من مؤلف رواية زينب؟

هو محمد حسين هيكل، وهو كاتب، وروائي، وصحفي، ومؤرخ، وسياسي كبير، وأحد أعلام القرن العشرين.


وهو محمد حسين عبد السلام هيكل، أديب وروائي مصري، أجمع نقاد الأدب على أنه صاحب أول رواية عربية في الأدب العربي الحديث، وهي روايته "زينب"، كان له دورٌ كبير في النهضة التي شهدتها مصر والدول العربية، والتي شملت جميع مناحي الحياة من علم، وثقافة، وأدب، وغيرها الكثير، وقد تمثلت أبرز مساهماته في هذه النهضة من خلال مشاركته في إقامة صرح الثقافة العربية والإسلامية، والأدبية، والصحفية، والسياسية، كما كانت حياته حافلة ومليئة بالإنجازات على مختلف الأصعدة، فعلى صعيد الأدب كان غزير الإنتاج في مختلف الأنواع الأدبية، وأما على صعيد السياسة فقد تنوعت نشاطاته ما بين تأسيسه لحزب الدستوريين، وتوليه العديد من المناصب الهامة، كمنصب وزير المعارف، ورئاسة مجلس الشيوخ المصري.[١][٢]


مولد محمد حسين هيكل ونشأته

ولد محمد حسين هيكل في عام 1888م، في إحدى القرى المصرية الريفية التابعة لمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية، وقد كان ينتمي لإحدى الأسر الريفية المصرية الأصل، والتي كانت على قدر كبير من الجاه والثراء، وقد ساعد هذا الأمر على توفير الفرص الجيدة له.[٣]


مسيرة محمد حسين هيكل العلمية والعملية

التحق محمد حسين هيكل بكتّاب قريته وهو لا يزال في الخامسة من عمره، فتعلم فيه القراءة، والكتابة، وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وعند بلوغه السابعة انتقل إلى القاهرة، حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الجمالية الابتدائية، والمرحلة الثانوية في المدرسة الخديوية، بعد ذلك ارتاد مدرسة الحقوق المصرية، حيث تخرج منها في عام 1909م، وبعد تخرجه مباشرة سافر إلى باريس بهدف إكمال تعليمه، فنال شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي من جامعة السوربون، وكان ذلك في عام 1912م.


وبمجرد عودة هيكل إلى مصر التحق بالعمل في الصحافة، إلا أنه لم يلبث أن ترك هذا العمل وذلك في عام 1917م، ليعمل بعد ذلك في مجال التدريس الجامعي، وخلال هذه الفترة كان مواظبًا على الكتابة والتأليف، وفي عام 1922م قرر الاستقالة من عمله والتفرغ بشكلٍ كامل للعمل السياسي، حيث قام في عام 1926م بتأسيس حزب الأحرار الدستوريين، وأنشأ كذلك جريدة السياسة والتي ترأس إدارة تحريرها بنفسه، ثم تولى رئاسة الحزب في عام 1943م، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1952م، وذلك بعد أن تم إلغاء الأحزاب جميعها من قِبل مجلس قيادة ثورة يوليو، إلى جانب ذلك فقد تولى هيكل عدة مناصب حكومية رفيعة منها منصب وزير المعارف ثلاث مرات، وفي عام 1945م تولى منصب وزير الشؤون الاجتماعية، كما مثّل مصر خلال التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية، وتولى كذلك رئاسة مجلس الشيوخ لمدة خمس سنوات، كما كان رئيسًا للوفد المصري في الأمم المتحدة لأكثر من مرة.[١][٤]


نشاط محمد حسين هيكل الثقافي والفكري

مر التطور الفكري لهيكل بعدة مراحل مختلفة، حيث كان في بداية حياته شديد الإيمان بالقيم الغربية، والنزعة الفرعونية والتي شهدت تناميًا كبيرًا يعود سببه إلى تغلغل الثقافة الفرنسية والإنجليزية في حياة المصريين، ولعل من أبرز ما يدل على فكره هذا هي مواقفه في المطالبة بتعزيز الهوية المصرية، وإقصائها عن الهوية العربية والإسلامية، وقد عبر عن ذلك في كتابه "ثورة الأدب"، والذي يظهر جليًا فيه نزعته للهوية المصرية المستقلة عن العربية، إلا أنه سرعان ما تخلى عن هذا الفكر، وذلك بعد إخضاعه القيم والسلوكيات الغربية للنقد والفحص، والذي دفعه إلى ذلك معاصرته للحرب العالمية الأولى، والتي كشفت عن الوجه القبيح والمتوحش للحضارة الغربية، والازدواجية الواضحة في قيمها، وأخلاقها، وعاداتها، والكيل بمكيالين فيما يتعلق بالحرية والديمقراطية، بعد ذلك تبنى هيكل اتجاهًا فكريًا مغايرًا تمامًا لما كان عليه، فبدأ بالتشجيع والمطالبة بالعودة إلى التراث الإسلامي والعربي، والدفاع عن الهوية والتراث الإسلامي، ويبدو ذلك واضحًا في مؤلفاته العديدة التي زخرت بها السنوات الأخيرة من حياته.[١]


أبرز مؤلفات محمد حسين هيكل

ألف هيكل العديد من الكتب في مجالات متنوعة مثل القصص، والدراسات، والمقالات، ومن أبرزها ما يأتي:[٣]

  • في أوقات الفراغ.
  • عشرة أيام في السودان.
  • تراجم مصرية وغربية.
  • كتاب مشترك "السياسة المصرية والانقلاب الدستوري".
  • ثورة الأدب.
  • ولدي.
  • حياة محمد.
  • هكذا خلقت.


رواية زينب

صُنفت رواية زينب كأول رواية عربية جمعت المواصفات التقنية والأدبية الشاملة، وقد صدرت هذه الرواية لأول مرة في عام 1914م تحت عنوان "زينب، مناظر وأخلاق ريفية"، وحملت توقيع "بقلم مصري فلاح"، حيث لم يجرؤ هيكل آنذاك على أن يضع اسمه عليها لعدة أسباب منها خشيته من أن تسيء إليه وإلى مهنته كرجل قانون وسياسي معروف في تلك الفترة، إلا أنه وبعد خمسة عشر عامًا أعاد نشرها مرةً أخرى، وكانت هذه المرة موقعة باسمه الكامل.


تدور أحداث الرواية في المجتمع الريفي المصري، حيث تتناول الأوضاع التي يعاني منها الفلاحين البسطاء في ريف مصر في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، ولا سيما المرأة الريفية، فقد سلط هيكل الضوء على الضغوطات الاجتماعية التي كانت تمارس على المرأة آنذاك، وكيف كانت مسلوبة الإرادة والحرية حتى في أبسط حقوقها مثل اختيار الزوج وشريك حياتها، وتسرد الرواية قصة بطلتها زينب، وهي امرأة ريفية بسيطة، أحبت أحد شباب القرية والذي يدعى "إبراهيم"، إلا أنّ هذا الحب لم يكلل بالنجاح، حيث أرغمتها عائلتها بالزواج من شخصٍ آخر، فتصاب زينب بمرض السل، وتقضي معظم أيامها تعاني من أوجاع المرض، وتتجرع آلام الفراق عن حبيبها.[٥]


وفاة محمد حسين هيكل

توفي محمد حسين هيكل في شهر ديسمبر من عام 1956م، عن عمرٍ يناهز 68 عامًا، وبعد حياة حافلة ومملوءة بالإنجازات على المستوى الأدبي، والفكري، والسياسي.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت عزت السيد أحمد، "محمد حسين هيكل"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 4/11/2021. بتصرّف.
  2. أحمد موسى محمد زعرب، اتجاهات المقالة عند محمد حسين هيكل دراسة أدبية تحليلية نقدية، صفحة 21. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مفقودة صالح، رواية زينب لمحمد حسين هيكل بين التأسيس والتسييس، صفحة 2. بتصرّف.
  4. أحمد موسى محمد زعرب، اتجاهات المقالة عند محمد حسين هيكل دراسة أدبية تحليلية نقدية، صفحة 22. بتصرّف.
  5. نادية بروطة (27/6/2017)، "أول رواية عربية صدرت باسم مستعار: "مصري فلاّح" يكتب "زينب" قبل أكثر من مائة عام"، مسك، اطّلع عليه بتاريخ 5/11/2021. بتصرّف.
  6. أحمد موسى محمد زعرب، اتجاهات المقالة عند محمد حسين هيكل دراسة أدبية تحليلية نقدية، صفحة 48. بتصرّف.