من هو إحسان عبد القدوس؟

هو كاتب، وأديب، وروائي، وصحفي من رواد فن الرواية العربية في القرن العشرين.


وهو إحسان محمد عبد القدوس، صحفي وروائي، قدّم مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي تحولت إلى مسلسلات وأفلام تلفزيونية ناجحة، ويعد إحسان من طلائع الروائيين العرب ممن تناولت قصصهم ورواياتهم الحب البعيد عن العذرية، وعلى الرغم من أنه تعرض إلى انتقاد وهجوم شديد بسبب تحرر رواياته، إلا أنه ساهم بوضوح في أحداث مفصلية في عالم الرواية العربية، وكانت مؤلفاته الإبداعية من أكثر الأعمال المترجمة انتشارًا في الصين بعد أن ترجمت إلى اللغة الصينية.[١][٢]


مولد إحسان عبد القدوس ونشأته

وُلد إحسان عبد القدوس في عاصمة مصر القاهرة، في تاريخ 1-1-1919 ميلاديًّا، وكان ينتمي لعائلة فنيّة عريقة، فوالده هو الممثل والفنان محمد عبد القدوس، ووالدته هي الصحفية فاطمة اليوسف مؤسسة مجلة روز اليوسف، كما أنه نشأ في بيت جده الشيخ رضوان، وهو خريج الجامع الأزهر ورئيس كتاب في المحاكم الشرعية، وبالتالي كان شديد التدين والتمسك بالعادات والتقاليد، وحاول ترسيخ قيمه السامية على أفراد العائلة، كما كان يعقد ندوات دينية يجتمع فيها زملاؤه من علماء الأزهر، ويحضر بعضها حفيده إحسان بالتزامن مع ندوات والدته روز اليوسف السيدة المُعاصرة والمتحررة، والتي تُصنف ندواتها على أنها ثقافية وسياسية، تضم كبار الأدباء والشعراء، ونخبةً من السياسيين ورجال الفن، وكان ابنها إحسان يحضر ندواتها ويتشرب ويتزود منها، وساهمت هذه البيئة الثقافية المتنوعة والخصبة في صقل شخصيته فتعلم من جده وترعرع في كنف عمته التي أغرقته بالحب جنبًا إلى جنب مع والدته المثقفة المتحررة ووالده الممثل المعروف.[٣]


ثقافة إحسان عبد القدوس وعلمه

اهتم والد إحسان عبد القدوس في تثقيفه وتعليمه، فالتحق بمدرسة السلحدار الابتدائيّة في باب الفتوح، وحاول إدخاله عالم التمثيل ليغدو فنانًا صاعدًا، فألحقه بمعهد الموسيقى لدراسة الكمان إلا أنه لم ينجح به، إذ لم يكن له ميول فنيّ كوالده، فدرس في مدرسة خليل الآغا، ثم تلتها مدرسة فؤاد الأول التي حصل منها على شهادة الثانوية، وكان يُعد نفسه ليغدو أديبًا عالميًا فاجتهد وتسلح مُستغلًا جميع الإمكانيات المتاحة، وواظب على القراءة والتثقف والاطلاع.


وقد اختار دراسة أدب كتابة القصة التي كان يميل لها بشدّة، رغم أنه كان يدرس الحقوق في كلية الحكم في جامعة القاهرة ويعمل محاميًا، إلا أنه استقال من مهنته واتجه لتعليم الأدب والصحافة سائرًا على خطى والدته، ثم بدأ مهنته الأولى كصحفي في مجلتها روز اليوسف، إلا أنه تعرض للسجن بسبب مقال ضد السفير البريطاني، وبعد الإفراج عنه تولى منصب رئيس مجلس الإدارة للمجلة، ويليه منصب رئيس التحرير لمجلة أخبار اليوم، ثم رئيس قسم التحرير في مجلة الأهرام، وبات يكتب نصوصًا للأفلام والقصص القصيرة والروايات، فزاد عدد قصصه ورواياته عن 600، وتحولت منها 49 قصة إلى نصوص لأفلام تلفزيونية، بينما تحولت 9 روايات إلى مسلسلات إذاعية، و5 روايات إلى نصوص مسرحية، كما ترجمت العديد من مؤلفاته إلى اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، إضافةً للأندونيسية والصينية.[٤][١]



الأسلوب الفني لإحسان عبد القدوس

تنوعت أساليب إحسان عبد القدوس الفنية التي استخدمها في سرد رواياته المميزة وتأليفها، وأكثر أساليبه شيوعًا كان أسلوب السرد المباشر الذي امتاز بسهولته ومرونته في إيصال هدف القصة للقارئ، إضافةً للواقعية والتشابه في باقي الأساليب الفنية بالتزامن مع السرد، والتي ضمت؛ اللغة، والحوار، والفضاء، والشخصيات، ونموذج المرأة، فاعتنت رواياته بالمرأة بالذات، وجسّدت واقعها في المجتمع العربي، فكانت العمود الفقري الرئيسي الذي تستند إليه باقي عناصر العمل الروائي، وتنوعت أدوراها في رواياته بين المرأة الجميلة العفيفة الأعرابية، والبدوية، والمُترفة، والخلوقة، والجميلة، إضافةً لأدوارها المتفاوتة، التي جعلت منها مجالًا خصبًا للكتابة، وذات مكانة بارزة في مؤلفاته باعتبارها أساسًا للثقافة العربية بمُختلف أشكالها الشعرية، ومن جهةٍ أخرى اتصفت بعض أعماله بأنها أدبية رومانسية بحتة، تعرّض بسببها لنقدٍ شديد وهجوم عنيف من قبل مجموعة من النقاد والمعارضين؛ بسبب جرأته، ناهيك عن انخراطه في الأحداث الدرامية، والتحيز للحراك السياسي والوطني، وقد يكون السبب في ذلك أنه خاض تجارب سياسية مختلفة.[٢][٥]


أبرز أساتذة إحسان عبد القدوس

تتلمذ إحسان على يد نخبة من الأساتذة، منهم:[١]

  • حمد عبد الوهاب مدرس الموسيقى.
  • إدوار قصيري، وكان مُدرب إحسان في مجال القانون.


أشهر مؤلفات إحسان عبد القدوس

من أشهر مؤلفات إحسان عبد القدوس ما يأتي:

  • رواية لن أعيش في جلباب أبي: تدور أحداث الرواية حول شاب ينتمي لعائلة ثرية، إلا أن والده جاهل ووالدته سيدة منزل، ويتعرض للكثير من المواقف والأحداث المتتالية التي يقصها صديقه في الرواية، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الرواية تحولت لمسلسل مصري تلفزيوني لاقى شهرة واسعة وأدى أدواره نخبة من النجوم.[٦]
  • رواية لا أنام: تتمحور الرواية حول طفلة تدعى نادية انفصل والداها وهي صغيرة، وتربت مع والدها الذي غمرها بعطفه، فأحبته كثيرًا لكنها كانت تحسد أقرانها ممن يتلقون حب الأم وحنانها، وعندما كبرت تزوج والدها لتنفجر غيرتها وتعجز عن كبحها فتقودها لأذية الجميع.[٧]
  • رواية لا تُطفئ الشمس: يتنقل إحسان عبد القدوس في رواية لا تُطفئ الشمس بين الوطنية والسياسة، وتدور أحداثه حول أسرة محافظة، وقد تحولت الرواية لمسلسل تلفزيوني لاحقًا ساهم إحسان في كتابته.[٨]


رواية في بيتنا رجل

تُعد هذه الرواية من أبرز أعمال إحسان عبد القدوس، تكشف عن مدى ارتباط الشعب بالحركة الوطنية، وتسرد قصة طالب شاب يُدعى إبراهيم حمدي يُشارك في مظاهرات مع زملائه الطلبة، ويُحاول تنفيذ عملية اغتيال لرئيس الوزراء الخائن الذي يبيع وطنه للإنجليز، لكن يقبض عليه، ويتعرض للتعذيب الأليم في السجن ويُصاب فيُنقل إلى المستشفى لعلاجه، وهناك يُساعده ممرض على الهرب، فيطلب من صديقه في الكلية استضافته في بيته، وهناك تتصاعد الأحداث بسبب الشاب الهارب، ويُقال بأن الرواية تحكي قصة واقعيّة، كما أنها تحولت لفيلم سينمائي.[٩]


وفاة إحسان عبد القدوس

توفي إحسان عبد القدوس في تاريخ 11-1-1990 ميلاديًّا، عن عمر يُناهز 71 عامًا مُخلفًا اسمه وأعماله الأدبية المتعددة.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت محمد ابراهيم، إحسان عبد القدوس، صفحة 1-2. بتصرّف.
  2. ^ أ ب FAROOQ SAAD JUMAAH AL GBURI، 2016 1 - IR.pdf IMAGE OF WOMEN IN THE NOVELS OF IHSAN ABDOUL QUSSUS AND D H LAWERNCE، Page 22-23. Edited.
  3. رحمي أول، المقاومة على هيمنة الذكورية في رواية "اللون الآخر" لإحسان عبد القدوس، صفحة 21-22. بتصرّف.
  4. ^ أ ب رحمي أولي، المقاومة على هيمنة الذكورية في رواية "اللون الآخر" لإحسان عبد القدوس، صفحة 23-24. بتصرّف.
  5. Farooq Aljburi, TECHNICAL COMPOSITION OF NOVEL A COMPARATIVE STUDY BETWEEN IHSAN ABDUL QUDDUS AND D H LAWRENCE, Page 4-5. Edited.
  6. إحسان عبد القدوس، "لن أعيش في جلباب أبي"، فول بوك، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2021. بتصرّف.
  7. إحسان عبد القدوس، "رواية لا أنام"، فول بوك، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2021. بتصرّف.
  8. إحسان عبد القدوس، "رواية لا تُطفئ الشمس"، فول بوك، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2021. بتصرّف.
  9. إحسان عبد القدوس، "رواية في بيتنا رجل"، فول بوك، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2021. بتصرّف.