من هو عبد الرحمن منيف؟

هو أديب ومفكر وروائي وناقد، وناشط اقتصادي سعودي.


وهو أحد أهم الروائيين القوميين العرب في القرن العشرين، ويعد من أبرز الكتّاب الذي شهدت الرواية العربية تطورًا كبيرًا خلال فترة نشاطهم الأدبي، وقد صور في رواياته الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، والذي عزز ذلك ترحاله بين الدول العربية والأوروبية، علاوةً على وظيفته كخبير للنفط لدى عدة شركات في الدول النفطية، فأدرك الواقع الاقتصادي وعايش الظروف العربية جميعها.[١]


مولد عبد الرحمن منيف

هو عبد الرحمن بن إبراهيم المنيف، أبرز كتّاب السرد العربي الحديث المتميز بجرأته، وُلد في تاريخ 29 من شهر مايو/أيار في عام 1933م في مدينة عمّان الأردنية، لوالده التاجر السعودي إبراهيم المنيف من نجد، وأمه العراقية، كان في مقتبل عمره متنقلًا مع عائلته بين السعودية والأردن، فيقيم فترات في دمشق وأخرى في عمّان والبصرة وبغداد، وذلك طلبًا للرزق مع والده التاجر، وقد حصل منيف على الثانوية العامة من العاصمة الأردنية عمّان.[٢][٣][٤]


منهج عبد الرحمن منيف الأدبي

إن أساليب عبدالرحمن منيف التي استعملها في قصصه ورواياته؛ تعتمد وتقوم على عنصرين مهمين، هما المونولوج الداخلي المباشر، والمونولوج الداخلي غير المباشر، علاوةً على الوصف، ومناجاة النفس، وذلك بما يطرحه في روايته من معلومات مستفيضة حول الراوي، والشخصية، وفي وصف المونولوج الداخلي غير المباشر بشكل عام؛ هو أن بطل الرواية والشخصية الرئيسية فيها يحادث نفسه ويصف ويعايش مأساته، ويكون دور المؤلف في تقديم المعرفة والمعلومة من غير التكلم بها، كما لو أن القارئ استنتجها بنفسه، من خلال استعمال ضمائر الغائب مثلًا، أما فيما يخص أسلوب المونولوج الداخلي المباشر؛ فهو أن الشخصية تتحدث بدون تدخل للمؤلف خلال ذلك، وحتى مع عدم افتراض وجود سامع لهذا الحديث والكلام، أي بضمير المتكلم.[٥]


أما فيما يخص الأسلوب الثالث المتبع بما يسمى مناجاة النفس، وهي مثل المونولوج الداخلي المباشر، ولكن مع افتراض وجود جمهور، ومن دون تدخل للمؤلف خلالها، من أمثلة ذلك الواضحة رواية منيف؛ "حين تركنا الجسر"، كما تعمد منيف استخدام الأساليب الروائية التقليدية، وذلك بالتوفيق بنقل الانفعال الداخلي إلى الخارج باللغة، ورغم هذا كله، فقد استخدم منيف ونوّع في الأساليب كلها جميعًا[٦]، إذ يمكن ملاحظة أسلوب منيف في اختيار عنوان الرواية؛ أنه وظف التراث فيها، مثل رواية "أرض السواد"، وهو الاسم التاريخي والتراثي للعراق، أما في رواية "أم النذور"، فقد مزج الحاضر بالماضي ورسم ما كان عريقًا للأجداد والآباء في تفكيرهم ومعتقداتهم، وبذلك يوضح المؤلف أنه ولاختيار عنوانه قد قام باعتصار النص الأدبي، مستخرجًا العنوان كأنه شيفرة رمزية توحي للقارئ وتشد انتباهه لهذه التجربة المتواجدة في ثنايا روايته.


تجدر الإشارة إلى أن هذه العناوين ورمزيتها تجدها واضحة وسهلة لا تحتاج إلى الكثير من التدقيق والبحث فيما ورائها، كما هو الحال في عنوان رواية "الآن..هنا"[٧]، وفيما يخص أسلوبه اللغوي في رواياته وأعماله؛ فقد ذكره شاكر النابلسي واصفًا إياه: "شخصية عبدالرحمن منيف لا تنتمي سياسيًا وثقافيًا وربما ايدثولوجيًا إلى أي مجتمع إقليمي عربي أو إلى أي نظام عربي وإقليمي، فهو ليس بالأردني، علمًا بأنه ولد في الأردن، ومن هنا جاءت لغته الروائية، لا تحتسب إلى إقليم عربي معين، خاصةً عندما يلجأ في بعض الأحيان إلى استعمال اللغة العامية في الحوار"[٨]


إن منهج عبدالرحمن المنيف في غالبه منهج روائي يعتمد في على السرد القصصي، فيرى هو نفسه أن وظيفة الرواية تتمثل في مستواها الفني والموضوعي على أثرها عندما تنتهي فيقول: "إن المقصود ليس قضاء وقت وانحدار دمعتين كي تريح ضميرك، وإنما يجب عندما تنتهي الرواية أن تبدأ أنت.. إن الروايات المهمة يبدأ أثرها عندما تنتهي"، وبذلك فهو يشير إلى أهمية فنه ورواياته وقصصه في إظهار المشاكل والجروح والصور الحقيقية للوضع الذي يعيشه الإنسان العربي المعاصر، فمنهج عبد الرحمن منيف أقرب في أن يكون قضيته، وهو يسير في هذا الدرب وفقًا لمنبعين يعتمدهما، وهما؛ التقاليد المحلية والتراث العالمي، فيوظف ويستفيد من التراث العالمي لخدمة التقاليد المحلية وتطويرها وتجديدها، فيقول أيضًا في ذلك: "إن هم تأسيس الرواية العربية وتصويرها وتجديدها، يجب أن ينبع ويعتمد على تقاليد محلية، مع الاستفادة من التراث العالمي"[٣].


مكانة عبد الرحمن منيف الأدبية

احتل منيف في عالم الروايات العربية وتطويرها مكانة رفيعة وبارزة فيها؛ مما جعله مصنفًا كأيقونة للرواية العربية تاركًا إرثًا أدبيًا قيِّمًا، فقد أوجد رواياته وموضوعاتها الحادة بناءً على مناخ العالم من حوله المليء بالظلم واللامنطق وغياب الديمقراطية، وقد أثرى ذلك حيويته بالسياسة منذ فترة طويلة، فقد كان قوميًا عربيًا رافضًا للإذعان العربي للغرب بشكل قاطع، كما أسس منيف رواياته على ما وُجِدَ فيه من تراث محلي، دامجًا التراث العالمي فيه بما يحسنه، ويذكر أن منيف حصل على جائزة الرواية العربية في مؤتمرها الأول المنظم من قبل المجلس الأعلى للثقافة في مصر، إضافة لعدد من الجوائز الأدبية الأخرى، كما تمت ترجمة كتبه ورواياته إلى عدة لغات، مثل؛ الإنجليزية، والألمانية، والنرويجية، والإسبانية، والتركية، والفرنسية[٩].


مؤلفات عبد الرحمن منيف

تقسم مؤلفات وأعمال عبدالرحمن منيف إلى مؤلفات روائية، ومؤلفات غير روائية، وهي:

  • بعض أهم وأشهر أعماله الروائية هي[١٠][٤]:
  • الأشجار واغتيال مرزوق عام 1973
  • قصة حب مجوسية عام 1974
  • شرق المتوسط عام 1975، وهي الأكثر شهرة بين روايات منيف جميعها، تناولها العديد من النقاد في دراساتهم.
  • حين تركنا الجسر 1976
  • سباق المسافات الطويلة عام 1979، والتي كتبت على شكل مذكرات خاصة وسرية من قبل مبعوث بريطاني في بلد شرقي، وهو بيتر ماكدونالد [١١].
  • خماسية مدن الملح 1984-1989.
  • أما عن أعماله غير الروائية، يذكر بعض منها [١٠][٤]:
  • لوعة الغياب عام 1989
  • الكاتب والمنفى وآفاق الروائية العربية 1991م
  • سيرة مدينة عمان في الأربعينات 1994م.
  • القلق وتمجيد الحياة عام 1995م.
  • الديمقراطية أولاً.. الديمقراطية دائماً عام 1995م.
  • بين الثقافة والسياسة عام 1998م.
  • العراق هوامش من التاريخ والمقاومة عام 2003م.


أشهر مقولات عبد الرحمن منيف

  • "ومهما ضاقت الدنيا ومهما صغرت، فإن فيها شقاً ينفذ منه النور ويحمل الهواء".
  • "أشياء كثيرة يتعلمها الإنسان في وقت مبكر، ويتصورها يقينًا لا يقبلُ الشك، لكن الحياة تعلمه أن ذلك اليقين مجرد وهم."
  • "الإنسان أيها الأصدقاء أقوى من الصخر، يحتمل أي شيء"


وفاته

توفي عبد الرحمن منيف في سوريا، على إثر أزمة قلبية، تحديدًا في دمشق عام 2004، عن عمر ناهز السبعين عامًا، ودفن في مقبرة الدحداح فيها.[٤]

المراجع

  1. هادي نظري منظم وكبري روشنفكر ومحمد رجبي، الآخر الشرقي من منظور الأنا الغربية في رواية سباق المسافات الطويلة لعبد الرحمن منيف، صفحة 4. بتصرّف.
  2. محمد رشدي عبدالجبار دريدي، النص الموازي في أعمال عبدالرحمن منيف الأدبية، صفحة 6. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عباس كنجعلي وسيد محمد أحمدنيا، رواية النهايات لعبدالرحمن منيف، صفحة 429-431. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث زهرة زهاني، التشكيل الفني في روايات عبدالرحمن منيف، صفحة 6 8. بتصرّف.
  5. عدنان محمد علي المحادين، تيار الوعي في روايات عبدالرحمن منيف، صفحة 98 91-92 120. بتصرّف.
  6. عدنان محمد علي المحادين، تيار الوعي في روايات عبدالرحمن منيف، صفحة 146 128. بتصرّف.
  7. عدنان محمد علي المحادين، تيار الوعي في روايات عبدالرحمن منيف، صفحة 258-259. بتصرّف.
  8. هادي نظري منظم وكبري روشنفكر ومحمد رجبي، الآخر الشرقي من منظور الأنا الغربية في رواية سباق المسافات الطويلة لعبد الرحمن منيف، صفحة 26. بتصرّف.
  9. عباس كنجعلي وسيد محمد أحمدنيا، رواية النهايات لعبدالرحمن منيف، صفحة 430. بتصرّف.
  10. ^ أ ب يدالله ملايري ومجتبى عمراني بور، فضاء المقهى في الروايتين الفارسية والغربية أحمد محمود وعبدالرحمن منيف نموذجا، صفحة 5-6. بتصرّف.
  11. هادي نظري منظم وكبري روشنفكر ومحمد رجبي، الآخر الشرقي من منظور الأنا الغربية في رواية سباق المسافات الطويلة لعبد الرحمن منيف، صفحة 11. بتصرّف.