من هو جرجي زيدان؟

هو أديب، وروائي، ومؤرخ، وصحفي لبناني، ومن أعلام النهضة الأدبية الحديثة في القرن التاسع عشر.


وهو جرجي حبيب زيدان، صحفي، وروائي كبير، ويُعد رائدًا في القصة التاريخية الإسلامية في العالم العربي؛ فهو من أوائل الكتاب الذين تناولوا التاريخ الإسلامي في كتاباتهم على شكل روايات تاريخية، وقد أصدر ما يقارب 22 رواية تاريخية ما بين عامي 1891-1914م، وقد ساهمت رواياته في نشر التاريخ بين جميع طبقات المجتمع، وعلى اختلاف ثقافات الناس، وذلك لاعتماده الأسلوب الروائي السهل، وتقديم المعلومة بشكلٍ مبسط ومفهوم، كما اتصفت كتاباته بالمصداقية؛ من خلال حرصه على ذكر جميع المصادر والمراجع التي استقى منها معلوماته.[١][٢]


مولد جرجي زيدان ونشأته

ولد جرجي زيدان في مدينة بيروت بتاريخ 14-12-1861م، في عائلة مسيحية أرثوذكسية فقيرة، وكان والده أميًا، يمتلك مطعمًا صغيرًا، وعندما بلغ جرجي الخامسة من عمره أرسله والده إلى مدرسة دينية لتعلم القراءة، والكتابة، والحساب، ثم انتقل إلى مدرسة الشوام والتي تعلم فيها اللغة الفرنسية، بعد ذلك اضطر جرجي إلى ترك التعليم، وهو ما زال يبلغ من العمر 12 عامًا فقط؛ ليساعد والده في إدارة حسابات مطعمه، وخلال هذه الفترة انضم جرجي إلى إحدى المدارس المسائية والتي كانت تحت إشراف المعلم مسعود الطويل، لتعلم اللغة الإنجليزية، وقد تمكن منها، وأتقنها بشكلٍ كبير وهو في عمر 15 عامًا، كما كان جرجي حريصًا على مطالعة الكتب والمجلات الثقافية بنهم، ومخالطة خريجي الكلية الأمريكية في بيروت، ورجال الأدب، والصحافة الذين كانوا يترددون على مطعم والده، مما ساهم في انضمامه إلى جمعية شمس البر في بيروت، إذ التقى هناك بكبار الأدباء اللبنانيين.[٣][٤]


مسيرة جرجي زيدان العلمية والعملية

قرر جرجي زيدان الالتحاق بكلية الطب، وذلك في عام 1881م، ولتحقيق هذا الهدف كان من الواجب عليه اجتياز الامتحان في بعض المواد العلمية، فاستعان زيدان بأحد أصدقائه لتدريسه الامتحان، وبسبب اجتهاده وتفانيه استطاع اجتياز امتحان القبول، ودخول الكلية الأمريكية الطبية، إذ كان من المتفوقين فيها مقارنةً مع أقرانه، إلا أنه اضطر مع بعض من الطلاب مغادرة الكلية بعد دراسته السنة الأولى؛ بسبب حدوث بعض الاضطرابات فيها، فاتجه زيدان لدراسة الصيدلة.


وفي عام 1883م انتقل زيدان إلى مصر لاستكمال دراسته في مجال الطب في القصر العيني، إلا أن طول مدة الدراسة والتي تقارب 12 عامًا حالت دون تحقيق هدفه، فالتحق بالعمل في صحيفة الزمان اليومية، وهي الصحيفة الوحيدة في مصر في ذلك الوقت، إذ عمل فيها لمدة عامٍ كامل، ثم رافق بعد ذلك الحملة الإنجليزية المتجهة إلى السودان بصفته مترجمًا، إذ قضى هناك مدة 10 أشهر، وفي عام 1885م عاد زيدان إلى مسقط رأسه بيروت، فدرس فيها اللغتين العبرانية والسريانية، كما تم انتخابه كعضو في في المجمع العلمي الشرقي، وقد ألف خلال هذه الفترة كتابه "الفلسفة اللغوية"، فعينه المجمع الآسيوي الملكي في إيطاليا عضوًا عاملًا فيه، ثم عاد بعد ذلك إلى مصر حيث عمل في إدارة مجلة المقتطف لمدة عامًا ونصف، بعد ذلك قام بإنشاء مطبعة التأليف بالاشتراك مع نجيب متري لمدة عامٍ واحد، ومن ثم انفضت الشراكة فيما بينهما، واحتفظ زيدان بالمطبعة لنفسه، وقد قضى زيدان هذه المدة في الكتابة والتأليف، فألف كتابه "تاريخ مصر الحديث".


وفي عام 1889م تولى إدارة التدريس في المدرسة العبيدية الكبرى لمدة عامين، وقد ألف أثناء ذلك روايته "المملوك الشارد"، ثم ترك زيدان التدريس، وأصدر مجلته الخاصة وذلك في عام 1892، والتي أسماها مجلة الهلال، وقد تولى تحريرها بنفسه، ثم ساعده نجله إميل في ذلك بعد أن أصبح شابًا، وقد تفرغ زيدان في هذه الفترة للكتابة والتأليف، فألف عدة كتب تُرجم معظمها إلى اللغات الإفرنجية، والتركية، والفارسية، والهندية.[٥][٦]


أشهر مؤلفات جرجي زيدان

ألف جرجي زيدان العديد من الكتب والمؤلفات في عدة مجالات مختلفة، مثل التاريخ، والعلوم، واللغة، والتاريخ الإسلامي، ومن مؤلفاته على سبيل الذكر لا الحصر:[٧]

  • مؤلفاته التاريخية:
  • تاريخ مصر الحديث.
  • تاريخ العرب قبل الإسلام.
  • تاريخ التمدن الإسلامي.
  • مؤلفاته العلمية واللغوية:
  • كتاب الفلسفة اللغوية.
  • تاريخ اللغة العربية.
  • علم الفراسة الحديث.
  • رواياته التاريخية الإسلامية:
  • فتاة غسان.
  • أرمانوسة المصرية.
  • الحجاج بن يوسف.
  • الانقلاب العثماني.
  • فتح الأندلس.
  • شجرة الدر.


وفاة جرجي زيدان

توفي جرجي زيدان في مساء يوم الثلاثاء بتاريخ 21-7-1914م، ودفن في مصر، وقد قيل إنّه توفي بين أوراقه وكتبه، كما رثاه كبار الشعراء، مثل: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وخليل مطران وغيرهم.[٨]

المراجع

  1. عبد الرحمن العشماوي، وقفة مع جرجي زيدان، صفحة 5-6. بتصرّف.
  2. هويدا محمد الريح الملك ، جورجي زيدان وروايات تاريخ الإسلام، صفحة 57-58. بتصرّف.
  3. محمود الصاوي، كتابات جورجي زيدان: دراسة تحليلة في ضوء الإسلام، صفحة 83-85. بتصرّف.
  4. عذراپروين، حياة جرجي زيدان ومكانته في الأدب العربي الحديث، صفحة 309-310. بتصرّف.