من هو أمبادوقليس؟

أمبادوقليس

فيلسوف يوناني، ورجل دولة، وشاعر، وعالم فيزيولوجيا، ومعلم ديني، نسب له اختراع نظرية العناصر الأربعة.

ولد أمبادوقليس في مدينة أكراغاس، صقلية في عام 490 قبل الميلاد، وتوفي في عام 430 قبل الميلاد في بيلوبونيز في اليونان، ويعد أحد أشهر فلاسفة عصره، وله فلسفة وجودية خاصة وأفكار علمية أسست للعلوم والمعارف الحالية، وصفه أرسطو بأنه مخترع علم البلاغة، وقال جالينوس عنه إنه مؤسس الطب الإيطالي، أما كشاعر لم يبقَ من شعره سوى 400 سطر من قصيدته “في الطبيعة” Peri Physeōs، وما يقارب 100 بيت من قصيدة “التطهير” Katharmoi،^[١] ويُنسب له الفضل في اختراع نظرية العناصر الأربعة التي تعتقد بأن أي مادة في الكون تتألف من أربعة عناصر، هي التراب، والهواء، والماء، والنار، وتعد هذه النظرية من أوائل نظريات الجسيمات في الفيزياء،^[٢] أما عن وفاته فتقول الأسطورة إنه مات منتحرًا من خلال رمي نفسه في بركان نشط في جبل إتنا،^[٣] وتقول روايات أخرى إنه انتقل إلى جزيرة بيلوبونيز في جنوب اليونان وتوفي هناك لسبب غير معروف.^[٤]

حياة أمبادوقليس المبكرة وتعليمه

إن تفاصيل حياة أمبادوقليس ليست كثيرة بسبب الحقبة الزمنية البعيدة التي عاش فيها، ولكن من المعروف أن أمبادوقليس ولد في جزيرة صقلية التي كانت آنذاك جزءًا من اليونان القديمة، ونشأ أمبادوقليس في أسرة ثرية ومعروفة ولها مكانة اجتماعية، وكان والده الذي يدعى ميتون بطلًا أولمبيًا، وتلقى أمبادوقليس تعليمه المبكر على يد العلماء الفيثاغوريين الذي علموه الحساب والأرقام، ولكن من غير المحتمل أنه كان قد التقى بالعالم فيثاغورس؛ لأن الوثائق تشير إلى أنه فيثاغورس توفي قبل عدة سنوات من ولادة أمبادوقليس،^[٤] كما درس أمبادوقليس الفلسفة ولكن لم يُعرف أين ومع من مِن الأستاذة، ولكن يُقال إنه كان تلميذًا للفيلسوف بارمينيدس.^[٢]

أمبادوقليس كسياسي ورجل دولة

كان أمبادوقليس ينتهج الفكر الديمقراطي، وقيل إنه حاكم رجلين مسؤولين في الدولة بسبب سلوكهما المتغطرس والفوقي مع الضيوف الأجانب الذين يأتون إلى البلاد، وكان يعتقد أن هذا السلوك دليل على وجود نزعة استبدادية لديهما، وكان من المساهمين في التأسيس لحكم ديمقراطي في بلاده، وساعد على إسقاط الأوليغارشية أو ما يعرف بحكم الأقلية، وساهم في تفكيك منظمة سياسية أرستقراطية غامضة، واستخدم في عمله السياسي كناشط مهارته في الخطابة، وألقى خطبًا عن أهمية المساواة في المجتمع.^[٢]

فلسفة أمبادوقليس

طوّر أمبادوقليس فلسفة الخاصة عن الوجود من خلال الدمج بين فلسفتين متعارضتين للفيسلوفين بارمنيدس وهيراكليتوس، وكان يعتقد أن الوجود النهائي هو عبارة عن كائن دائم لا يتغيّر، وكان يعتقد بأن الحقيقة المطلقة هي عبارة عن مزيج من العناصر الأربعة الموجودة دائمًا في الكون؛ التراب، والهواء، والماء، والنار، كما أنه فسّر التغييرات والتنوع الذي طرأ على الكون بأنه مزج وفصل بين العناصر الأربعة، أي أن كل عنصر منهم يحافظ على طبيعته الخاصة دون أن يتغير، ولكن المزج بين هذه العناصر يؤدي إلى التنوع في الكون، واقترح أن الحب هو الذي يدمج العناصر مع بعضها وأن الكره يفصل بينها.^[٣]

أفكار أمبادوقليس العلمية

فيما يأتي بعض أفكار وإنجازات أمبادوقليس العلمية:^[٤]

• نظرية العناصر الأربعة من أشهر نظريات وإنجازات أمبادوقليس العلمية، وقد أثبت على مر الزمن قوة نظريته هذه بعد أن نشرها أرسطو وأضاف عليها، وبعد ذلك بألفي عام اعتقد البشر أن هذه العناصر الأربعة أساس كل شيء في الكون، حتى أن العلماء اللاحقين أمثال روبرت بويل وأنطوان لافوازييه حاولوا إثبات هذه النظرية بالأدلة العقلانية وبقيت هذه النظرية قوية وصالحة لفترة طويلة من الزمن.
• أسس أمبادوقليس لقانون حفظ الكتلة الذي وضعه العالم أنطوان لافوازييه لاحقًا، والذي ينص على أنه عندما يحدث تفاعل كيميائي فإن كتل المواد المتفاعلة يساوي كتل المواد الناتجة عن التفاعل، فقال أمبادوقليس إنه لا يوجد شيء جديد، فالتغير الوحيد الحاصل في الكون أو المواد المكونة له يحدث بسبب تغير في ترتيب العناصر.
• وصف أمبادوقليس عبر قصيدته “على الطبيعة” أشكال غريبة ووحشية لكائنات اعتقد أنها كانت موجودة على الأرض قديمًا، واعتقد أنها تطورت بمرور الزمن تاركةً خلفها المخلوقات الموجودة اليوم، وهذا الاعتقاد هو أول اقتراح علمي لقانون الانتقاء الطبيعي، الذي يقترح أن الأنواع الموجودة تتطور بمرور الوقت لتنتج أنواعًا أخرى.
• أدرك أمبادوقليس أن للهواء وزنًا قبل أن يتم إثبات ذلك علميًا.
• اعتقد أمبادوقليس أن الضوء ينتقل في الكون بسرعة محددة، ومع أنه لم يمتلك في ذلك الوقت أي دليل علمي وتجريبي على ذلك، ولكن تفكيره العميق قاده لهذا الاستنتاج.^[٥]
• قال أمبادوقليس إن ضوء الشمس يصل إلى الفضاء أولًا ومن ثم يصل إلى الأرض وعين الإنسان.^[٥]