من هو ابن خلكان؟

هو قاضٍ مسلم، ومُعلم، ومؤرخ، ومؤلف سير ذاتية، من أعلام القرن الثالث الميلادي.


وهو أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان بن باول بن عبد الله بن شاكل بن الحسين بن مالك بن جعفر بن خالد بن برمك، والملقب بشمس الدين، البلخي الأصل الإربلي المولد، وقد نسب إلى البرامكة لكنه كُذّب وشكك في نسبه، وأفاد بأنه "ما ضرورة إلى الكذب لعدم الفائدة من هذا النسب من قوم لم يبق لهم بقية"، ما يُشير إلى صحة نسبه وزيف الادعاءات حوله. [١][٢]


مولد ابن خلكان ونشأته

ولد ابن خلكان في مدينة أربيل التي تقع في العراق بتاريخ 22-9-1211م، وخرج منها قاصدًا مدينة حلب في سوريا، فتنقل في رحابها وأقام فيها مدّة عامين، ثم استقر بعدها في مدينة دمشق.[٣]


ثقافة ابن خلكان ومسيرته العلمية والعملية

تولى ابن خلكان قضاء الشام، ودرس هناك في عدة مدارس، وارتحل إلى مدينة مصر في عام 1240م فأقام في الإسكندرية، ومن ثم عاد إلى الشام، وهناك درس في المدرسة الأمينية في مدينة دمشق، واستقر بها، فكان للسفر وكثرة الترحال دور هام في زيادة مصداقية تراجمه ورفع قيمتها التاريخية، فكان يمتاز بنظمه الحسن ومحاضراته ذات الجودة العالية.


وبحسب ما كتبه في مُعجمة أنباء العيان؛ كان يميل للاطلاع على أخبار المتقدمين عنه من الأئمة، فجمع الكثير من المعلومات عنهم، واجتهد في تحقيق وفياتهم وموالدهم، وبذل مجهودًا كبيرًا في التحقق من الأنساب، وتواريخ الميلاد أو الوفاة وسببها، وخلال ذلك سمع من المُعاصرين ونقل ما سمعه عن حديث السابقين، وأمضى بضع سنين في بحثه، اجتمعت فيها الكثير من التراجم، وحتى يسهل مراجعتها قام بترتيبها بحسب الحروف الأبجدية، دون التطرق لذكر الصحابة أو التابعين إلا فئة قليلة منهم، وذلك عندما دعته الحاجة إلى ذلك، كما أنه لم يذكر الخلفاء أيضًا، واكتفى بالمصنفات الواسعة في هذا الباب، ومن جهة أخرى كان ابن خلكان يُترجم السير الذاتية لكل من الحكام، والأمراء، والملوك، والشعراء، والوزراء، والعلماء، وكل من ذاع صيته وكان له شهرة بين الناس ويتداولون الحديث أو السؤال عنه.


وامتازت كتاباته بتقييده الأعلام بالحركات، وتعريف طلاب التاريخ بالأمكنة والأشخاص في حال افتقارهم لمعلوماتٍ وافية عنها، ويُعد كتاب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ذخيرة علم وأدب وتاريخ ولغة لابن خلكان، والكتاب الوحيد المتبقي له من مؤلفاته، فأضاف إليه ما عرفه من معاصريه، وحقق ودقق فيه، ويحمل الكتاب دلائل العناية في الضبط والروية، ويفوق عدد تراجمه 800 ترجمة.[٣][١]


أشهر أساتذة ابن خلكان

تتلمذ ابن خلكان على يد نخبة من الفقهاء والمشايخ، أبرزهم:[٤]

  • كمال الدين ابن يونس.
  • القاضي بهاء الدين ابن شداد.
  • القاضي بدر الدين السنجاري.
  • شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الحنفي.


كتاب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان

يصنف كتاب ابن خلكان هذا كأحد أهم كتب علم التراجم والتاريخ، والتاريخ الأدبي بشكل خاص؛ إذ إنه يُمثل مُعجمًا في تراجم الأعلام من الخلفاء، والوزراء، والعلماء وغيرهم، جُمع فيه ما يزيد عن 850 ترجمة لهؤلاء الأعلام، ومن جهة أخرى أدرج ابن خلكان في بعض تراجمه تاريخ العديد من الدول القديمة، منها: دولة السلاجقة، وتاريخ الصافريين، وتاريخ دولة العبيدية، وتاريخ الدولة الأيوبية، وغيرها.[٥]


وفاة ابن خلكان

كان ابن خلكان قاضيًا للقضاة في دمشق، وعُزل من منصبه وعاد إليه عام 1278م، وعاد وعُزل منه مُجددًا فالتحق بالتدريس في آخر عامين من حياته، وتوفي بعدها بتاريخ 30-10-1282م، ودُفن في مقبرة الغرباء في جبل قاسيون في دمشق.[١][٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت د شكيب راشد بشير آل فتاح، مجد الديم بن الأثير من خلال خلال دراسة كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان، صفحة 2-3-4. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "Ibn Khallikān", britannica, Retrieved 28-5-2021. Edited.
  3. ^ أ ب جُرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، صفحة 958. بتصرّف.
  4. ابن خلكان، كتاب وفيات الأعيان، صفحة 1. بتصرّف.
  5. أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان "، مجلة الكتب العربية، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2021. بتصرّف.