من اخترع الدبابة؟

من اخترع الدبابة؟

هو لانسلوت الدين دي مول مهندس، ومخترع، وعريف في الجيش من رواد القرن العشرين.

وهو لانسلوت ويليام فريدريك دي مول، المُهندس الأسترالي الذي خدم في الجيش وحاز رتبة عريف، والذي تعود له فكرة وتصاميم دبابات الجيش الأولى، والتي اخترعت فيما بعد من قبل البريطانيين بسبب سوء الإدارة وتجاهله؛ إذ سعى بجد لتقديم تصاميمه الناجحة إلى لجنة الحرب، فقوبل بالرفض مرارًا وتكرارًا، ولم يتوقف عن العمل وتطوير نماذجه فعلى الرغم من معاناته ومشاكله الصحية، إلا أنه حارب وتجند في الجيش ليوصل أفكاره وتصاميمه، ويُحاول تنفيذها على أرض الواقع قبل أن يُعترف به لاحقًا.^[١][٢]

ولد لانسلوت الدين دي مول

وُلد لانسلوت في مدينة أديلايد في تاريخ 13-3-1880م، وكان والده ويليام فريدريك دي مول يعمل مساحًا ومهندسًا معماريًا، أما والدته تدعى إميلي ني مولدين، وقد انتقلت العائلة إلى مدينة فيكتوريا بينما كان عمر لانسلوت 7 أعوام.^[١][٣]

تعليم لانسلوت الدين دي مول

التحق لانسلوت بمدرسة ملبورن في كنيسة إنجلترا النحوية، وبقي فيها حتى عام 1891م، ثم انتقل إلى مدرسة بيرويك النحوية وأصبح رسامًا، وعمل في مشاريع التعدين، والمسح، والهندسة مع والده، وقبل قيام الحرب العالمية الأولى عمل في مشاريع التعدين، والمسح، والهندسة في عدة دول، وقدّم العديد من الاختراعات زُعم أنه كان من بينها هاتف آلي لكن رفضت إدارة البريد الأسترالية اختباره.^[١][٣]

تصميم أول دبابة حربية

استوحى لانسلوت فكرة تصميم مركبة مُجنزة أثناء قيامه بأعمال المسح في مناطق أستراليا الغربية في عام 1911م، فقدم رسومات تخطيطية لتصميمه إلى مكتب الحرب البريطاني، ووصفها بأنها سيارة مُجنزرة مصنوعة من صفيحة فولاذية وهيكلها مطلي باللون الأخضر الكاكي الداكن على جانبه الأيسر، أما عن مبدأ عملها فيمكن توجيهها إلى اليمين أو اليسار أثناء مضيها قدمًا عبر تغيير الاتجاه الذي وُضعت سكة ​​السلسلة عليه، وذلك بشد الأجزاء الأمامية إلى جانب أو آخر أو توجيهها عند التقدم للخلف بالضغط على العربة الأقرب للطرف الخلفي للخزان إلى جانب واحد بواسطة الترس اللولبي، أو المكبس الهيدروليكي الذي يُديره عامل التوجيه، الأمر الذي يرمي جسم السيارة إلى اليمين أو اليسار حسب الاتجاه المطلوب، وأثناء تقدم السيارة توضع روابط السلسلة على يمين أو يسار الخط الذي سارت عليه فيتشكل مُنحنى يُغير الاتجاه أثناء تقدمها، كما أن السطح العلوي للنموذج مفتوح تمامًا؛ للسماح بظهور آلية التوجيه الداخلية، ولكن رُفض تصميمه حينها فقدّم تصميمات مُحسنة عنه وعرض خدماته كجندي عام 1915م، لكن قوبل بالرفض بسبب عدم وجود نموذج عملي مصنوع لعمله ومعاناته من مشاكل صحية، فأعاد تقديم التصاميم عند إعادة تعيين مجلس الاختراعات الأسترالي ولم يحظَ بفرصته، فقرر في محاولات يائسة عمل نموذج ونقله إلى إنجلترا، ولكن لم يمتلك المال الكافي أو الصحة القوية فحاول الالتحاق بالجيش وفشل في البداية لكنه تجنّد في عام 1917م وأبحر إلى إنجلترا مع الكتيبة العاشرة.

وحصل لاحقًا على إجازة عمل من معسكر ساتون فيني، واتجه إلى مدينة لندن، وهناك تمكن من العمل في غرفة في قسم اختراعات الذخيرة، إذ أرسل تصاميمه إلى لجنة من الخبراء، ولكنها لم تسمح بمشاركته وظهوره، وأُرسل التصميم إلى لجنة ثانية فاستدعوا دي مول من معسكر ساتون فيني ليُبرز قدرات اختراع، وانتظر طويلًا، لكن حدثت له عقبات كثيرة فتوجه إلى لندن ليجد نموذجه في قبو في إحدى الدوائر الحكومية ومراسلاته في حفرة، ولم يصل اللجنة الثانية، وعاد إلى المعسكر بسبب الهجوم الألماني، إذ أرسل للقتال في فرنسا، وحارب في فيلير بريتونو، وميريس، وميترين، وبقي في فرنسا حتى بعد الهدنة.

وبعد الحرب لم يحظَ باهتمام أو يُعترف بأن له أي تأثير على تصميمات الدبابات البريطانية، إذ إنه خلال عامي 1915-1916 صممت بالفعل دبابات بريطانية لم يكن لها أي صلة بعمل وتصاميم لانسلوت التي كانت أفضل وذات كفاءة أعلى بإفادة اللجنة الملكية للتعويضات والتي قيمتها لاحقًا مقابل تصاميم لانسلوت، وكان من بين مُصمميها الرائد ويلسون، فحصل لانسلوت على مكافئة نقدية بدل أتعابه، وعُين عريفًا فخريًا ثم عين في عام 1920م في البنك المركزي المصري، ولاحقَا قدم تحليل نقدي لتصميمه من حيث حجمه ووزنه وتوجيهه وقوته بشكل واقعي في تاريخ 15-8-1924م، كما حصل مُتحف الحرب البريطاني على نماذجه الذي وضعه في نصب الحرب التذكاري.^[١][٢][٤]

وفاة لانسلوت الدين دي مول

توفي لانسلوت الدين دي مول في مدينة نيو ساوث ويلز إثر معاناته الطويلة مع المرض في تاريخ 6-5-1950 م، وكان يبلغ من العمر 70 عامًا.^[٢]