من هو ويليام هارفي؟

هو طبيب إنجليزي، ومكتشف الدورة الدموية الكبرى، ومؤسس علم وظائف الأعضاء، وأحد رواد القرن السابع عشر الميلادي.


وهو ويليام توماس هارفي، طبيب إنجليزي الأصل، يعود له الفضل في اكتشاف الدورة الدموية الكبرى، فقد عمل على تعريف وظيفة القلب الأساسية، وبيّن كيفية دوران الدم في الجسم، وقد اعتبر العلماء والأطباء أن اكتشافه هذا من أعظم الاكتشافات الطبية في ذلك الوقت، حيث ساهم من خلاله في تأسيس علم التشريح، وعلم وظائف الأعضاء، مما ساعد على إحداث ثورة هائلة في دراسة جسم الإنسان، والتي استمرت آثارها حتى عصرنا هذا.[١]


مولد ويليام هارفي ونشأته

ولد ويليام هارفي في تاريخ 1 من شهر نيسان/ أبريل في عام 1578م، في فولكستون- كنت في إنجلترا، وقد نشأ في كنف أسرة مكونة من تسعة أطفال، حيث كان ترتيبه الثاني، ووالده هو توماس هارفي، والذي كان يعمل مزارعًا، أما والدته فهي جوان هارفي.[٢]


مسيرة ويليام هارفي العلمية والعملية

في عام 1588م، بدأ ويليام هارفي بتلقي تعليمه في مدرسة (King's School) الواقعة في منطقة كانتربري في كنت، وبعد إنهائه تعليمه المدرسي، التحق بجامعة كامبريدج لدراسة الآداب والطب، وذلك في الفترة الواقعة ما بين عامي 1593-1599م.


بعد تخرجه، أراد هارفي إكمال مسيرته في دراسة الطب، فانتقل إلى جامعة بادوفا الإيطالية، والتي كانت تعتبر الكلية الأوروبية الرائدة في مجال الطب آنذاك، وفيها درس التشريح على يد الجرّاح الإيطالي المعروف "هيرونيموس فابريسيوس"، والذي ترك تأثيرًا كبيرًا وملموسًا على مسيرة هارفي العلمية.


بعد أن حصل هارفي على درجة الدكتوراه، وذلك في تاريخ 25-4-1602م، عاد إلى موطنه إنجلترا للعمل كطبيب، وقد عين في عام 1607م زميلًا في الكلية الملكية للأطباء في لندن، وبعد ذلك التحق بالعمل كطبيب في مستشفى سانت بارثولوميو، وذلك في الفترة الواقعة ما بين عامي 1609-1643م.


كما تم تعيين هارفي محاضرًا في الجراحة في الكلية الملكية في عام 1615م، وقد استمر في هذا المنصب حتى عام 1656م، ومن جهة أخرى، فقد تم اختيار هارفي في عام 1618م للعمل كطبيب شخصي لملك إنجلترا "جيمس الأول"، وقد احتفظ بهذا اللقب حتى فترة حكم الملك "تشارلز الأول"، والذي كان على علاقة قوية ووثيقة معه.[٣]


الدورة الدموية الكبرى

كان من المتعارف عليه بين الأطباء في ذلك الوقت أن الرئتين هما المسؤولتان عن نقل الدم في جميع أنحاء الجسم، وأن الدم يتم تكوينه بشكلٍ مستمر من الطعام المهضوم، حيث يتم استهلاكه وتبديده في الأنسجة، وأن وظيفة القلب الرئيسية تقتصر فقط على إنتاج الحرارة، إلا أن ويليام هارفي استطاع دحض هذه النظريات جميعها، من خلال تجاربه الكثيرة على الزواحف، والأسماك، والبرمائيات.


كما قد ذكر هارفي جميع النتائج التي توصل إليها في كتابه المعروف باسم "Exercitatio Anatomica de Motu Cordis et Sanguinis in Animalibus"، والذي ألفه في عام 1628م باللغة اللاتينية، ومن ثم تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية بعد مرور عشرين عامًا على تأليفه.


قد أثبتت تجارب هارفي التي أجراها على الحيوانات بأن القلب يضخ الدم إلى الجسم من خلال حركات انقباضية عضلية، وأن كمية الدم التي تخرج منه أكثر من الكمية التي يمكن امتصاصها من قِبل الأنسجة، مما يعني أن الدم لا يتم استهلاكه كما كان معروفًا حينها، كما أثبت بشكلٍ قاطع أن الصمامات الموجودة في الأوردة تسمح بتدفق الدم في اتجاه القلب فقط، أي في اتجاه واحد.


وبالتالي، كانت النتيجة النهائية التي توصّل هارفي إليها تنص على أن الدم يتدفق من القلب من خلال تقلص البطينين معًا بكميات كبيرة، ويدور حول الجسم كله وصولًا إلى الأطراف، ومن ثم يعود عبر الوريد الأجوف إلى الأذين الأيمن، ومن ثم يعيد الكرة مرةً أخرى، حيث تتكرر هذه العملية بشكلٍ مستمر ودائم، وهذا ما يسمى بالدورة الدموية.[٤]


وفاة ويليام هارفي

توفي ويليام هارفي في تاريخ 3 من شهر تموز/ يونيو في عام 1657م في لندن، عن عمرٍ يناهز 79 عامًا، وذلك إثر إصابته بجلطة دماغية.[٣]

المراجع

  1. "William Harvey", websites.umich, Retrieved 13/8/2021. Edited.
  2. Angel Lopez, "William Harvey", embryo, Retrieved 13/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Andrew Gregory, "William Harvey", britannica, Retrieved 13/8/2021. Edited.
  4. Domenico Ribatti, "William Harvey and the discovery of the circulation of the blood", ncbi, Retrieved 13/8/2021. Edited.