من هما الأخوان رايت؟

من هما الأخوان رايت؟

هما مُخترعان بارزان في مجال الطيران، وهم من رواد القرنين التاسع عشر والعشرين.

وهما ويلبر وأروفيل ميلتون رايت، مُخترعان من أمريكا، قدّما العديد من الإنجازات الهامة في مجال الطيران، فقاما بأول رحلة طيران يُمكن التحكم بها وتعمل بالطاقة في بلدة كيتي هوك، كما بَنَيا أول طائرة عملية خاصة بهما، وتغلبا فيها على مشاكل التحكم الجانبي، وأقاما تجربة طيران ناجحة كان لها تأثير كبير ساهم في تقدّم الطيران الحديث، بالإضافة إلى بروزهما في مجالات أخرى، كصناعة الطباعات والدراجات الهوائية وغيرها.^[١][٢]

مولد الأخوان رايت

وُلد ويلبر في مزرعة بالقرب من مدينة ميلفيل في ولاية إنديانيا التي تقع في الولايات المتحدة في تاريخ 16-4-1867م، بينما وُلد شقيقه أورفيل رايت في مدينة دايتون في أوهايو في تاريخ 19-8-1871م، أي إنهما ليسا شقيقين توأمين فويلبر هو الأكبر بينهما، وكان والدهما ميلتون رايت يشغل منصب أسقف لكنيسة الإخوة المتحدون في المسيح، بينما كانت والدتهما تدعى سوزان كاثرين كورنر رايت، وبعد ولادة ويلبر انتقلت الأسرة إلى مدينة دايتون في أوهايو حيث عمل والده ميلتون كمحرر في صحيفة تابعة للكنيسة، وهناك وُلد أورفيل وشقيقته كاثرين من بعده، وتردد مع أسرته بشكل كبير إلى مدينة سيدار رابيدز في ولاية أيوا بسبب عمل والده المسؤول عن رعايا كنيسة الإخوة، ومن بعدها انتقلوا إلى مزرعة قريبة من ريتشموند في ولاية إنديانا، وفي النهاية عادوا جميعًا إلى مدينة دايتون في أوهايو.^[٢][٣]

ثقافة الأخوان رايت

حصل الأخوان رايت وباقي أشقائهم على تعليمهم من المدارس العامة في دايتون، ونشؤوا وترعروا في بيتهم الدافئ المليء بالتحفيز والتشجيع كما أوضح أورفيل، فكان الجميع يُشجع الأطفال على متابعة طموحاتهم وتطوير اهتماماتهم الفكرية في سبيل إطفاء شعلة الفضول التي يتأثرون بها، وفي نفس الوقت تحلى الشقيقان بشخصية مميزة شبيهة بشخصية والدهما ميلتون، وبرعا كطالبين متفوقين في الدراسة، وكانا مُفكران مُستقلين يثقان بمواهبهما وقدراتهما ثقة عمياء، ويُثابران بصبر وتصميم ويتحملان الشدائد وخيبة الأمل للوصول إلى الهدف، ويمتلكان من الحكمة والإيمان ما لا يُمكن زعزعته، فدعمت صفاتهما المميزة نجاحهما جنبًا إلى جنب مع الموهبة الفنية الفريدة من نوعها.

وقد برز الأخوان كمخترعين عظيمين على الرغم من أنهما لم يحصلا على شهادة الثانوية ولم يلتحقا بالكلية للحصول على تعليم جامعي، لكن ذلك لم يُثبط عزيمتهما أو يقف أمام نجاحهما، فقد تعرّض ويلبر لحادث خلال قيامه باللعب والتزلج على الجليد مما منعه من الدخول لكلية ييل، وأثناء فترة تعافيه أصيبت والدته بمرض السل، فأمضى الوقت برفقتها وبالمطالعة والتثقف الذاتي من مكتبة والده، كما انفصل والدهما ميلتون عن الكنيسة، وكان عام 1889م بمثابة نقطة تحول برزت في اختراعات ومواهب الأخوين بدءًا من الطابعات ثم ابتكار الدراجات وانتهاءً بتجارب الطيران.^[٢][٤]

أبرز مساهمات الأخوان رايت

قدّم الأخوين رايت العديد من المساهمات والاختراعات المميزة في المجلات الآتية:

مجال الطابعات والدراجات

بعد أن تعافى ويلبر انضم إلى شقيقه أورفيل في مجال الطباعة، فأتقن الأخوين عملية الطباعة بحرفية ومهارة وشرعا في بناء المطابع الخاصة بهم عام 1889م، كما ساهما في نشر صحيفتين محليتين لفترة قصيرة، كما نشرا صحيفة أخرى حملت اسم (The Tattler) للجالية الأمريكية إفريقية الأصل، والتي حررها الشاعر بول لورانس دنبار زميل أورفيل في الدراسة الثانوية، ومن بعدها تحوّلت ميولاتهم إلى تجارة الدراجات في عام 1892، وذلك بعد أن بدأوا ببيعها وإصلاحها، ليصمما دراجات جديدة مُحسّنة في عام 1896م، وذلك بإضافة بعض التغيرات المبتكرة على التصاميم والمعدات الأصلية، ومن بين هذه الإضافات: مكابح كوستر التي لا تزال تُستخدم حتى عصرنا اليوم، و محور العجلة وغيره.^[٤][٣]

مجال الطيران

بدأ شغف الأخوين في الطيران بعد أن أحضر لهما والدهما ميلتون لعبة طائرة الهليكوبتر، ليزداد اهتمام ابنيه بالطيران، خاصةً بعد قراءتهما لروايات رائد الطيران الشراعي الألماني أوتو ليلينثال، والذي كان مُلهمهما، فاطلعا على الكتب المحلية وقدما اقتراحات لمؤسسة سميسونيان للحصول على كتب أكثر في هذا المجال، وأرسلا رسائل إلى أوكتاف تشانوت المهندس المدني الرائد في مجال الطيران، فغدا صديقًا مقربًا لهما في الفترة من عام 1900-1905م، وخلال تجارب الأخوين ومن اطلاعهما أدركا أن العامل الذي منع الطيارين الآخرين من التحليق بنجاح هو افتقار الطيار للتحكم والتوازن في المركبة بمجرد تحليقها جوًا، بينما مشاكل الدفع وتحديد شكل الجناح يُمكن حلّها، ومن هنا أوجد ويلبر حلًا لمشكلة التحكم الجانبي مع ظهور مفهوم تواء الجناح، وهو نظام تحكم أي دفة يعمل على لف الأجنحة باتجاهين متعاكسين مما يزيد من ضغط الهواء على أحد الأجنحة وبالمقابل يُقلله في الجانب الآخر فيؤدي ذلك إلى رفع أحد الأجنحة وخفض الآخر.

اختبر ويلبر نظام التحكم على طائرة ورقية صممها في يوليو من عام 1899، ومن ثم انتقل الأخوين للخطوة الأهم وهي تصميم طائرة بحجم كامل تحمل أشخاصًا على متنها عام 1900م، وكان لمركبتهما مجموعتين من الأجنحة فوق بعضها، وهيكل يسمح بالتفاف الجناح، بالإضافة إلى احتوائها على مصعد أمام الأجنحة؛ للتحكم في ميل وزاوية الطائرة، واختار لهم مكتب الطقس الأمريكي موقع مثالي لاختبارها وهو قرية كيتي هواك التي تهب عليها الرياح على الضفاف الخارجية لولاية نورث كارولينا؛ لتوفير أفضل ظروف للتجربة كالكثبان الرملية الوفيرة والرياح إضافةً للتخفيف من الهبوط، وأقلعت الطائرة عام 1903 وقادها أورفيل كطيار، فحلّقت مدّة 12 ثانية وقطعت مسافة تقارب 37 متر، ومن بعدها تناوب الأخوين على التحليق برحلات ثلاث متتالية في نفس الصباح، وكانت الرحلة الأطول لويلبر الذي حلق فيها لمدّة 59 ثانية قطع خلالها مسافة 260 مترًا.

ومن هنا كانت طائرة رايت أول طائرة تعمل بالطاقة، وقد حلقت في الهواء مع إمكانية التحكم بها من قبل الطيار الذي يقودها، وقد عُلقت هذه الطائرة في مدينة واشنطن داخل المتحف الوطني للطيران، ولم يتوقف الأخوين عند هذا النجاح فواصلا التجارب وصمما الطائرة الثانية التي عملت بالطاقة، والتي حلقت في حقل هوفمان براري الذي يقع شرق مدينة دايتون في أوهايو، وعلى الرغم من بطء التقدم لعدم وجود رياح كالتجربة السابقة إلى أن الطائرة حلقت مدّة دقيقة و36 ثانية في تاريخ 20-12-1904م على شكل دائري ضمن أول رحلة من هذا النوع، وقطعت خلالها مسافة 1244 مترًا، وفي نفس الوقت عانى الأخوين من مشكلة عدم الاستقرار على الرغم من التعديلات التي أجرياها على الطائرة، وفي النهاية تم حل المشكلة في عام 1905 باختراع الأخوين أول طائرة عملية في العالم يُمكن تشغيلها وإيقافها وتدويرها في شكل ثمانية، وقامت بسلسلة من الرحلات الجويّة في حقل هوفمان براري والتي فاق عددها 40 رحلة تجاوزت مدّة الطيران فيها نصف ساعة، فغيرت بدورها العالم بعد التغلّب على المشكلات الفنية التي أعاقت الطيران الميكانيكي في القرون السابقة.^[٢][٤][٥]

أشهر أقوال الأخوان رايت

من أشهر أقوال الأخوين رايت ما يأتي:

أورفيل رايت^[٦]

• إذا عملنا جميعًا على افتراض أن ما يتم قبوله على أنه حقيقي صحيح حقًا، فلن يكون هناك سوى أمل ضئيل في التقدّم.
• تعلم سر الرحلة من طائر كان أشبه بتعلم سر السحر من ساحر.
• بهجة الطيران شديدة للغاية، والمتعة فيه أكبر من أن يتم إهمالها كرياضة.

ويلبر رايت^[٧]

• الرغبة في الطيران هي فكرة نقلها إلينا أسلافنا الذين نظروا بحسد إلى الطيور التي تحلق بحرية في الفضاء على الطريق السريع اللامتناهي في الهواء.
• أكثر من أي شيء آخر، فإن الإحساس بالطيران هو إحساس بالسلام التام الممزوج بالإثارة التي توتر كل عصب إلى أقصى حد، إذا كان بإمكانك تصور مثل هذا المزيج.
• إن أفضل عوائد العمل المستثمر، تأتي دائمًا من السعي وراء المزيد من المعرفة بدلاً من المزيد من القوة.

وفاة الأخوان رايت

توفي ويلبر رايت في مدينة دايتون في أوهايو في تاريخ 30-5-1912م، بسبب إصابته بحمى التيفوئيد وكان يبلغ من العمر 45 عامًا، بينما شقيقه أورفيل رايت فقد توفي في نفس المدينة في تاريخ 30-1-1948م، إثر إصابته بنوبة قلبية وكان يبلغ من العمر 77 عامًا.^[٢][٣]