امرؤ القيس

هو شاعر عربي ومن أشهر شعراء العصر الجاهلي، وهو مؤلف إحدى المعلقات السبع.


هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر، ينتمي إلى قبيلة كندة اليمنية التي سكنت غرب حضرموت في اليمن قبل الإسلام،[١] ويُقال إن اسمه هو حُندُج بن حُجر، وامرؤ القيس هو اسم شهرته، أما لقبه فهو الملك الضليل،[٢] وعلى الرغم من عدم دقة المعلومات التي تشير إلى تاريخ ميلاد امرؤ القيس ووفاته إلا أن بعض المصادر تقول إنه ولد في عام 497 ميلاديًا، وتوفي في عام 545 ميلاديًا،[٣] ولامرئ القيس ما لا يقل عن ثلاثة دواوين شعر، و68 قصيدة.[٤]


نشأة امرؤ القيس وحياته

نشأ امرؤ القيس في بيت ملك، وعاش حياة الملوك والترف واللهو، وأظهر منذ طفولته ذكاءً بالغًا وبانَت بلاغته اللغوية وقدرته الاستثنائية على كتابة الشعر، وكتب الكثير من القصائد التي تعبر عن عواطفه ومشاعره وطموحاته، ولأن شعره انصب على وصف النساء بشكل مبالغ به طرده والده من المنزل، فصار يجوب أحياء العرب مع أصدقائه الشبان الذين رافقهم من قبائل أخرى، فكانوا يصيدون ليأكلوا، وعاشوا حياة مليئة باللهو والغناء وشرب الخمر.[١]


بقي امرؤ القيس على حاله هذا حتى جاءه نبأ وفاة والده الذي قُتلَ على يد بني أسد، وهنا قال جملته الشهيرة "ضيّعني أبي صغيرًا، وحمّلني دمه كبيرًا، لا صحو اليوم، ولا سكر غدًا، اليوم خمر، وغدًا أمر"، وبعد ذلك تغيّر حال امرؤ القيس ونوى الثأر لأبيه، واستعان لذلك بقبائل عربية أمثال قبيلتي بكر وتَغْلِب، وبالفعل أعانوه على الأخذ بثأر أبيه، فلم يهنأ له بال حتى قتل الكثير منهم، ومع ذلك لم يهدأ وقرر شن حرب ضروس معهم فأمضى حياته ومات وفكرة الثأر لأبيه في باله.[١]


قصة ثأر امرؤ القيس ووفاته

بعد أن عزم امرؤ القيس على قتل أكبر عدد ممكن من رجال قبيلة بني أسد ليثأر لأبيه، حاولت القبيلة التفاوض معه للتوصل إلى صلح، وبهذه الأثناء قدمَ إليه وفد من بني أسد وعرضوا عليه ثلاثة خيارات، إما أن يختار رجلًا من أشرف بيوت قبيلة بني أسد ويقتله، أو يقبل بالفداء الذي سيقدمونه له هم، أو أن يتفقوا على هدنة لعدة أشهر حتى تضع النساء الحوامل أبناءهن ويعدون الأسلحة والعتاد ويتهيؤون للقتال، ورفض امرؤ القيس الخيارين الأولين، وقبل بالثالث لأن لا شيء يعادل دم والده بالنسبة له.[٥]


وخلال فترة تأهب امرؤ القيس للقتال مع بني أسد واجهه خطر أكبر، وهو قدوم المنذر ملك الحيرة وهو العدو اللدود لقبيلة كندة، فقرر الاستيلاء على عرش الحيرة الذي أخذه منه الحارث الكندي وطرده خارجها، وقرار المنذر في غزو المنطقة لاستعادة العرش قد أثر سلبًا على ثأر امرؤ القيس، لأن القبائل التي كانت تستعد لنصرته أصبحت الآن أمام تهديد جديد، وبالتالي ستوجه طاقتها وأسلحتها وعتادها تجاه المنذر القادم لاحتلال المنطقة واستعادتها عنوةً، وهنا حاول امرؤ القيس اللجوء إلى حلول أخرى، وجاب الأرض بحثًا عن قبائل أخرى تُعينه على الثأر لأبيه، فوصل إلى السموأل، وهو شاعر عربي، أقام عنده لفترة من الزمن لحين يساعده بالوصول إلى قيصر الروم، فكان امرؤ القيس على استعداد للتعاون مع دول أجنبية معادية للعرب في سبيل الثأر لأبيه.[٥]


وبعد ذلك اتجه امرؤ القيس إلى بلاد الروم بصحبة عمرو بن قميئة الذي كان أحد خدم أبيه وهو من بني قيس بن ثعلبة، ووصل إلى بلاد الروم بعد رحلة مضنية، واستقبله ملك الروم وأكرمه وجمعتهما علاقة طيبة وقوية، ومدّه بجيش قوي، ولكن كان قد لحق بامرئ القيس رجل يدعى الطّماح، وهو من بني أسد جاء ليتجسس عليه ويعرف نواياه وامرؤ القيس كان قد قتل أخاه في السابق، وتمكن بعض الحساد والجواسيس من الإيقاع بين امرؤ القيس والملك، من خلال تشويه سمعة امرؤ القيس، وقالوا إنه كان يراسل ابنة الملك وكتب فيها شعرًا فاضحًا يشهّر بسمعتها، ولهذا قرر الملك الانتقام من امرؤ القيس فأرسل له عباءة منسوجة من الذهب ولكنها مسمومة، وما أن وضعها امرؤ القيس على كتفيه حتى دخل السم من مسامات جسده وقتله.[٥]


للتعرف على المزيد من شعراء العصر الجاهلي يرجى الاطلاع على: الأعشى، ومن هو الشاعر المهلهل؟.






المراجع

  1. ^ أ ب ت إبراهيم شمس الدين، القيس&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwi82KPA07vhAhWKr6QKHd6ZBck4PBDoAQgnMAA#v=onepage&q&f=false أشعار الشعراء الستة الجاهليين اختيارات من الشعر الجاهلي، صفحة 3. بتصرّف.
  2. محمد رضا مروّة، القيس&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwj1ydb4nLThAhV8AmMBHbpnCNgQ6AEIKDAA#v=onepage&q=امرؤ القيس&f=false امرؤ القيس الملك الضليل، صفحة 17. بتصرّف.
  3. "امرؤ القيس"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2022. بتصرّف.
  4. "Imruʾ al-Qays", britannica, Retrieved 6/9/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت محمد رضا مروّة، القيس&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwj1ydb4nLThAhV8AmMBHbpnCNgQ6AEIKDAA#v=onepage&q=امرؤ القيس&f=false امرؤ القيس الملك الضليل، صفحة 25-32. بتصرّف.