القاسم بن محمد بن أبي بكر
هو فقيه وإمام وراوي حديث، يعد من أعظم علماء عصره في المدينة المنورة.
هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرَّة القرشي التيمي المَدني، ويكنَّى بالفقيه أبي محمد، ويُقال له أبو عبد الرحمن، وهو أحد أهم علماء المسلمين ورواة الحديث والفقهاء في المدينة المنورة، بالإضافة لكونه إمامًا ورعًا عابدًا لله اتسم بالتواضع وسعة العلم والمعرفة، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة،[١] توفي القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عمر ناهز السبعين عامًا، في مكان ما بين المدينة المنورة ومكة حيث كان في رحلة هناك، ويُقال إنه ترك جزءًا كبيرًا من إرثه للفقراء والمساكين.[٢]
نشأة القاسم بن محمد بن أبي بكر وحياته ومماته
ولدَ القاسم بن محمد بن أبي بكر في سنة 30 للهجرة أي ما يوافق عام 650 ميلاديًا،[٣] ومع أن التاريخ غير مؤكد تمامًا إلا أنه من المؤكد أنه ولدَ في فترة خلافة عثمان، وأبوه هو محمد بن أبي بكر الصديق وأمه بنت يزدجرد الثالث؛ آخر ملوك فارس الساسانيين، وعندما كان صغيرًا تم تعيين والده في منصب والٍ على مصر، ولهذا سافر مع والديه إلى مصر، وبعد أن قتل أباه في مصر عندما كان يبلغ من العمر سبع سنوات فحسب عاد إلى المدينة المنورة ليتربى وينشأ عند عمّته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وفي بيتها سمع الأحاديث النبوية الشريفة عنها وعن غيرها من الصحابة والصالحين، ولهذا يعتبر نقله للأحاديث من أفضلها وأكثرها صحةً.[١]
وقبل أن يتوفى القاسم بن محمد بن أبي بكر بعام واحد فقد بصره، ولهذا قرر الذهاب برحلة، إما للحج أو للعمرة، ولكنه عندما وصل إلى مكان قريب منهما مرض مرضًا شديدًا، وأدركَ أنه سيموت قريبًا، ويُقال إنه أوصى ولده أن يكفنه بالثياب التي يرتديها،[٣] ومع ذلك لم يُعرف تاريخ وفاته الدقيق، وتوجد عدة روايات عند ذلك، فقد توفي إما عام 101، أو 102، أو 108، أو 112 للهجرة، ويرجح العلماء سنة 108 للهجرة.[١]
علوم القاسم بن محمد بن أبي بكر وفضله
نشأ القاسم بن محمد أبي بكر في بيت أم المؤمنين وعاشر الصحابة وروى عنهم، ومن أبرزهم أبو هريرة، وعبد الله بن عباس، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير رضيَ الله عنهم أجمعين، وكان ثقة في نقل الحديث لدرجة أنه كان مصدرًا لنقل الأحاديث، فحدَّثَ عنه ابنه عبد الرحمن، ونافع العمري، والشعبي، وسالم بن عبد الله، وابن أبي مليكة، والزهري، وعبيد الله بن أبي الزناد القداح وغيرهم الكثير،[٤] وكان رضي الله عنه ملمًا بالعلوم الدينية جميعها، ويُقال إنه كان أفضل علماء عصره، وكان الجميع يبحثون عنه ليأخذوا من علمه، وبالإضافة إلى معرفته القوية والعميقة في علوم الدين كان شخصيًا حكيمًا قوي الإيمان وحازمًا فيما يخص أمور الدين، وكان كثيرًا ما يزور قبر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.[٥]
أخلاق القاسم بن محمد بن أبي بكر
كان القاسم بن محمد بن أبي بكر قليل الكلام، ورعًا وعابدًا لله عز وجل، ملتزمًا بالنسك والعبادة، وكرّس كل حياته لنقل الأحاديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ودراسة الفقه والأدب،[١] وكان حكيمًا مؤمنًا نبيلًا، بالإضافة لاكتسابه الكثير من الصفات الحسنة والطيبة عن جده أبي بكر رضي الله عنه مثل الكرم والتواضع والجِدّ الحزم في أمور الدين والشريعة وشؤون الناس، وكان لا يهتم بمال الدنيا ومتع الحياة، ومن كرمه أنه كان يهب للفقراء الكثير من ماله، وحتى عندما كان يعاني من ضائقة مالية، كما أنه تنازل عن ميراثه للفقراء.[٥]
للتعرف على فقهاء وأئمة آخرين يمكن الاطلاع على: تعرّف على سيرة حياة عروة بن الزبير، ومن هو الإمام عبدالله بن المبارك؟.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "القاسم بن محمد بن عبد الله أبي بكر الصديق أبي محمد القرشي"، تراجم عبر التاريخ، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2023. بتصرّف.
- ↑ "Qasim ibn Muhammad", eslam, Retrieved 8/2/2023. Edited.
- ^ أ ب "Al Qasim ibn Muhammad – the grandson of Abu Bakr (ra)", muslimvillage, Retrieved 8/2/2023. Edited.
- ↑ "القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب "Al Qasim ibn Muhammad – the grandson of Abu Bakr (ra)", muslimvillage, Retrieved 8/2/2023. Edited.