من هو علي بن رضوان؟

هو طبيب، وفيلسوف، وعالم فلك مسلم في القرن الخامس الهجري.


هو أبو الحسن علي بن رضوان بن علي بن جعفر، كان طبيبًا ماهرًا، ومن كبار علماء الفلك، والفلسفة في الدولة الإسلامية، ومؤلفًا غزير الإنتاج؛ إذ ترك ما يقارب المئة مؤلف، ما بين كتاب، ورسالة، ومقالة، وشرح، وقد كان كثير الرد على الأطباء المعاصرين له، وعلى من سبقه، مثل؛ أبي بكر الرازي، وأبي الفرج بن الطيب وغيرهم، وقد تعلم ابن رضوان الطب بدون معلم، واكتفى بتعليم نفسه بنفسه من خلال دراسة الكتب الطبية، كما تسلم منصب رئاسة أطباء مصر، وهو في سن 32 من عمره، في زمن الحاكم بأمر الله الفاطمي؛ وذلك بسبب اجتهاده وطموحه الكبيرين.[١]


مولد علي بن رضوان ونشأته

ولد علي بن رضوان في أواخر القرن الرابع الهجري، في مدينة الجيزة بمصر، وكان يُلقب بالمصري، كان والده فقيرًا، ويعمل فرانًا، وقد توفي عندما كان علي طفلًا صغيرًا، مما جعله يغادر إلى مدينة القاهرة، وهناك تعلم علم النجوم، واتخذه كمهنة ينفق منها على نفسه، وعلى دراسته الطب والفلسفة، وقد نشأ ابن رضوان في عهد الدولة الفاطمية، وقد واصل تعليمه دون اللجوء إلى أستاذ، وذلك إلى أن وصل إلى مكانة علمية كبيرة، وومن ثم اكتفى بممارسة الطب، بالإضافة إلى تأليف الكتب، وشرح مؤلفات العديد من العلماء مثل: جالينوس، وأرسطو، وأبقراط.[٢]


إسهامات علي بن رضوان الطبية

من أهم إسهامات علي بن رضوان في مجال الطب هو اهتمامه بالفحص السريري للمريض، إذ اهتم ابن رضوان بمعاينة المريض، والتعرف على طبيعة مرضه من خلال النظر إلى أعضاء المريض، وبشرته، وفحص أعضائه الداخلية والخارجية، وملاحظة طريقة نظره، وكلامه، ومشيته، ومراقبة نبض قلبه، ومزاجه عن طريق طرح الأسئلة على المريض، كما شدد على أنّ من واجبات الطبيب القيام بمعالجة أعدائه بنفس الإخلاص والاستعداد اللذين يبذلهما عند معالجة أحبائه.[٣]


أهم مؤلفات علي بن رضوان

امتاز ابن رضوان بكثرة مؤلفاته في مجال الطب، إذ ذكر ابن أبي أصيبعة أنه كتب ما يقارب المئة مؤلف، وقد ضمت 6 شروح، و9 تعاليق على مؤلفات جالينوس، كما له 7 كتب في ذم ونقد ابن بطلان؛ الذي اشتهر بعداوته الشديدة لابن رضوان، وخلافه معه[٣]، ومن أهم مؤلفات ابن رضوان ما يأتي:[٣][٤]

  • الكتاب النافع في كيفية تعليم صناعة الطب: والذي تحدث فيه عن طرق تعلم الطب، وذكر فيه بعض من أفكاره وأفكار زملائه المتعلقة بالطب اليوناني القديم، وأهميته، وكيفية تطوره، كما ذكر الصفات الواجب توفرها في طالب الطب، وأهم صفات الطبيب الكفؤ.
  • كفاية الطبيب فيما صح لدي من التجارب.
  • دفع مضار الأبدان بأرض مصر: اشتمل على 15 فصلًا، تحدث ابن رضوان فيها عن تأثير المناخ، والبيئة، والطبيعة الجغرافية لمصر على صحة الإنسان، وما يتولد عنها من أمراض، كما ربط بين العوامل البيئية وبعض السمات النفسية المحددة، وقد ترجم ماكس ميرهوف فصلًا من هذا الكتاب عام 1923م.


آراء علي بن رضوان في الطب

امتلك ابن رضوان الكثير من الآراء الشخصية الغريبة، والتي كانت سببًا لتعرضه للانتقاد الشديد من قِبل زملائه، ومن هذه الآراء دفاعه عن الفكرة المتمثلة في قدرة الطالب على تعلم الطب دون الحاجة إلى معلم، وذلك في حالة عدم توفر معلم كفؤ، وقد تبنى هذه الفكرة بناءً على تجربته الشخصية، وقد حدد ابن رضوان بعضًا من الشروط الواجب توفرها في طالب الطب، منها: أن يكون سليم المزاج، وقورًا، صبورًا، نظيفًا، عفيفًا، ومتفرغًا لدراسته، ويحترم معلميه، كما شدد على ضرورة تعلم الطالب بعض العلوم الأساسية قبل البدء في دراسة الطب، منها: علوم الشريعة، والآداب، والأخلاق، والفلسفة، والنجوم، والهندسة، والمنطق، بالإضافة إلى كتب جالينوس، وشرح ابن رضوان في كتبه أهمية التطبيق العملي (التدريب) في الطب جنبًا إلى جنب مع التعليم النظري؛ لما له من تأثير كبير على براعة الطالب، وإتقانه لعمله.[٣][٢]


وفاة علي بن رضوان

اختلف المؤرخون في تاريخ وفاة ابن رضوان، فذكر القفطي أنه توفي عام 460 هجريًا، الموافق 1067 ميلاديًا، أما ابن أبي أصيبعة فحدد وفاته بتاريخ 453 هجريًا، الموافق 1061 ميلاديًا في مصر.[٣]

المراجع

  1. "علي بن رضوان"، موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، 20/2/2018، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبدالناصر كعدان، أحمد سعيد قره دامور، "الطبيب العربي علي بن رضوان المصري"، الجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج خالد عبدالكريم عبدالرزاق، نظرة ابن رضوان المصري في تعلم الطب، صفحة 276. بتصرّف.
  4. "دفع مضار الأبدان بأرض مصر"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2021. بتصرّف.