من هو ابن سلام الجمحي؟

هو أديب ومؤلف وناقد وعلامة بارز في النظم والنثر، ومن رواد القرن الثالث الهجري.


وهو أبو عبد الله، محمد بن سلاَّم بن عبيد الله بن سالم الجمحي البصري نسبةً إلى موطنه مدينة البصرة، وهو راوٍ مشهور، وإمام بارز في الأدب وأخبار العرب، وعلامة في الشعر، فقد برع في الأدب وتتلمذ على يد صفوة الأدباء، وحدّث عنه الكثيرون، ومن بينهم الإمام ابن حنبل، واشتهر بكتابه طبقات فحول الشعراء، بالإضافة إلى العديد من المؤلفات الأخرى البارزة. [١][٢][٣]


مولد ابن سلام الجمحي ومسيرته العلمية

وُلد الجمحي في مدينة البصرة، ولم تُحدد كتب التراجم تاريخ ولادته بدقّة، لكن ورد عنه بأنه مولى قدامة بن مظعون الجمحي، وشقيق الأديب العلامة عبد الرحمن بن سلام الجمحي، ولا يُعرف الكثير من المعلومات حول نسبه أو نشأته، إلا أن ولاءه لبني جُمَح من قريش، كما أنه ارتحل إلى مدينة بغداد في عام 222هـ، وأقام فيها، وذاع صيته بعد أن ألّف كتبًا حول طبقات الشعراء الإسلاميين والجاهليين، والتي بدورها تُعد من أقدم كتب الطبقات، والتي غدت مرجعًا لطلبة العلم من بعده، وقد أصيب بعلة شديدة وعُرض على أشهر الأطباء، من بينهم الطبيب ابن ماسويه، فعالجه وبقي في بغداد حتى وافته المنية.[٤][٣]

أبرز أساتذة ابن سلام الجمحي

تتلمذ الجمحي على يد نخبة من العلامات منهم:[٣]

  • حماد بن سلمة.
  • مبارك بن فضالة.
  • زائدة بن أبي الرقاد.
  • أبي عوانة.


مؤلفات ابن سلام الجمحي

من أبرز مؤلفات ابن سلام الجمحي ما يأتي:[٤]

  • طبقات الشعراء الجاهليين.
  • طبقات الشعراء الإسلاميين.
  • كتاب غريب القرآن.
  • كتاب الحلاب.
  • كتاب أجر الخيل.


كتاب طبقات فحول الشعراء

يُعتبر هذا الكتاب من أهم وأبرز كتب النقد الأدبية، وقد اجتهد العلامة الجمحي في تأليفه، وكتب فيه مقدمة نقدية تدور حول نظرية الاختيار، ومسألة الانتحال المعروفة بالنقد التوثيقي، وما يلحق بها من دراسة أسباب الانتحال، بالإضافة إلى ذكر مذاهب الشعراء في الطبع والصنعة، ورتبه مُعتمدًا على أسس منهجية وفق المتعارف عليه في زمانه، وتحدث عن منهجه في اختيار الشعراء، وطريقته العامة في بناء الطبقات، كما تناول في بداية الكتاب مجموعة من المسائل النقدية العامة، وجملة من الآراء والنظرات الأدبية، لكنه تحلى بنزعة موضوعية، وروح علمية في كتابته، مُعتبرًا الشعر ثقافة وصنعة يعلمها أهل العلم حالها حال سائر أصناف العلم والصناعات.


وقد صنف الجمحي شعراء الإسلام ضمن عشر طبقات، إلا أنّه اقتصر في كل طبقة من طبقات الجاهليين والإسلاميين على أربعة شعراء فقط، واهتم ببناء الطبقة الأولى، وما يتبعها من طبقات شعراء البادية من طبقات خاضعة لمؤثرات مُختلفة كالمكان، مثل: شعراء القرى التي تضم المدينة المنورة، ومكة، والطائف، والبحرين، أو الطبقات التي تخضع لموضوعها الأساسي الغالب عليها، كشعر المراثي على سبيل المثال، كما أن هناك طبقة شعراء يهود لم يوجد في أشعارهم التي وصلت ما يؤيد قولها، بالإضافة إلى وضع طبقة أخرى للرجاز، وقد حظي الكتاب بالكثير من الاهتمام باعتباره أحد أقدم كتب الطبقات الموثوقة والمعروفة.[٥][٤]


وفاة ابن سلام الجمحي

توفي ابن سلام الجمحي في مدينة بغداد في عام 232هـ/756م.[٣]

المراجع

  1. ياقوت الحموي، كتاب معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، صفحة 2541. بتصرّف.
  2. شمس الدين الذهبي، كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة، صفحة 652.
  3. ^ أ ب ت ث الخطيب البغدادي، كتاب تاريخ بغداد، صفحة 276. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت عبد الكريم حسين ، "ابن سلام الجمحي"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2021. بتصرّف.
  5. محمد بن سلام الجمحي، "تحميل كتاب طبقات الشعراء "، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2021. بتصرّف.