علي الحصري القيرواني
شاعر تونسي له الكثير من القصائد المشهورة وكان على اتصال ببعض ملوك الأندلس.
علي بن عبد الغني الفهري الحصري، أبو حسن، يكنّى بالقيرواني لأنه من أهل مدينة القيروان التونسية، ولد فيها وعاش بالأندلس ومات في مدينة طنجة الغربية، وهو شاعر وأديب تونسي مشهور، عاش في العصر المملوكي، له القصيدة المشهورة التي قال في مطلعها “يا ليل الصبّ متى غدُهُ أقيام الساعة موعدُهُ”، ويُقال إن علي الحصري القيرواني كان ضريرًا، ولكن هذا لم يمنعه عن كتابة الشعر والأدب، بالإضافة إلى صلاته الوثيقة ببعض الملوك، فقد مدح بعضهم في قصائده، وبالإضافة إلى شعره فقد ألف الكثير من الكتب، من أهمها كتاب “المستحسن من الأشعار” إلى جانب الكثير من دواوين الشعر.[١]
مولد علي الحصري القيرواني ونشأته وحياته
ولد علي الحصري القيرواني في مدينة القيروان في عام 420 للهجرة/ 1029 ميلادي، ويعود نسبه إلى الحُصْر، التي يُقال إنها قرية صغيرة من قرى مدينة القيروان التونسية ولكنها لم تعد موجودة اليوم، والأديب إبراهيم الحصري هو خال على الحصري القيرواني، ولا يُعرف الكثير عن طفولته ونشأته ولكنه فقد بصره وهو طفل صغير، ولكن يقول الأستاذ الشاذلي بويحيى في كتابه “الحياة الأدبية” إن علي الحصري القيرواني كان عارفًا بعلوم القرآن الكريم، فدرسها جيدًا وحمل لقب أستاذ فيها، بالإضافة إلى موهبته الفذة في الكتابة الأدبية والشعر.[٢]
بقي علي الحصري القيرواني في مدينة القيروان حتى القرن الخامس الهجري، ومن ثم ذهب إلى الأندلس في عصر ملوك الطوائف، عمل في قراءة القرآن في عدة مدن أندلسية، وقد ذاع صيته في البلاد حتى وصل إلى ملوكها الذين دعوه عندهم واستقبلوه وأحسنوا ضيافته لدرجة أنهم أصبحوا يتنافسون على إرضائه، لأنه كان متمكنًا من كتابة شعر الهجاء ولهذا كانوا يخافونه لسانه السليط،[٣] كما أنه اتصل بالمعتمد بن عباد ملك اشبيلية وأصبح واحدًا من شعراء بلاطه، ومع هذا فقد كان لديه الكثير من الأعداء بسبب سلاطة لسانه وازدرائه للأندلس وملوكها وأمرائها وأهلها،[٢] ومن ثم عاد علي الحصري القيرواني إلى مدينة طنجة المغربية بعد ذهاب ملوك الطوائف وقدوم عصر جديد نضبت فيه مهنة الشعر،[٣] وتوفي في طنجة عام 488 للهجرة/ 1095 ميلادي.[٢]
شعر علي الحصري القيرواني
كان شعر علي الحصري القيرواني سلسًا موزونًا بليغًا، وكان ماهرًا في الوصف والتشبيه، ومع ذلك كله كان مثقفًا متبحّرًا باللغة العربية، مما ساعده على صياغة الشعر السليم والموزون الذي يسمو لدرجة الكمال الشعري، وقد ساهم مع أدباء عصره في نشر الأدب والشعر في بلاد الأندلس،[٢] كما أن له مدرسة خاصة به في نظم الشعر، وشُبّه بأبي العلاء المعري، واتسم شعره بالسجع المتكلف، وكتب قصائد في المدح والهجاء والرثاء والغزل والحنين للوطن،[٣] وفيما يأتي مختارات من قصائده:[٤]
قصيدة يا ليل الصب متى غدُه
يا ليلُ الصبُّ متى غدُه
أقيامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ
رقدَ السُّمَّارُ فأَرَّقه
أسفٌ للبيْنِ يردِّدهُ
فبكاهُ النجمُ ورقَّ له
ممّا يرعاه ويرْصُدهُ
كلِفٌ بغزالٍ ذِي هَيَفٍ
خوفُ الواشين يشرّدهُ
نصَبتْ عينايَ له شرَكاً
في النّومِ فعزَّ تصيُّدهُ
وكفى عجباً أَنِّي قنصٌ
للسِّرب سبانِي أغْيَدهُ
قصيدة أبي نير الأيام بعدك أظلما
أبِي نَيِّرُ الأيّام بعدكَ أظلما
وبنيانُ مَجدِي يومَ متَّ تَهدَّما
وجسمِي الّذي أَبلاه فقدُكَ إن أكن
رحَلتُ به فالقلبُ عندَكَ خيَّما
سَقَى اللّهُ عيناً مَن تَعَمَّدَ وقْفَةً
بقَبرِك فاِستسقَى له وترَحَّما
وقال سلامٌ والثَّواب جزاءُ مَن
ألمَّ عَلى قبرِ الغَريبِ فَسلَّما
قصيدة يا قمري من قمرك
يا قَمَري مَن قَمرك
حسنَكَ حَتّى غَيَّرَك
يا غُصنيَ الغَضَّ الجَني
ما كانَ أَشهى ثَمَرَك
يا رَوضَتي ذات الحَيا
ما كانَ أَزهى زَهَرَك
يا دُرَّتي ما سَرَّني الن
ناظِمُ حَتّى نَثَرَك
طَواكَ في رِدائِهِ الر
ردى وَنَشرٌ نَشَرَك
وَيحَ المَنايا أَثكَلَت
كِرامَ فِهرٍ نَفَرَك
فَالمَجدُ يَبكي قائِلاً
شُلَّت يَدا مَن قَبَرَك
وَكَم دَعَت لَكَ العُلا
وَهوَ دُعاء مُشتَرك
ليَجعَلَ اللَهُ لَها
أَطوَلَ عُمرٍ عُمُرَك
للتعرف على شعراء آخرين يمكن الاطلاع على: أبو العلاء المعري، ومن هو الشاعر المهلهل؟.
المراجع
- ↑ "علي الحصري القيرواني حساب موّثق"، ديوان الأدب، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "علي الحصري القيرواني"، الموسوعة التونسية المفتوحة، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "الحصري (علي بن عبد الغني -)"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2023. بتصرّف.
- ↑ "قصائد الشاعر علي الحصري القيرواني"، ديوان الأدب، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2023. بتصرّف.