أبو زيد البلخي
عالم مسلم، برعَ بالعلوم والأدب والفلسفة والفقه، وهو عالم موسوعي في علوم الطب والطب النفسي والرياضيات والجغرافيا.
ولد أحمد بن سهل أبو زيد البَلخِي في عام 849 ميلاديًا في إحدى قرى ولاية بلخ في أفغانستان، وتوفي في عام 934 للميلاد، لُقِّبَ بالجاحظ الثاني لأنه أحد أشهر وأهم علماء المسلمين، له مساهمات في عدة مجالات، في الطب والأدب والفلسفة ومختلف العلوم الأخرى، وكان رائدًا في مجال الطب النفسي وعلاجه وفي مجالي الفيزيولوجيا النفسية والطب النفسي الجسدي،[١] وكتب البلخي في اللاهوت والسياسة والأخلاق والشعر والأدب وعلم الاجتماع وعلم الفلك، ويعد من أشهر علماء القرن التاسع الميلادي،[٢] وكان تلميذ الكندي.[٣]
حياة أبي زيد البلخي ونشأته وعلمه
لا يُعرف الكثير عن طفولة أبي زيد البلخي وحياته ونشأته، ولكن من المعروف أن ولد في منتصف القرن التاسع الميلادي في البلخ في أفغانستان اليوم، وقد تلقى تعليمه على يد والده،[٢] الذي كان يعمل ناظرًا في مدرسة، وعندما كان أبو زيد البلخي شابًا ترك منزله وغادر إلى العراق سيرًا على الأقدام برفقة مجموعة من الحجاج المتجهين إلى مدينة مكة المكرمة، وبقي في العراق لمدة ثماني سنوات، اجتهد خلال هذه الفترة بدراسة عدة تخصصات وعلوم، وبعد أن تقدّم بالسن قرر أن يدرس الفروع العلمية والفنية معًا، مثل الفلسفة، والعلوم اليونانية، والطب، والفيزياء، واهتم بعلم الفلك وعلم التنجيم، واهتم بدراسة علوم الدين الإسلامي،[٤] وفيما يخص شخصيته فيُقال إنه شخص خجول وهادئ ومتأمل، ويميل إلى الشخصية الانطوائية.[٢]
عمل أبي زيد البلخي وإنجازاته
فيما يأتي لمحة عن علم أبي زيد البلخي وأعماله وإنجازاته:[٤]
- يُقال إن أبا زيد البلخي قد سافر إلى أماكن كثيرة بعد إقامته في بغداد، وبنهاية المطاف عاد إلى البلخ مسقط رأسه، وعمل هناك في التدريس، وعلم العلوم التي تعلمها وأتقنها.
- عرضَ الأمير أحمد بن سهل بن هاشم على أبي زيد البلخي أن يشغل منصب وزير خلال حكمه، ولكن البلخي رفض المنصب، ولكنه قبل أن يكون السكرتير الخاص بالأمير، وبقي بهذا المنصب لمدة عام تقريبًا.
- طوّر أبا زيد البلخي ما يُعرف بـ “مدرسة البلخي” وهي مدرسة خاصة برسم الخرائط الجغرافية.[٢]
- كان أبا زيد البلخي رائدًا في العلاج النفسي المعرفي، فهو أول من دعا لاستخدام العلاج بالكلام بهدف تعديل أفكار الإنسان وتحسين سلوكياته، وتحدث عن أهمية الكلام الإيجابي في تحسين مزاح وأفكار المريض، مما ينعكس على تحسن ملحوظ في سلوكياته، كما أنه دعا إلى العلاج بالموسيقى وأنشطة أخرى.[٢]
- بالرغم من أن الاكتئاب قد تم تناوله من قبل الإغريق من قبله إلا أن البلخي هو أول من ميَّز بين الاكتئاب الناجم عن عوامل بيئية والاكتئاب الناجم عن عوامل بيولوجية كيميائية داخلية، والذي يسمى اليوم بالاكتئاب العضوي.[٢]
- وصف البلخي الوسواس القهري بدقة كبيرة، وقال إنها أفكار مزعجة غير حقيقية تمنع الفرد من الاستمتاع بحياته وأداء نشاطاته اليومية، كما أنها أفكار سلبية تؤثر على التركيز وتسيطر على العقل.[٢]
- أبو زيد البلخي هو أول من وصف أربعة أنواع من الاضطرابات العاطفية عند الإنسان، وهي الخوف والقلق، والغضب والعدوان، والحزن والاكتئاب، والهواجس.[٣]
كتب ومؤلفات أبي زيد البلخي
ألف أبي زيد البلخي خلال حياته حوالي سبعين كتابًا، ولكن فقد معظمها، وفيما يأتي أشهر كتبه ومؤلفاته التي وصلت إلينا:[١]
- ألف أبا زيد البلخي كتابًا هامًا في الرياضيات وعلم التنجيم.
- ألفَ كتاب في العمل الطبي والنفسي أسماه “مصالح الأبدان والأنفس”.
- ألف كتاب “أرقام المناطق” في الخرائط الجغرافية.
- ألف كتاب “الحفاظ على الجسد والروح“ يتحدث من خلاله عن الصحة العقلية والأمراض العقلية التي تصيب الإنسان.
- ألف كتاب “علم النفس الطبي والمعرفي والعلاج المعرفي”، وميز في هذا الكتاب العصاب والذهان، وصنّف الاضطرابات النفسية.
- ألف كتاب “الفيزيولوجيا النفسية والطب النفسي الجسدي” ربط في هذا الكتاب بين صحة الجسد والروح.
للتعرف على علماء آخرين يمكن الاطلاع على: الكندي، وابن سينا.
المراجع
- ^ أ ب "كتب أبو زيد البلخي"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Abu Zayd Al Balkhi: The 9th Century Psychologist Centuries Ahead of His Time", ilmfeed, Retrieved 20/3/2023. Edited.
- ^ أ ب "About: Abu Zayd al-Balkhi", dbpedia, Retrieved 20/3/2023. Edited.
- ^ أ ب "ABŪ ZAYD BALḴĪ", iranicaonline, Retrieved 20/3/2023. Edited.