من هو وليام آرمسترونغ؟

هو عالم ومُهندس ومُخترع، ورجل قانون، وصانع معدّات عسكرية، ورجل أعمال بارز من رواد القرن التاسع عشر.


وهو السير ويليام جورج آرمسترونغ المشهور بلقب البارون أرمسترونج الأول، وهو مهُندس بريطاني وصانع آلات كان في الأصل رجل قانون لكنه تخلى عن مهنته كمحامي، فأصبح واحدًا من أبرز المُخترعين في مجال الآلات الهيدروليكية عالية الضغط، وكان له مساهمة عظيمة في الثورة الصناعية في مجال تصنيع تصاميم البنادق العسكرية، وتحسين الذخائر للجيش البريطاني، بالإضافة لتقديمه للعديد من الأعمال التي جعلته مشهورًا عالميًا، وساهمت في تثبيت مدينته نيوكاسل، وشمال شرق إنجلترا بصورة قوية على خارطة العلوم والهندسة المُتقدمة.[١][٢]


مولد وليام آرمسترونغ

وُلد آرمسترونج في بلدة شيلدفيلد في نيوكاسل أبون تاين، التي تقع في مقاطعة نورثمبرلاند في إنجلترا، وذلك في تاريخ 26-11-1810م، وكان الابن الوحيد لأبويه، وكان والده يعمل تاجرًا للذرة وسياسيًا محليًا، وهو ما دفع ابنه لاتباع نهجه ودراسة القانون لاحقًا.[١][٢]


تعليم وليام آرمسترونغ

ارتاد آرمسترونج مدرسة قواعد بيشوب أوكلاند في كو دورهام بين، لكنه ترك المدرسة تلبية لرغبة والده ليتبع مسار ومهنة القانون، فأخذ يتدرب تحت إشراف المحامي الثري وصديق عائلة آرمسترونج آرمورار دونكين، وكان يعمل بجهد، وغدا محاميًا جيدًا، لكن شغفه الحقيقي كان في الابتكار وصنع الأشياء الميكانيكة والعلمية، فطوّر من نفسه، ولم يبقَ مُجرد مُهندس هاوي يُمارس التجارب دون هدف بل التحق كعضو بارز في مؤسسة العلوم والهندسة، كما نال الزمالة في الجمعية الملكية بينما كان عمره 35 عامًا.


وأصبح شخصية مشهورة في مسقط رأسه في نيوكاسل وأنشأ شركة WG Armstrong & Co، وكان المحامي دونكين الداعم الأول لآرمسترونج وشريكًا له في شركة دونكين ستابل آند آرمسترونجالتي التي أُنشئت في عام 1835م، وفي العام نفسه تزوج من مارغريت رامشو ابنة ويليام راشو المُهندس وعامل البناء الذي كان يزور أعماله بانتظام، وحصل على دعم كبير لتنمية طموحه الهندسي، وشُجع على البحث العلمي أكثر من قبل زوجته مارغريت والمحامي دونكين، لكنه قرر الاستقالة، وترك الشركة، والعمل بالمحاماة، والبدء بأعمال تجارية أخرى، ومن بعدها شرع في اخترعاته، وكرس وقته للبحث والتجارب، وأصبح رجل أعمال بارز وصاحب العديد من المشاريع الناجحة، ومن كبار مُخترعي بريطانيا المتميزين في عصره.[١][٢][٣]


أبرز مساهامات وليام آرمسترونغ

قدّم وليام آرمسترونج العديد من المساهمات في مجال مُختلفة أبرزها الآتية:


مجال الرافعات الهيدروليكية

كانت الهندسة الهيدروليكية هي الشغل الشاغل والاهتمام الأول الذي عُني به آرمسترونج، فحاول في البداية بشكل جاد تصميم محرك دوار في عام 1838م، كما اخترع في عام 1850م مَركبًا هيدروليكيًا بآلية فريدة تقوم على توليد الطاقة على أنابيب المياه أو الخزانات، وتتكون آلته من أسطوانة كبيرة مملوءة بالماء، تحتوي على مكبس قادر على رفع ضغط الماء داخل الأسطوانة وداخل أنابيب الإمداد ما يُقارب 42 كجم لكل سم مربع، مما يُتيح تشغيل الآلات، مثل؛ الرافعات، والأقراص الدوارة، وبوابات الرصيف في أي موقف تقريبًا، كما قدّم بعدها العديد الأجهزة الكهربائية الأخرى التي توفر عدد العمالة في المشاريع، وكان من بينها الرافعة الهيدروليكية، والتي نُصب أولها على رصيف ميناء نيوكاسل، وحظي باهتمام كبير، إذ أسس آرمسترونج شركة أعمال هندسية في جناح إلسويك تاين ووير تُعنى بإنتاج الآلات الهيدروليكية والرافعات والجسور، كما اخترع برج المجمع الهيدروليكي وهو أحد الأعمال الخالدة له، والذي يبلغ ارتفاعه حوالي 300 قدم، ويسيطر على أرصفة جريمسبي.[٣][٢]


مجال البنادق والذخائر والأسلحة

عمل آرمسترونج على الاستفادة من إماكنياته ومهاراته في الاختراع لتحسين المدفعيات الحربية، وبالتالي طوّر مدفعًا ميدانيًا دقيقًا سمي بلودر آرمسترونج، وتقديرًا لمجهوده العظيم كُرم ومُنح لقب فارس في عام 1859م، ثم تحول إلى صانع أسلحة رئيسي للجيش البريطاني، فعمل على تحسين الذخائر للجيش البريطاني من خلال تقليص الحلقات المعدنية على برميل فولاذي داخلي، ولف شريطًا من الحديد المطاوع داخل لولب طويل تم لحمه في البرميل ليتم اعتماد الطريقة الناجحة من بعده من قبل الجيش، كما انتخب كزميل في الجمعية الملكية في عام 1843م، وقدّم براءات اخراعاته العريقة للأمة، ولم يحصل على النقود في المقابل، وكرس جهوده في سبيل خدمة بلاده.[١][٢][٣]


منزل كراجسايد

أنشأ آرمسترونغ منزل كراجسايد (Cragside) برفقة زوجته مارغرت آرمسترونج في مقاطعة نورثمبرلاند، ويُعد هذا المشروع المميز أول منزل في العالم يُضاء بواسطة الطاقة الكهرومائية، كما زُرع في أراضيه 7 ملايين شجرة، وارتاده الكثير من الضيوف، وكان من بين ضيوفه النبلاء شاه بلاد فارس، ورئيس وزراء الصين، والملكة ألكسندرا، وملك سيام، والملك المستقبلي إدوارد السابع، وهو المنزل الذي سكنه آرمستورنج منذ حوالي عام 1875 م، كما أدخل فيه مصابيح القوس التي تعمل بالتوربينات المائية؛ لإضاءة المنزل في عام 1878م، فكان بذلك أول منزل يُضاء بهذه التقنية الحديثة، ثم تحولت الإضاءة إلى مصابيح متوهجة في عام 1880م بمساعدة البريطاني جوزيف سوان من نيوكاسل، والذي اخترع هذه المصابيح، وتجدر الإشارة إلى دور آرمسترونج في ترميم قلعة بامبورغ التي توجد على ساحل نورثمبرلاند، والتي ذاع صيتها وتوصف دومًا بأنها أفضل قلعة في إنجلترا.[٣][٤]


أشهر أقوال وليام آرمسترونغ

اشتهر وليام آرمسترونج بترديده لعبارة: "بغض النظر عن ارتفاعنا في السعي وراء المعرفة، سنظل نرى ارتفاعات فوقنا، وكلما وسعنا نطاق رؤيتنا سنكون أكثر وعياً بالضخامة التي تكمن وراءنا ".[٥]


وفاة وليام آرمسترونغ

توفي وليام آرمسترونج في مدينة كراجسايد في مقاطعة نورثمبرلاند في إنجلترا في تاريخ 27-12-1900م، وكان يبلغ من العمر 90 سنة وخلّف وراءه معدات وآثار عريفة ثروة ضخمة تفوق 1.5 مليون جنيه أسترليني.[١][٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "William George Armstrong, Baron Armstrong", britannica, Retrieved 28-6-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "The Armstrong Effect: The Life & Legacy of Lord Armstrong", blogs.ncl.ac, Retrieved 28-6-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج " Armstrong, William George 1810 - 1900", collection.sciencemuseumgroup, Retrieved 28-6-2021. Edited.
  4. "CRAGSIDE", historicengland, Retrieved 28-6-2021. Edited.
  5. "William George Armstrong Quotes", goodreads, Retrieved 28-6-2021. Edited.