمي إلى قبيلة تميم العدنانية المضرية التي كانت تقطن بلاد نجد وهجر واليمامة، اشتهر بمعرفته الواسعة بالأرض ومسالكها ومعالمها،[٣] وهو من صعاليك العرب وعدائيهم، عاش حياة بائسة بسبب الفقر والعنصرية التي كان يتعرض لها بسبب لون بشرته الداكن وشكله غير الوسيم، فكان كثيرًا ما يتعرض للسخرية والاستهزاء مما أثر على حياته لاحقًا وجعل منه رجلًا خارجًا عن القانون يغير على القبائل العربية، ولكنه اتسم بالكثير من الصفات الحميدة، فكان رجلًا شجاعًا كريمًا مغوارًا يخوض المعارك ولا يخاف شيئًا، وكان يتسم بالكثير من العزيمة والقوة والإرادة.[٤]


ومع أنه كان يغير على قبائل العرب إلا أنه كان مخلصًا لقبيلته ومتعصبًا لها، وإنما كان يغير على أحياء اليمن والقبائل العربية الأخرى، ولقب بالرئبال أي الأسد، ولا يصنف السليك بن سلكة بأنه من الصعاليك الذين يثورون على المجتمع وإنما كان هدفه الأساسي أن يعيش لا أكثر، وكان يحب الحروب ويشارك بالمعارك، وكتب الكثير من القصائد الشعرية حول الحروب،[٣] وتُروى الكثير من الأخبار والروايات حول مقتل السليك، ولكن لم يتمكن المؤرخون من معرفة أي رواية هي الصحيحة من بينهم، ولكن من المؤكد أن السليك بن سلكة قد مات مقتولًا.[٤]


مختارات من قصائد السليك بن السلكة

اتسم شعر السليك بن سلكة بألفاظ معينة تميزه عن غيره من الأشعار، وكانت ألفاظه في بعض الأحيان خشنة وفظة،[٣] وفيما يأتي بعض الأبيات من شعره:[٢]


قصيدة ألا عتبت علي فصارمتني

أَلا عَتَبَت عَلَيَّ فَصارَمَتني

وَأَعجَبَها ذَوو اللِّمَمِ الطِوالِ


فَإِنّي يا اِبنَةَ الأَقوامِ أُربي

عَلى فِعلِ الوَضيِّ مِنَ الرِجالِ


فَلا تَصِلي بِصُعلوكٍ نَؤومٍ

إِذا أَمسى يُعَدُّ مِنَ العيَالِ


وَلَكِن كُلُّ صُعلوكٍ ضَروبٍ

بِنَصلِ السَيفِ هاماتِ الرِجالِ


أَشابَ الرَأسَ أَنّي كُلَّ يَومٍ

أَرى لي خَالَةً وَسطَ الرِجالِ


يَشُقُّ عَلَيَّ أَن يَلقَينَ ضَيماً

وَيَعجِزُ عَن تَخَلُّصِهِنَّ مالي


قصيدة وعاشية راحت بطاناً ذعُرتها

وَعاشيَةٍ راحَت بِطاناً ذَعَرتُها

بِسَوطِ قَتيلٍ وَسطُها يَتَسَيَّفُ


كَأَنَّ عَلَيهِ لَونَ بُردٍ مُحَبَّرٍ

إِذا ما أَتاهُ صارِمٌ يَتَلَهَّفُ


فَباتَ لَهُ أَهلٌ خَلاءٌ فِناؤُهُم

وَمَرَّت بِهِم طَيرٌ فَلَم يَتَعَيَّفوا


وَباتوا يَظُنُّونَ الظُنونَ وَصُحبَتي

إِذا ما عَلَوا نَشزاً أَهَلّوا وَأَوجَفوا


وَما نِلتُها حَتّى تَصَعلَكتُ حِقبَةً

وَكِدتُ لأَِسبابِ المَنيَّةِ أُعرَفُ


وَحَتّى رَأَيتُ الجُوعَ بِالصَيفِ ضَرَّني

إِذا قُمتُ تَغشاني ظِلالٌ فَأُسدِفُ



قصيدة بكى صُرد لما رأى الحي أعرضت

بَكى صُردٌ لَمّا رَأى الحَيَّ أَعرَضَت

مَهامِهُ رَملٍ دونَهُم وَسُهوبُ


وُخَوَّفَهُ رَيبِ الزَمانِ وَفَقرُهُ

بِلادَ عَدُوٍّ حاضِرٍ وَجَدوبُ


وَنَأيٌ بَعيدٌ عَن بِلادِ مُقاعِسٍ

وَإِنَّ مَخاريقَ الأُمورِ تُريبُ


فَقُلتُ لَهُ لا تُبكِ عَينَكَ إِنَّها

قَضيَّةٌ ما يُقضى لَها فَتَنوبُ


سَيَكفيكَ فَقدَ الحَيِّ لَحمُ مَغَرَّضٌ

وَماءُ قُدورٍ في الجِفانِ مَشوبُ


أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ لَونانِ لَونُهُ

وَطَورانِ بِشرٌ مَرَّةً وَكَذوبُ


فَما خَيرُ مَن لا يَرتَجي خَيرَ أَوبَةٍ

وَيَخشى عَلَيهِ مِريَةٌ وَحُروبُ


للتعرف على شعراء آخرين من العصر الجاهلي يمكن الاطلاع على: من هو دريد بن الصمة؟، ومن هو الشاعر المهلهل؟.


المراجع

  1. "السليك بن السلكة"، موسوعة الأدب العربي، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "معلومات عن السليك بن السلكة"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت شفيقة جاسم نصيف العبيدي، "السليك بن السلكة ودوره في تاريخ العرب قبل الإسلام"، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد 2، المجلد 47، صفحة 1-2-3-4. بتصرّف.
  4. ^ أ ب غير معروف، ديوان السليك بن السلكة، صفحة 11-12-13. بتصرّف.