من هو أميديو أفوجادرو؟

من هو أميديو أفوجادرو؟

هو عالم فيزياء ورياضيات من رواد القرن الثامن عشر الميلادي.

وهو لورنزو رومانو أميديو كارلو أفوجادرو، المُلقب بكونت دي كواريجنا إي سيريتو، وهو عالم فيزيائي رياضي إيطالي الأصل، ويُعد أحد مؤسسي النظرية الجزيئية الحديثة، وتوحيد الأوزان الذرية، على الرغم من أنه لم يحظَ بهذه المكانة إلى بعد مرور 50 عامًا على وفاته، ليتم تسمية النظرية باسمه، إضافةً للثابت الفيزيائي المسمى أفوغادرو الذي أصبح أساسًا في العلوم الفيزيائية.^[١][٢]

مولد أميديو أفوجادرو

وُلِد أميديو أفوغادرو في مدينة تورين بييدمونت في مملكة سردينيا، في تاريخ 9-8-1776م، وكان والده الكونت فيليبو أفوجادرو محاميًا وزعيمًا حكوميًا في منطقة بيدمونت شمال إيطاليا، فأخذ ابنه أميديو لقب الكونت من بعده بعد أن درس القانون وعمل محاميًا كنسيًا.^[١][٣]

ثقافة أميديو أفوجادرو وتعليمه

درس أفوجادرو القانون، وتخرج عام 1792م، لكنه لم يمارس مهنة القانون إلا بعد حصوله على الدكتوراه في القانون الكنسي بعد مرور 4 سنوات، ثم عمل سكرتيرًا لمحافظة إريدانو عام 1801 م، ولكنه اتجه بعدها لدراسة الرياضيات والفيزياء، وعمل أبحاثًا مبكرة على الكهرباء، وأصبح عضوًا مناظرًا في أكاديمية العلوم في تورين في عام 1804م، وبعد عامين عُيّن في منصب معيد في كلية الأكاديمية، وبعد مرور 3 سنوات عُيّن أستاذًا للفلسفة الطبيعية في الكلية الملكية في فرشيلي، واستمر في العمل هناك حتى عام 1820 م، وتزوج خلال هذه المدة في عام 1815م من فيليسيتا مازي من بييلا، وأنجب منها 6 أطفال، ومُنح كرسي الفيزياء الرياضية في جامعة تورينو في عام 1820م، والتي أغلقت بعدها بسبب الاضطرابات المدنية في بيدمونتو ليخسر أفوغادرو منصبه عام 1822م، لكنه عاد إليه في عام 1834م، وبعدها شغل منصب رئيس قسم الكيمياء الفيزيائية في جامعة تورين خلال ما تبقى من مسيرته المهنية. ^[٢][٣]

أبرز مساهمات أميديو أفوجادرو العلمية

قدّم أفوغادرو العديد من المساهمات العلمية، أبرزها الآتية:

قانون أفوغادرو للغازات

تنص فرضية أفوجادرو التي طرحها في عام 1811م على أن الكميات المتساوية من الغازات عند نفس درجة الحرارة والضغط تحتوي على أعداد متساوية من الجزيئات، والتي اتبعت أن الأوزان الجزيئية النسبية لأي غازين هي نفس نسبة كثافة الغازين تحت نفس ظروف درجة الحرارة والضغط، ومن هنا استنتج أفوجادرو أيضًا أن الغازات البسيطة لم تتكون من ذرات منفردة، وإنما هي جزيئات مركبة من ذرتين أو أكثر، والتي وصل إليها خلال دراسته لتركيب بخار الماء فوجد أن جزيئين اثنين ثنائيَّي الذرة من الهيدروجني هما اللذان يتحدان مع جزيء واحد ثنائي الذرة من الأكسجين، وعلى الرغم من عدم تقبل الفرضية حينها بسبب تعارضها مع نظريات العلماء المعاصرين له في ذلك الوقت، مثل جون دالتون ويونس جاكوب برزيليوس، إذ لم يفسر عالم آخر قبل أفوغادرو أن هذه الغازات تتكون من ذرتين من العنصر نفسه تتحدان معًا لتكوين جزيء ثنائي الذرة، وأن الجزيئات هي التي تقبل الانقسام وليس الذرات، وبالتالي فالنظرية لا تتعارض مع نظرية دالتون حول عدم قابلية انقسام الذرة، خاصةً بعد أن أشار جاي لوساك إلى أن درجة الحرارة عندما كانت أعلى من 100 درجة مئوية كان حجم بخار الماء ضعف حجم الأكسجين المستخدم في تكوينه، ليُفسر أفوغادرو ذلك على أن جزيء الأكسجين انقسم إلى ذرتين أثناء تكوين بخار الماء، وبعد مرور 50 عامًا تمكن العالم الإيطالي ستانيسلاو كانيزارو من إحياء نظرية أفوغادرو، بالرغم من أن فكرتها حول الجزيئات وردت بالفعل لكن بصورة مستقلة لدى العالم الفيزيائي أندرو أمبير ولم تحظَ بالاهتمام أيضًا حينها.^[٤][٣]

ثابت أفوغادرو

رغم أن جزيئات أفوغادرو الأولية الغازية كانت في الغالب ثنائية الذرة، إلا أنه عمل على دراسة جزيئات الماء، لكنه كان متيقنًا بحقيقة وجود جزيئات أولية أحادية الذرة، وثلاثية الذرات، ورباعية الذرات، وقدم في عام 1811م الصيغة الجزيئية الصحيحة للمياه، ولأول أكسيد الكربون، وللأمونيا، وللنيتريك، ولأكاسيد النيتروجين، ولكلوريد الهيدروجين، ثم أعاد وصفها لاحقًا لثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وكبريتيد الهيدروجين، وثاني كبريتيد الكربون، كما طبّق فرضيته على المعادن، فحدد الأوزان الذرية لما يعادل 17 عنصرًا معدنيًا مُعتمدًا على تحليلات مركبات معينة كونت بواسطتها، فأصبحت القيمة الفيزيائية الثابتة لأي عدد من الجزيئات في جزيء جرام، أو مول لأي مادة تُعرف بعدد أفوغادور، والتي تعادل 6.02214076 × 10 ^23.[٢][٥]

وفاة أميديو أفوجادرو

توفي أفوغادرة في مدينة تورينو في إيطاليا، وذلك في تاريخ 9-7-1856 م، وكان يبلغ من العمر 79 سنة.^[٢]