تشارلز ديكنز

من هو تشارلز ديكنز؟

هو روائي إنجليزي، وكاتب، وناقد اجتماعي، وأحد أعلام القرن التاسع عشر الميلادي.

وهو تشارلز جون هوفام ديكنز، كاتب وروائي إنجليزي الأصل، ويُعد من أشهر الكتّاب في العصر الفيكتوري، والروائي الأكثر شعبيةً على مستوى العالم، تميز بأسلوبه الأدبي الساخر والمتهكم، إذ انتقد التعقيدات والانحرافات في القيم الاجتماعية بسبب الصبغة الحضارية عقب الثورة الصناعية، وعمل على كشفها وتعريتها، كما كان منحازًا بشكلٍ واضح للفقراء، والطبقة العاملة، وقد ظهر ذلك جليًا في رواياته، إذ وصف فيها طبيعة أيامهم الشاقة، وظروفهم القاسية، من خلال شخصيات حية، وحكايات شعبية مستنبطة من الشارع.^[١]

مولد تشارلز ديكنز ونشأته

ولد تشارلز ديكنز في تاريخ 7 شباط/ فبراير من عام 1812م، في منطقة لاندبورت، بورتسموث في إنجلترا، وكان ترتيبه الطفل الثاني من بين ثمانية أشقاء، والده هو جون ديكنز، والذي كان يعمل كاتبًا في مكتب بحري، أما والدته فهي إليزابيث ديكنز، وفي عام 1814م انتقلت عائلته إلى مدينة لندن، إذ عاشوا فيها لمدة عامين، ومن ثم انتقلوا إلى منطقة تشاثام، وهناك أمضى تشارلز سنوات طفولته الأولى، إلا أنه وبسبب الظروف المادية الصعبة، اضطرت العائلة للعودة إلى لندن وذلك في عام 1822م، إذ استقروا في كامدن تاون، وهو أحد الأحياء الفقيرة في لندن.^[٢]

مسيرة تشارلز ديكنز العلمية والأدبية

عندما بلغ ديكنز الثانية عشر من عمره، دخل والده إلى السجن بسبب بعض الديون المتراكمة عليه، والتي لم يستطع سدادها، فاضطر ديكنز إلى ترك المدرسة، والعمل في معمل لتلميع الأحذية، والعيش وحيدًا حيث أن عائلته انتقلت للعيش بالقرب من السجن، وخوض هذه التجربة المريرة في سنٍّ صغير خلّف أثرًا نفسيًا عظيمًا في حياة ديكنز، وصقلت منظورًا جديدًا للحياة في ذهنه، إذ جعلته أكثر قربًا وتعاطفًا مع الفقراء والطبقة العاملة، وطبيعة حياتهم، وقد وصف ذلك في عدد من رواياته.

وبعد خروج والده من السجن، تمكّن تشارلز من العودة إلى المدرسة، ولكنه اضطر مرةً أخرى إلى مغادرتها وذلك في عام 1827م، إذ كان لا يزال في الخامسة عشر من عمره، والتحق بالعمل كصبي مكتب، وفي العام الذي يليه عمل كمراسل مستقل، وكاتب اختزال (استخدام الاختصار بتدوين الوثائق) في محاكم لندن، وفي عام 1832م، بدأ العمل كمراسل صحفي لدى صحيفتين بريطانيتين.

في عام 1833م، بدأ ديكنز بنشر العديد من المقالات والقصص القصيرة في الصحف والمجلات تحت اسم مستعار هو "بوز"، والتي حظيت بشهرة واسعة، ومن ثم قام بنشر أول مجموعة قصصية له باستخدام اسمه المستعار وتحت عنوان "اسكتشات"، وذلك في عام 1836م، محققًا نجاحًا باهرًا، وفي نفس العام، شرع ديكنز مشواره الأدبي، ونشر روايته الأولى بعنوان "أوراق ما بعد الوفاة لنادي بيكويك"، والتي كانت على شكل حلقات شهرية، وهذه الطريقة أصبحت طريقة نشر دورية معتمدة للإنتاج القصصي في العهد الفيكتوري، وقد صارت هذه الرواية من أشهر الأعمال الأدبية في ذلك الوقت، وأكثرها شعبيةً وانتشارًا، مما شجع ديكنز على نشر روايته المعروفة "أوليفر تويست"، والتي كانت مفتاح البداية لشهرة ديكنز في عالم الروايات، كروائي ذاع صيته في أنحاء العالم، فتوالت رواياته فيما بعد ومنها: ديفيد كوبرفيلد، والأوقات الصعبة، وقصة مدينتين، وليتل دوريت، وغيرها الكثير.^[٣]

أشهر مؤلفات تشارلز ديكنز

من أشهر مؤلفات تشارلز ديكنز ما يأتي:^[٤]

• أوليفر تويست: تُعد هذه الرواية البداية لنشأة الأدب المخصص للمراهقين، وهي تناقش الكثير من المشاكل الاجتماعية الشائعة والمتكررة في جميع الأزمان، من خلال سرد سيرة ذاتية لأحد الأطفال الأيتام، ومحاولته في التأقلم مع عالم يرفضه، وكيفية مواجهته لهذا العالم الذي يسيطر عليه الشر والقسوة، وفي نهاية الرواية يبين ديكنز قدرة الإنسان على تحقيق ما يصبو إليه، وإمكانية تغيير ظروفه المعيشية الصعبة وتحسينها، وذلك بامتلاكه الإرادة القوية، والمبادئ الأخلاقية الراسخة.
• قصة مدينتين: تدور أحداث هذه الرواية في إطارٍ تاريخي خلال فترة الثورة الفرنسية، وبشكلٍ متوازٍ بين فرنسا وإنجلترا (باريس ولندن)، إذ تناول ديكنز فيها المشكلات الاجتماعية والسياسية في إنجلترا، وأظهر خوفه من إعادة التاريخ لنفسه، عن طريق تكرار أحداث الثورة الفرنسية في بلده إنجلترا، كما ركز في هذه الرواية على تصوير أعمال العنف والشغب التي قام بها الفرنسيون خلال ثورتهم، وقد بين رفضه بشكلٍ واضح للعنف بجميع أنواعه، سواء أكان جماهيريًا، أو مؤسسيًا.

وفاة تشارلز ديكنز

توفي تشارلز ديكنز في تاريخ 9-6-1870م، عن عمرٍ يناهز 58 عامًا، إثر إصابته بسكتة دماغية حادة، وكان ديكنز قد شرع بكتابة رواية بعنوان "إدوين درود"، إلا أن المنية وافته قبل إتمامها.^[٢]