من هو ابن جبير؟

هو مؤلف، ورحالة، وجغرافي، وشاعر عربي أندلسي في القرن العاشر.


وهو أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني، ويُعرف بابن جبير الأندلسي، كان كاتبًا ومؤلفًا، ويعمل في خدمة حاكم غرناطة الموحد، لكنه كان زاهدًا وتخلى عن منصبه في سبيل أداء فريضة الحج، ثم انطلق في رحلة استمرت مدة عامين، سردها وذكر فيها أوصافًا لا تنسى على شكل يوميات جُمعت لاحقًا في كتب عدة، ثم أتبعها برحلتين استمرتا عشرين سنة قبل وفاته.[١]


مولد ابن جبير ونشأته

ولد ابن جبير في الأندلس في عام 539 هـ/ 1145 م، واهتم بدراسة القرآن الكريم، والسنة النبوية والفقه الإسلامي، وآثر السفر والترحال في سبيل طلب العلم والمعرفة، ناهيك أن المقصد الرئيسي لرحلته كان أداء فريضة الحج، فزار في طريقه بلاد الشام، وبعض جزر البحر الأبيض، وتكمن أهمية رحلته في وصفه الدقيق لأحوال البلاد التي زارها من حيث المنشآت والمعالم، والمباني، وأحوال البلاد من مختلف النواحي الاجتماعية والدينية، والاقتصادية، والعلمية، وغيرها.[٢]


رحلات ابن جبير

كان ابن جبير يخدم أمير غرناطة الأمير أبي سعيد بن عبد المؤمن، وبينما كان في رفقته في مجلس شرابه منحه الأمير شرابًا لكنه اعتذر عنه مُبررًا بأنه لم يذق الخمر من قبل، فحلف الأمير أن يشرب 7 كؤوس فما كان له إلا أن يذعن ويُنفذ الأمر، فكافأه الأمير بعدها ومنحه 7 كؤوس مليئة بالدنانير بالمقابل، لكنه استخطأ نفسه ونذر الحج تكفيرًا عن ذنبه في شرب النبيذ، وتصدق بالدنانير، ومن هنا بدأ رحلته، فانطلق إلى الأراضي الحجازية من غرناطة عام 578 هـ/ 1183 م، برفقة صديقه طالب العلم والأدب أحمد بن حسان، فعبر البحر إلى مدينة سبتة، ومن ثم أبحروا بسفينة من مدينة جنوة من شاطئ مراكش بمواجهة مضيق جبل طارق وبمحاذاة الأندلس، ليتجهوا شرقًا مرورًا بجزر البليار.


ومن ثم أبحروا باتجاه صقلية، ثم إلى ثغر الإسكندرية التي أسهب في وصفها بدقة، وانتقل منها إلى القاهرة ومصر التي عرفت حينها بالقسطاط، فزار معالمها وأضرحتها ومساجدها، والتقى بعض شيوخها، وصعد إلى قوص في النيل التي يتوقف عندها مركب الحجاج، وتُجمع منهم الزكاة، ويُفتشون، وتفحص أمتعتهم بدقة، وهو نظام الجمارك، ثم ارتحل إلى عيذاب الصحراوية الخالية من النبات لكنها غنية بمكاسب الحجاج وخدمتهم خلال مرورهم بها، ونصح بتجنب الذهاب للحج من طريقها، وإنما أخذ طريق الشام، خاصةً لحجاج الأندلس والمغرب.


وعندما وصل ابن جبير مكة المكرمة من عيذاب خصها بوصف دقيق، وكانت محور رحلته، فوصف أضرحتها ومعالمها الدينية، والمسجد الحرام، والآثار الإسلامية الأخرى، ودور صلاح الدين في إرسال المال والطعام لأمير مكة مكثر الحسني، وبعد إكمال حجته انتقل وعبر الفرات عند مدينة الحلة فوق جسر جديد مُشيّد بشكل خاص للحجاج، ثم اجتاز جسرًا آخر يسمى النيل، وحط في مدينة بغداد، التي قسى في وصفه لأهلها، لكنه مدح قصور الخلفاء وأسرهم، وانتقل بعدها من بغداد إلى الموصل التي أعجب بها، ووصل منها إلى عكا ملتقى التجار والمسلمين، ومن هناك إلى ثغر مسينة في جزيرة صقلية المدينة الجامعة، وكانت رحلة مليئة بالأخطار، واستغرقت شهرين بدل الأسبوعين، وبعدها أقلع من صقلية إلى قرطاجنة في الأندلس، ومنها إلى مسقط رأسه غرناطة بعد غياب استمر سنتين وثلاثة أشهر، أما رحلته الثانية إلى الشرق الإسلامي فكانت عام 1189 م، واستمرت مدة سنتين وبضعة أشهر، ومن بعدها انتقل ابن جبير إلى المغرب وعاش فيها 20 سنة، وسافر في رحلة ثالثة إلى الشرق الإسلامي وكانت عام 1217 م، وقيل أنه رحل هذه الرحلة حزنًا على وفاة زوجته عاتكة، ومنها استقر في الإسكندرية وتوفي بها.[٣][٤][٥]


كتاب رحلة ابن جبير

يُمثل هذا الكتاب وثيقة تاريخية مهمة وعظيمة، تصف في طياتها رحلات ابن جبير الثلاثة بالتفصيل، ويتطرق إلى الأحداث التي شهدها الرحالة، والمدن، والغرائب، والبدائع، بالإضافة لتوضيح الأحوال الاجتماعية والسياسية في كل موقع، ناهيك عن اعتنائه بوصف النواحي الدينية والمساجد، والمارستانات، والمشاهد، والقبور، ومجالس الوعظ، وغيرها في عام 1182 م.[٦]


وفاة ابن جبير

توفي ابن جبير أثناء رحلته الثالثة في مدينة الإسكندرية في مصر، بتاريخ 29-11-1217 م عن عمر يُناهز 72 سنة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب "Ibn Jubayr"، britannica، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2021. Edited.
  2. Isa Mahmoud Alazzam1, The Economic and Social Life in Egypt during the ayubin sultan saladin, Page 1. Edited.
  3. كامل كيلاني، ابن جبير في مصر والحجاز، صفحة 11-12-13-14. بتصرّف.
  4. زكي محمد حسن، الرحَّالة المسلمون في العصور الوسطى، صفحة 63-57-60-61. بتصرّف.
  5. زكي محمد حسن، الرحالة المسلمون في العصور الوسطى، صفحة 62-64-67-66. بتصرّف.
  6. ابن جبير، "كتاب رحلة ابن جبير"، فول بوك، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2021. بتصرّف.