من هو روبرت بويل؟
هو فيلسوف، ومُخترع، وعالم فيزيائي وكيميائي من رواد القرن السابع عشر.
وهو روبرت وليام بويل، عالم فيزيائي وكيميائي إيرلندي، ويُعد من العلامات البارزين المساهمين في الثورة العلمية في القرن السابع عشر، كما أنه من الفلاسفة الداعين للفلسفة الميكانيكية التي عملت على تفسير الظواهر الطبيعية من حيث المادة والحركة، ويعده العديد من المؤرخين أب الكيمياء الحديثة، فضلًا عن مساهماته العلمية الغزيرة في مختلف مجالات الطب، والفيزياء، وعلوم الأرض، والفلسفة، والتاريخ وغيره.[١]
مولد روبرت بويل ونشأته
وُلِد روبرت في مدينة ليسمور في إيرلندا في تاريخ 25-1-1627 م، وكان ينتمي لأسرة عريقة وثرية واسعة النفوذ، وهو الابن الرابع عشر وقبل الأخير بين إخوته، فقد والدته التي توفيت بعد أن أتم 3 سنوات من عمره، ورأى والده لآخر مرة قبل أن يبدأ جولته القاريّة برفقة شقيقه فرانسيس عندما كان عمره 12 عامًا.[٢]
ثقافة روبرت بويل وعلمه
أُرسل روبرت برفقة شقيقه للدراسة في كلية إيتون في إنجلترا عام 1635م، وكانت مدرسة عصرية لأبناء الشخصيات الهامة، وكان له شعبية واسعة بين زملائه، ولكن بعد تقاعد مدير المدرسة وتعيين مدير جديد خرج منها ليتلقى دروسًا خاصة على يد أحد قساوسة والده، وعندما وصل سن 12 عامًا سافر برفقة شقيقه فرانسيس في جولة أوروبية مع معلمهما إسحاق ماركومبس من دييب إلى باريس، ثم إلى ليون، ومنها إلى جنيف التي درس فيها اللغات الفرنسية واللاتينية والإيطالية، والدين والبلاغة، ومن ثم سافر إلى البندقية، ومن بعدها إلى فلورنسا التي تأثر فيها بوفاة غاليليو، فدرس وتعمّق في أعماله وغدا من أكبر مؤيدي فلسفته.
وبدأ بدراسة الرياضيات والميكانيكا، وخلال تلك المرحلة من حياته تعرض والده لمشاكل ونزعات سياسية ومادية، فعاد شقيقه فرانسيس إلى الديار بينما بقي روبرت مع معلمه في جينيف، وتوفي والده قبل أن يتمكن من العودة إلى إنجلترا، وعاد إليها بصعوبة بينما كانت البلاد تمر بحرب أهلية، وعاش مع شقيقته كاثرين وزوجها قبل العودة لقصر ستالبريدج الذي تركه والده مع المزيد من الممتلكات، وهناك بدأ مسيرته الأدبية في كتابة المسالك الأخلاقية والتعبدية، والتي استخدم فيها أساليب خطابية وأدبًا رومانسيًّا وخطابات مستخلصة من الأدب الشعبي الفرنسي، وخاض بعض التجارب العلمية وأصبح على اتصال وثيق بمجموعة من الفلاسفة الطبيعيين، والمصلحين الاجتماعيين المجتمعين حول دائرة هارتليب، والتي ضمت العديد من الكيميائيين الذين زادوا اهتمام بويل بالكيمياء التجريبية.[٣]
فلسفة التجربة لدى بويل
يُعد بويل من أوائل الفلاسفة الذين طوروا فلسفة التجربة وما يُعرف بالفلسفة الميكانيكية، التي استمدت من فرانسيس بيكون، فكان لفلسفة التجربة لبويل وزميله هوك تأثير كبير على تطور الفلسفة الطبيعية في أواخر القرن السابع عشر، إذ كان تخصص الفلسفة الطبيعية قبلها يُعد علمًا تأمليًا أكثر من كونه عمليًا تلعب فيه التجارب دورًا مركزيًا، على خلاف فلسفة بويل التي ينص مبدأها الأول على أن الملاحظة والتجربة لها الأولوية المعرفية على النظرية، أي أن المبادئ والبديهيات في الفلسفة الطبيعية المقبولة لا بد أن تستند لأدلة كافية وتجريبية، ولا تقبل النظرية دون اللجوء إلى الملاحظة والتجربة، وهو سبب كتابة بويل عن العلاقة بين الفلسفة التجريبية والفلسفة التأملية وعن فائدة العقل للفيلسوف التجريبي، ومن جهة أخرى فقد كان لبويل ميول واهتمام خاص بالطب لكنه يرتبط بشدة بالفلسفة الطبيعية لديه، وقدم العديد من المشاريع التي اشترك فيها مع العديد من الأطباء، منها: مذكرات للتاريخ الطبيعي لدم الإنسان، ونظرية تقترح التفسير الميكانيكي حول مرض الإنسان الناجم عن الأبخرة المتحركة في الهواء، ومشروع إيجاد دواء لمرض الطاعون وغيره من المساهمات الطبية الأخرى. [٢][٤]
أبرز مساهمات روبرت بويل العلمية
من أبرز مساهمات بويل في مختلف المجالات العلمية ما يأتي:
في مجال الكيمياء
قدّم بويل كتابًا كلاسكيًا اسمه الكيميائي المُتشكك قدّم من خلاله محاولات جادة لتعريف العناصر الكيميائية والمفاهيم الذريّة مُستخدمًا الحجج والبراهين التجريبية، ونقد فيه النظريات الكيميائية القديمة غير المبرهنة، وأهمها نظرية أرسطو القائمة على العناصر الأربعة، وهي: التراب، والنار، والهواء، والماء، إضافةً لنظرية عهد بارسيلسوس والقائمة على المواد الأولية الثلاث، وهي: الكبريت، والزئبق، والملح، وبالمقابل اقترح بويل افتراضات حول تركيب المادة ووصفها باعتبارها جسيمات دقيقة وأن التركيب الكيميائي لها يُمثل عناصر لا يُمكن اختزالها كيميائيًا، ووضع أربعة نصوص لفرضياته، وهي:[٥]
- إن المادة السائدة التي تتكون منها الأجزاء المكونة للكون تُقسم لجسيمات صغيرة ذات أشكال وأحجام مُتفاوتة وتتحرك باتجاهات مُختلفة.
- استحالة انفصال الجسيمات الدقيقة التي تترابط في كتل أو تجمعات دقيقة لترجع إلى الجزيئات الدقيقة التي تألفت منها قبل أن تتكتل.
- إن المواد المُختلفة الناتجة عن تكتلات الجسيمات والتي تتكون منها تُسمى العناصر أو جواهر العناصر.
وتحدث بويل في كتابه الفحص المجهري عن التحليل الكيميائي، وعملية تقطير وإذابة الزئبق في الأحماض وترشيحه وطحنه إلى مسحوق، واستعادته بصورة سائل فلزي لامع، وقدم تصورًا لأصغر وحدة يُمكن قياسها فيزيائيًا للمادة وهي الكتل الدقيقة في كتابه الانبعاثات.[٦]
قانون بويل
عمل بويل بمساعدة روبرت هوك على اختراع مضخة هوائية لدراسة الهواء المضغوط، وقاما بسلسلة من التجارب على الهواء الجوي، وأثمرت نتائج تجاربهم عن اكتشاف الخصائص الفيزيائية للهواء، والتي تشمل دوره في عملية الاحتراق والتنفس ونقل الصوت، وتوصل إلى ما عرف لاحقًا بقانون بويل الشهير الذي يُعبّر عن العلاقة العكسية بين ضغط الغاز وحجمه، وذلك من خلال قياس حجم كمية ثابتة من الهواء المضغوط بأوزان مُختلفة من عنصر الزئبق.[١][٢]
أشهر أقوال روبرت بويل
من أشهر أقوال روبرت ما يأتي:[٧]
- حتى عندما لا نجد ما نسعى إليه نجد شيئًا يستحق البحث عنه مثل ما فاتنا.
- نظرًا لأن أفضل رؤية للشمس عند شروقها وغروبها، فإن تصرفات الرجال الأصلية تظهر بشكل أوضح عندما يكونون أطفالًا وعندما يحتضرون.
- إن نيتي أن أنجب فهمًا جيدًا بين الكيميائيين والفلاسفة الميكانيكيين الذين لم يكونوا حتى الآن على دراية بتعلم بعضهم البعض.[٨]
وفاة روبرت بويل
توفي روبرت في مدينة لندن في إنجلترا في تاريخ 31-12-1691 م وكان يبلغ من العمر 64 عامًا.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت Lawrence M. Principe, "Robert Boyle", britannica, Retrieved 2-6-2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Robert Boyle", plato.stanford, 4-11-2014, Retrieved 2-6-2021. Edited.
- ↑ by J J O'Connor and E F Robertson, "Robert Boyle", mathshistory.st-andrews.ac, Retrieved 2-6-2021. Edited.
- ↑ "Robert Boyle (1627—1691)", iep.utm, Retrieved 6-6-2021. Edited.
- ↑ آرثر جرينبرج، فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد، صفحة 152-153-157. بتصرّف.
- ↑ آرثر جرينبرج، فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد، صفحة 158. بتصرّف.
- ↑ "Robert Boyle Quotes", azquotes, Retrieved 6-6-2021. Edited.
- ↑ " Robert Boyle Quotes", .goodreads, Retrieved 6-6-2021. Edited.